أكد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الليبى أن الثورة الليبية فى مراحلها الأخيرة للإطاحة بنظام معمر القذافى.. وقال إن الثوار فى جميع المدن الليبية قاموا بدور فاعل فى نجاح هذه الثورة بفضل البطولات التى سطروها فى جبهات القتال. قال عبد الجليل - فى مؤتمر صحفى عقده اليوم فى بنغازى ونقلته قناة الجزيرة الفضائية - إن زعماءالتنظيمات إلاسلامية لشباب الثوار التى حاول القذافى إخافة العالم منها سارعوا إلى التعهد بأنهم تحت إمرة المجلس الوطنى وطمأنة العالم أانهم سيلقون السلاح فور تحرير الأرض وعودة جميع عناصر هذه التنظيمات كعناصر فى المجتمع الليبى. وشدد رئيس المجلس الوطنى على ضرورةالمحافظة على أمن وسلامة المواطنين وبناء دولة القانون التى ستوفر محاكمة عادلة "لكل من اتهم بإحداث ضرر " وأهاب بالثوار فى كل مكان فى ليبيا "عدم استيفاء الحق بالذات " وترك هذه الأمور للقضاء العادل الذى سيعاقب كل من ارتكب فعلا تضررت منه فئة معينة فى المجتمع حتى نثبت للعالم أننا دولة إسلامية وسط تحترم حقوق الإنسان آادميته. ودعا عبد الجليل الجميع إلى الحفاظ على الممتلكات العامة والتسامح والعفو كما قدم الشكر للمجتمع الدولى الذى ساند الشعب الليبى فى محنته وحال من خلال قراريه 1970 و 1973 والإجراءات التى اتخذها لحماية المدنيين دون حدوث كوارث بشرية ومجازر جماعية بحق الشعب الليبى كما قدم الشكر للدول التى قدمت الدعم للثورة منذ بدايتها وحتى تحقيق النصر. وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الليبى إن القذافى سعى جاهدا منذ انطلاق الثورة إلى إشعال نار الفتنة والحرب الأهلية بين أبناء الوطن الواحد غير أنأابناء الشعب الليبى اثبتوا مدى وطنيتهم وحرصهم على وحدةالوطن وسلامته. واشاد فى هذا الصدد ببطولات الثوار فى مصراتة والزاوية والجبل الغربى التى حالت دون تحقيق مسعى القذافى لتقسيم ليبيا. وأشار عبد الجليل إلى أن العالم سيتذكر معمر القذافى وفترة حكمه من خلال ما ارتكبه من أفعال بحق الليبيين والعالم من اغتيالات سياسية وسجن وإعدامات وقمع لكل محاولات الشعب الليبى العديدة للإطاحة به منذ العام الأول للثورةأاو للانقلاب غير أن الله أراد أن تكون النهاية على يد الشباب ليواكبوا ربيع الثورات فى العالم العربى. وقالإاننا نستطيع الآن أن نقول إن حقبة القذافى بكل مساوئها قد انتهت وعلى الشعب الليبى أن يدرك أن المرحلة القادمة لن تكون مفروشة بالورد فأمامه الكثير من التحديات والمسئوليات ابتداء من معالجة الجروح وحماية المبادئ التى قامت عليها الثورة وهى تحقيق الأمن والسلام والرفاهية وهى المبادئ التى لن تتحقق إلا بالصلح والعفو والتسامح كل ذلك بعد وضع النقاط على الحروف ويتم تحديد مسئولية كل من ارتكب افعال جنائية أو مادية. وناشد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطنى الانتقالى الليبى الليبيين ضرورة ضبط النفس وعدم التعرض لأموال وممتلكات وأرواح الآخرين - ليبيين أو أجانب - أو اللجوء إلى انتزاع الحق خارج إطار القانون كما شدد على أهمية التحلى بأخلاق الرسول محمد عليه الصلاة والسلام بالعفو عند المقدرة. وأكد أن ليبيا على أبواب مرحلة جديدة نسعى خلالها لإقامة دولة على الأسس والمبادئ التى التزم بها المجلس الوطنى وهى الحرية والديمقراطية والمساواة والعدل والشفافية فى إطار إسلامى معتدل دولة يتساوى فيها كل المواطنين وتكون قادرة على استيعاب كل الفئات من شرق ليبيا إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. أضاف أننا نسعى لإقامة دول يتساوى فيها الجميع بغض النظر عن عرقهم أو لونهم تتمتع فيه الأقليات بحقوقها وتمارس ثقافتها وتتحمل واجباتها. كما طمأن عبد الجليل كل الدول على أرواح مواطنيها وعلى مصالحها داخل ليبيا، مؤكدا أن ليبيا الجديدة ستحرص على إقامة علاقات جديدة على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل. وقال إن ليبيا ستسعى لأن تكون عضوا فاعلا فى المجتمع الدولى وفى إعلاء مبادئ القانون الدولى واحترام حقوق الإنسان وتؤسس لحكم القانون والمساهمة بشكل فاعل فى حفظ الأمن والسلم الدوليين وتراعى وتقدر دور الدول التى دعمت الثورة منذ بدايتها حتى نهايتها.. مؤكدا أن هذه الدول سيكون للعلاقات معها "طبيعة خاصة" وستكون علاقة ليبيا بالجميع علاقة ود ومحبة وإخاء. وفى رده على أسئلة الصحفيين قال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي إنه لا يستطيع القول إن كامل طرابلس تحت سيطرة الثوار الليبين، مشيرا إلى أن منطقة باب العزيزية وبعض المناطق المحيطة بها لا تزال في أيدي الكتائب الموالية للعقيد الليبي معمر القذافي. وحول دور مصطفى عبد الجليل بعد سقوط القذافي، قال إنه سيستمر في دوره ولن يستقيل، إلا في حال أن فقد سيطرته على ما يسعي إليه في بناء المجتمع الليبي، متوقعا من الشباب والثوار والشعب الليبي أن يكونوا على قدر المسئولية. وأكد عبد الجليل أن الثوار الليبيين هم أساس هذه الثورة، وهم الذين تحملوا أعباء المواجهات العسكرية.. بالإضافة إلى حفظ الأمن داخل المدن الليبية. وأشار إلى أنه يتخوف من بعض الأفعال التي قد يقوم بها الثوار والتي تخرج بعيدا عن إطار رؤسائهم ،لا سيما المتعلقة بالقصاص. وأضاف في الوقت ذاته أنه يحتج على أي إعدام ينفذ خارج القانون مهما كان الفعل المرتكب وقال "إن ذلك قد يكون سببا من أسباب استقالتي عن المجلس الانتقالي". وحول اعتقال محمد وسيف الإسلام نجلي القذافي، قال عبد الجليل إنهما تحت حراسة الثوار وإنهما متواجدان في أماكن آمنة. وحول إطلاق النار على محمد القذافي بعد اعتقاله وإعطاء الأمان له ، نفى رئيس المجلس الانتقالي أن يكون قد أعطى له الأمان. وأشار في الوقت ذاته إلى أن من أطلق النار على فرقة الثوار التي تحرس محمد القذافي من الخارج هم حرس محمد القذافي، مما أسفر عن قتل أحد الحراس وإصابة اثنين آخرين، مؤكدا أن محمد القذافي وأسرته لم يتعرضوا إلى أي أذى. وحول ما سيتم فى حالة اعتقال القذافي أكد عبد الجليل أنه ستتم محاكمته بصورة عادلة، متمنيا في الوقت ذاته أن يقبض على القذافي حيا حتى تتاح له محاكمة عادلة، وحتى يشهد العالم محاكمة أكبر ديكتاتور.. لافتا إلى أنه لا يعلم كيف سيدافع القذافي عن نفسه بشأن الجرائم التي ارتكبها في حق شعبه وحق العالم. ولفت عبد الجليل إلى أن أي متهم سيأخذ كل الضمانات للدفاع عن نفسه، مضيفا أنه بعد إصدار الأحكام فإن الأمور قد تكون قابلة للصلح والتسامح والعفو أيضا.