ومن الفنانين الذين اهتموا بالنحت الحدائقى (فى الهواء الطلق) الفنان الإسبانى جيمس بلينزا، ويمتاز بطرح فكرة عمله الفنى بطريقة جذب المشاهد فقد اعتاد تشكيل أعماله بخامة الاستانلس تيل المفرغ الذى يسمح بالضوء والهواء والفراغ بتغلغل ضمن أجزاء العمل كما فى عمله «رأس بشرى»، ومن أعماله الأخرى المميزة عمله «نافورة مياه» تشترك فيها وسائل الميديا الحديثة من فيديو ويشارك بمتعتها العامة بكل بساطة، وهى إن دلت على شىء فإنما تدل على ذكاء الفنان فى رغبته فى تقديم أعماله وأفكاره الفنية بطريقة اجتماعية وتشكيلية مبتكرة تحمل معها صورة عن العصر الذى نعيشه والعمل من الجرانيت الأسود أمامه بحيرة صناعية تخرج المياه من الحائط لتصب فى البحيرة، وعلى هذا الحائط شاشة تعرض صورة لإحدى الشخصيات تشارك المشاهدين متعة المرح واللعب. وقد قام الفنان «بلينزا» بتنفيذ عمل من الأحرف المعدنية بلون أبيض وقد كانت بنسبة 60% من هيكل التمثال وهى تعادل معدل وجود الماء فى جسم الإنسان، وهو مفرغ تماما من الداخل يدعو المشاهد إلى النظر بداخله حيث يعكس علاقة الإنسان البشرى بالماء، ولذا قدم «بلينزا» فى تجربته هذا النموذج لشكل الجسد بأفكار مختلفة وفريدة تحمل بعدا فكريا وفلسفيا، قدم الفنان أعمالا اقترب فيها بمفهوم العرض الفنى « show». وهكذا نستطيع قراءة قيم تشكيلية مختلفة فى أعمال هذا الفنان الإسبانى الذى تميز بمسار خاص وفريد لطبيعة أفكاره وترجمتها على أرض الواقع هذه الأعمال تدعونا إلى ضرورة الاهتمام بإنشاء الحدائق النحتية والاستفادة من فنانى النحت فى مصر وتنفيذ الأعمال فى الحدائق لإثراء البيئة المكانية التى تضم كما هائلا من المشاهدين، وتنمى فيهم الذوق الجمالى وليكن فى المدن الجديدة منها العاصمة الإدارية وغيرها.