أكد الدكتور محمد سليم العوا أن' الثورة المضادة هي أكذوبة كبري يروج لها المتشائمون ومحبو نشر الشائعات, قائلا إن ثورة25 يناير أنتجت' تيارا عاما مصريا' يتحد فيه كل أفراد المجتمع, ويتابع تحقيق آمال الثورة ويخلق لها آمالا وتطلعات جديدة, ويعمل علي المحافظة علي مكتسبات الثورة وتطويرها. وأشار في ندوة بمكتبة الإسكندرية مساء أمس الأول, إلي أنه لا يعارض استمرار التظاهرات, طالما أنها تتم يوم الجمعة, حتي لا تتعطل عجلة الإنتاج, خاصة أن المصريين نالوا حقهم في التظاهر السلمي بعد قمع استمر ثلاثين عاما, ولا يجب التخلي عن هذا الحق أبدا. وقال إنه بالرغم من أنه يدرك أهمية المطالب الفئوية, إلا أنها لا تجوز في الوقت الحالي, لأنها تعطل العمل, وتصرف عن العمل الأهم وهو تتبع الفساد والإفساد. وتحدث العوا عن ثورة25 يناير, ساردا بعض المواقف والمشاهد التي عايشها في ميدان التحرير. ووصف الثورة بأنها تلقائية, سلمية شعبية عامة, وراقية; فكانت تلقائية لأنها لم يكن لها زعيم أو تنظيم, وسلمية لأن الملايين خرجوا بأيد خاوية دون محاولة المواجهة مع أحد, وكانت شعبية عامة, بعد خروج كل أطياف المجتمع للتظاهر استجابة لدعوة الشباب, أما الرقي فظهر في خلق الناس وأمانتهم. وأكد أن كل من فاته تلك المشاهد قد خسر خسارة تاريخية. مشيرا إلي ان من قبعوا في منازلهم أدوا للثوار خدمة عظيمة, حيث إن موقفهم شجع الآخرين علي الاستمرار, وساعدهم علي الاعتصام دون قلق علي بيوتهم ومصالحهم. وأوضع أن أخطر العناصر التي هددت الثوار هم من أطلق عليهم' المرجفون', الذين حاولوا في نهاية كل يوم تثبيط همم المعتصمين وتخويفهم بنشر الشائعات, وحملهم علي الرحيل, إلا أن إرادة الشعب لم تعرف الخوف, ولازم الثوار أماكنهم حتي تحققت مطالبهم. وأثني العوا علي الإفراج عن خيرت الشاطر وحسن مالك; القياديين بجماعة الإخوان المسلمين, مشيرا إلي أهمية الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين, وضحايا أحكام الطوارئ, خاصة المعتقلين من جماعة حزب الله, والمعتقلين بأمر إداري من وزير الداخلية السابق. وأكد أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة يستحق كل التقدير والاحترام والصبر, لموقفه العظيم في مساندة الثورة, والقرارات التي تتخذ بشكل يومي في سبيل تحقيق مطالبها, مشددا علي أهمية الصبر في تحقيق المطالب والآمال, لأنه من الطبيعي أن تسير عملية الإصلاح ببطء. وأشار إلي أنه لمس في اللواء ممدوح شاهين واللواء محمد العصار واللواء مختار الملا ضباط الجيش الذين خاطبوا الشعب المصري علي إحدي القنوات التليفزيونية, أنهم يتمتعون بفهم دقيق للأحوال, وسعة صدر, وأنهم لا يعدون بما لا يملكون, وهو الأمر الذي يؤكد أهمية الصبر في تلك المرحلة. وحدد العوا مجموعة من التطلعات والآمال التي يجب أن يعمل الجميع علي تحقيقها في المستقبل القريب; وأهمها تشكيل دستور جديد والتحول لدولة برلمانية ديمقراطية, ووجود علاقات مصرية عربية إفريقية وطيدة, تتيح لمصر القيام بدورها كأكبر دولة في المنطقة, ووفقا لثرواتها وكفاءاتها, مؤكدا أن سياسة التكبر في التعامل مع الدول الإفريقية يجب أن تنتهي, وأن تبدأ مصر مرحلة جديدة تقوم علي التعاون. وشدد علي أهمية إعادة النظر في العلاقة مع كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل, مبينا أن التدخل الأمريكي في الشئون المصرية غير مقبول, وأنه من الضروري الاستغناء عن المعونة الأمريكية, والاعتماد علي ثروات مصر الغنية. وقال إن مصر يجب أن تستعيد العلاقة الطبيعية مع إسرائيل كعدو لا حليف أو صديق, وبإثبات العداوة لا التطبيع, مع أهمية اعتبار الحالة بين البلدين حالة هدنة, لا حالة سلام. وأكد أهمية وجود علاقة طبيعية مع فلسطينوإيران, تقوم علي دعم المقاومة الفلسطينية, وعدم اعتبار إيران عدو, بل التعامل معها كدولة تسعي لنشر ثقافتها وحضارتها وإسلامها. وتحدث العوا عن أهمية وجود قضاء مستقل تماما, لا يتدخل فيه رئيس الجمهورية أو وزير العدل, ورد المحكمة الدستورية إلي القضاء العام, و'تشبيب الدولة', أي زيادة الاعتماد علي طاقات الشباب وإسناد المناصب والقيادات إليهم, وإقامة رقابة حقيقية علي المال العام, والاستقلال الحقيقي للجامعات, ووجود جهاز شرطة يقوم علي نشر الأمن والمنع الوقائي للجرائم, وخدمة الشعب. وعن الدولة المدنية والدولة الإسلامية, أكد أن الدولة في عهد الرسول صلي الله عليه وسلم كانت' دولة مدنية بمرجع إسلامي', وأن' دستور المدينة' لم يؤسس دولة إسلامية, مبينا أنه يجب ألا نقبل دولة يحكم فيها علماء الدين, بل من هم مؤهلون للحكم. وأضاف أن فكرة حكومة' الوحدة الوطنية' غير مطروحة وغير مقبولة, أما المقترحات المقبولة فهي إنشاء حكومة تكنوقراط. ولفت إلي أن فكرة' حل أمن الدولة' تعد من الإسراف والعبث ولا تجوز, لأنها ستؤدي لخسائر مادية, بل يجب وضع مهام محددة لهذا الجهاز, تقوم علي الحفاظ علي الأمن, والتشديد علي محاكمة الفاسدين من أعضائه.