علي عيسى: الخضر و الفاكهة الاكثر تضررا لاعتمادها كليا على الشحن الجوي الجمال: تكلفة الشحن تمثل ما بين 50 و 80 % من السعر التصديري للفاكهة عبد الوهاب: حرمان الطيران الخاص من حصة بالشحن واحتكار "مصر للطيران" السبب وراء ارتفاع الاسعار أكد مصدور الحاصلات الزراعية أن ارتفاع تكاليف الشحن الجوي يجر ضررا بالغا بصادرات القطاع خاصة الصادرات الغذائية سريعة التلف مثل الخضر والفاكهة الطازجة. وقالوا ل"الأهرام الاقتصادي" أن الارتفاع الاخير في تكلفة الشحن الجوي يهدد بفقدان التنافسية بالاسواق التصديرية، خاصة وان هناك منافسة شرسة تواجهه صادرتنا من قبل كل من المغرب واسبانيا وتركيا وذلك الاسواق التصديرية المستهدفة خاصة دول الخليج. وكانت شعبة النقل واللوجيستيات بالاتحاد العام للغرف التجارية قد أعلنت مؤخرا عن أن شركة مصر للطيران رفعت اسعار الشحن بنسبة 300 %، الامر الذي اثار غضب المصدرين خاصة مصدري الغذاء. كما اشار المصدرون الى ان انخفاض المساحات المخصصة للشحن على الطائرات وعدم وجود رحلات مباشرة للعديد من الاسواق المستهدفة كذلك عدم وجود رحلات منتظمة، تعد ايضا عقبات اخرى تواجههم ازاء الشحن الجوي. فيما أكد ممثلوا شركات الشحن والطيران الخاص أن الممارسات الاحتكارية لشركة مصر للطيران تؤثر بشكل سلبي للغاية على النشاط التصديري، حيث ترفع اسعار الشحن بما لا يمكن كثير من شركات الشحن من الشراء فيما يتقصر التعامل على شركات الشحن الكبرى. قال علي عيسى رئيس المجلس التصديري للحاصلات الزراعية سابقا أن ارتفاع تكاليف الشحن الجوي تؤثر بشكل كبير على الصادرات بوجه عام وصادات الحصالات الزراعية على وجه الخصوص، وذلك لاعتماد كثير من الصادرات الزراعية على الشحن الجوي كوسيلة اساسية للنقل. وأضاف أن من أكثر الصادرات الزراعية تأثرا بارتفاع تكلفة الشحن الجوي صادرات الفاكهة ، وذلك لكونها سريعة التلف ولا تتحمل الشحن بالطرق البرية او البحرية، ما يجعل الشحن الجوي هو الوسيلة الوحيدة لنقلها. واشار عيسى الى ان ارتفاع تكاليف الشحن تنعكس بالطبع على اسعار الصادرات ومن ثم تنافسيتها بالاسواق الخارجية، الامر الذي من شأنه ان يؤدي لتراجع قوة وتنافسية الصادرات المصرية بالخارج ومن ثم يؤدي الى تراجع حصيلتها. من جانبه، قال المهندس أيمن الجمال عضو المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، ومصدر خضر وفاكهة، أن صادرات الفاكهة تعتمد اعتمادا كليا على الشحن الجوي للنقل، موضحا ان كلا من الفرولة والعنب والمانجو على سبيل المثال لا يمكن تصديرها الا عن طريق الشحن الجوي لسرعة تلفها. واشار الى أن ارتفاع التكلفة يؤدي الى ضعف تنافسية الصادرات المصرية بالاسواق الخارجية، خاصة وان هناك منافسة شرسة تواجهها من قبل صادرات بعض الدول خاصة المغرب وتركيا واسبانيا، والتي تتمتع باسعار تنافسية للغاية وذلك لتمتعها بسرعة تدفق في الشحن الجوي لديها ومن ثم انخفاض سعره، مشيرا الى ان مواصلة ارتفاع تكاليف الشحن يهدد تواجد المنتج المصري بالعديد من الاسواق خاصة الخليجية والتي تعد مستهدف العديد من الصادرات المنافسة. وأوضح أن تكلفة الشحن الجوي من قبل مصر للطيران تبلغ تقريبا 9.90 قرشا على كل كيلو من صادرات الحاصلات الزراعية، في حين ان كيلو افضل انواع الفاكهة ومنها المانجو على سبيل المثال لا يتعدى 20 جنيها فيما يبدأ سعره من 13 جنيها للكيلو، ما يعني ان تكلفة الشحن تمثل ما يترواح ما بين 50 و80 % من سعر المنتج المصدر، الامر الذي يحد من تنافسيته في الخارج أمام صادرات الدول الاخرى الاقل سعرا، ما ينعكس سلبا على تدفق صادرات الحاصلات الزراعية للخارج. اشار الى انه هناك جملة من المشكلات تواجهها صادرات الغذاء بالشحن الجوي، الى جانب ارتفاع اسعار الشحن، منها عدم وجود رحلات منتظمة للعديد من الدول مثل دولة على سبيل المثال، فضلا عن عدم وجود رحلات مباشرة لبعض الدول التي تمثل اسواقا مهمة مثل الولاياتالمتحدة، والاعتماد بدلا منها على طيران الترانزيت الذي تصل مدته ل24 ساعة في بعض الاحيان ما يؤدي الى تلف الشحنات المصدرة، كذلك انخفاض عدد رحلات الشحن اسبوعيا، وعدم توافر المساحات الكافية للشحن حيث يعتمد الشحن في اغلب الاحيان على ما تبقى من مساحة بعد تحميل حقائب الركاب، كذلك الاتجاه لإلغاء الرحلات في كثير من الاحيان، الامر الذي يؤدي الى تلف الشحنات المصدرة وخسارة قيمتها. واشار الى أن هناك صعوبة بالغة في فتح مزيد من الاسواق التصديرية مثل الاسواق الاوروبية والامريكية والافريقية، وذلك نتيجة صعوبة الشحن وارتفاع تكاليفه، لافتا الى أن من أهم الاسواق التصديرية لصادرات الفاكهة المصرية دول الخليج. وطالب الجمال بضرورة اعادة النظر في اسعار الشحن الجوي بما يسهم في الحفاظ على تنافسية المنتج المصري، كذلك اتاحة مزيد من رحلات الشحن، والمزيد من المساحات المخصصة للشحن، واضافة رحلات طيران للاسواق التصديرية المستهدفة. من جانبه، قال يسري عبد الوهاب رئيس اتحاد النقل الجوي ونائب رئيس الشعبة العامة للنقل الجوي بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن احتكار شركة مصر للطيران للشحن الجوي وعدم وجود منافسين امامها، أحد أهم الاسباب وراء مشكلات المصدرين بارتفاع تكلفة الشحن، موضحا ان الطيران الخاص ليس له حصة ثابتة او مرضية في الشحن. وأوضح ان الشحن على الطيران الخاص يتم بحسب الفراغات الموجودة على الطائرات، وبالتالي فحجم نشاطه ضئيل للغاية، الامر يهدر فرصة توفير مزيد من المساحات والرحلات للشحن امام الصادرات وذلك حال تشغيل الشحن بالطيران الخاص بطاقته الكاملة. واشار عبد الوهاب الى ان اجمالي الطاقة الاستعابية للشحن الجوي الحالي لا تكفي لتغطية احتياجات التصدير، ولا تتناسب مع اهداف زيادة الصادرات المرحلة المقبلة، الامر الذي يجعل هناك ضرورة لزيادة طاقة الشحن ومساحته الاسبوعية. فيما قال محمود عزمي مدير التسويق باحدى شركات الشحن، أن هناك سياسات احتكارية تتبعها شركة مصر للطيران للحد من نشاط الشركات الخاصة في مجال الشحن الجوي، منها انها تقوم برفع الاسعار على شركات الشحن بما يجعل التعامل يقتصر على شركات الشحن الكبرى فقط، فيما يتم حرمان الشركات الصغيرة من ذلك، الامر الذي يؤثر سلبا على نشاط شركات الشحن الصغيرة وحجم اعمالها، لافتا الى ان عدد شركات الشحن بالسوق المحلي يصل لنحو 3000 شركة، فيما تمثل الشركات الكبرى منها نحو 10 %، فيما توصف باقي الشركات بالصغيرة. وأكد عزمي ان السياسات الاحتكارية التي تمارسها شركة مصر للطيران من رفع اسعار الشحن والتحكم في عدد رحلات الشحن ومساحته، وعدم توجهها لكل الدول المستهدفة، تجر ضررا بالغا بالصادرات خاصة صادرات الحاصلات الزراعية التي تعتمد على الشحن الجوي كوسيلة اساسية للنقل.