أثني الاتحاد الأوروبي علي الدور مصر تجاه سورية وليبيا والمصالحة الفلسطينية ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، واعتبرها تصب في صالح تحقيق الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط.جاء ذلك المؤتمر الصحفي بين وزير الخارجية سامح شكري والمفوض الأوروبي لسياسات الجوار يوهانسن هان، الذي يقوم بزيارة للقاهرة التقي خلالها الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار مسئولين بينهم وزراء الخارجية والاستثمار والتعاون الدولي. وخلال المؤتمر الصحفي المشترك أكد شكري وهان علي أهمية العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي وكرر هان تمسك الاتحاد بوجود علاقات قوية مع مصر انطلاقا من مكانتها،ولكونه يشكل مصلحة للجانبين وشعبيهما فيما أكد شكري اهمية التعاون بين مصر والاتحاد وتطويره في كافة النواحي الاقتصادية والسياسية والأمنية وقضايا الارهاب والهجرة غير الشرعية ..ونوه هان الي توقيع الجانبين حزمة من الاتفاقيات ب500 مليون يورو ، لافتا الي وجود العديد من الاتفاقيات الأخري التي يجري صياغتها واعدادها للتوقيع من الجانبين وأكد استمرار الاتحاد في دعمه لعملية التنمية في مصر وخاصة المشروعات الصغيرة والمتوسطة.واشاد بما تحقق من تعاون بين مصر والاتحاد في مكافحة الهجرة وفيما نوه هان الي اهتمام الاتحاد الأوروبي بالمجتمع المدني ووصفه بأنه " كيميا العلاقات والحمض النووي لنا " حرص شكري علي التعقيب بقوله أن مصر مهمتة بقضايا حقوق الانسان ضمن الحوار الشامل الذي يجري بينها وبين الاتحاد والذي يشمل المجتمع المدني لارتقاء به وبدوره وفقا للمصلحة المصرية ،دون تركيز علي شق وتجاهل الآخر ، كما ان مصر في حاجة دائما الي خبرة الاتحاد ودعمه ضمن حوار يتم في أجواء صحيه ودون ضغط او اية اغراض سياسية، وقال اننا في حوارنا مع المفوض نعمل علي صياغة علاقتتا في اطار من التعاون يحقق مصلحة الطرفين. وعقب"هان"علي سؤال حول عدم تصنيف الاتحاد جماعة الأخوان ارهابية مع مسئوليتها عما يجري من ارهاب في مصر باجابات غامضة قال من خلالها ان التعامل معلاهذا الامر يتم وفقا لأسس معينة، وتابع قوله " ولا نري أي لهذه القضية علي علاقة الاتحاد بمصر " ومضي قائلا " نحن نتشارك في نفس المصالح وهناك تعاون مشترك ووثيق قائم بيننا " . وثمن هان دور مصر في تحقيق المصالحة الفلسطينية والتوصل الي تسوية سياسية للازمة في سورية وليبيا ومكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية، لافتا الي انخفاض كبير في هذه القضية والجرائم بها خلال العام الماضي.وبدوره اعتبر شكري في تحقيق المصالحة الفلسطينية خطوة مهمة لتحريك العملية السياسية ومفاوضاتها، وان يقف الفلسطينيون موقفا موحدا خلال اي مفاوضات وتجعل المفاوض يسير في اطار ارادة موحدة تحقق مصلحة الشعب وتؤدي الي تحقيق الاستقرار بالمنطقة ككل. وبشأن ليبيا أكد شكري دعم مصر للعملية السياسية وفقا لاتفاق الصخيرات وضرورة اضطلاع الجيش بدور في اي ترتيبات سياسية من اجل صيانة وحدة ليبيا وثرواتها واعادة الحياه الي مؤسسات الدولة وحمايتها في مواجهة الارهاب والتصدي لموجات الهجرة غير الشرعية، فيما أكد هان دعم الاتحاد للمصالحة السياسية وان يكون الجيش ضمن السلطة السياسية او تحت سيطرتها.واكد شكري دعمه لمهمة المبعوث العربي الي ليبيا د.غسان سلامة لتمكينه من تحقيق التسوية السياسية المطلوبة بمشاركة كافة الاطراف التي وقعت اتفاق الصخيرات من جانبه صرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية بأن سامح شكري وزير الخارجية عقد جلسة مباحثات مع المفوض الأوروبي لسياسة الجوار وتوسيع الاتحاد "يوهانس هان"، الذي يزور القاهرة للمرة الأولي منذ انعقاد مجلس المشاركة المصرية الأوروبية في يوليو الماضي واعتماد أولويات التعاون بين الجانبين للسنوات الثلاث القادمة 2017/2020. وذكر المتحدث باسم الخارجية، أن الوزير شكري أكد في بداية اللقاء على الاهتمام الخاص الذي توليه مصر لعلاقاتها بالاتحاد الأوروبي، مؤكداً على ضرورة تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي بما يمكنهما من مواجهة التحديات المشتركة الناتجة عن الأزمات القائمة بالمنطقة، وفي مقدمتها التطرف والإرهاب، فضلاً عن تزايد ظاهرة الهجرة غير الشرعية وتدفق اللاجئين وتداعياتها على أمن منطقتي الشرق الأوسط وأوروبا، الأمر الذي يستلزم جهداً دولياً كبيراً لاحتوائها من خلال تبني منظور شامل يجمع بين البعدين التنموي والأمني، مستعرضاً في هذا الخصوص الجهود المصرية لضبط الحدود والأعباء المترتبة على استقبال واستيعاب اللاجئين في مصر، ومعرباً عن تطلع مصر لانعقاد الجولة الأولى من الحوار المصري الأوروبي فى مجال الهجرة بنهاية شهر نوفمبر القادم. وأوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، أنه تم خلال اللقاء التباحث حول سبل الارتقاء بآفاق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في كافة المجالات، وفقاً لأولويات التعاون بين الجانبين للسنوات الثلاث القادمة 2017/2020، وفي إطار مذكرة التفاهم بشأن وثيقة الدعم لمصر، والتي توفر تمويلاً للعديد من المشروعات ذات الأولوية المصرية، والمتسقة ورؤية استراتيجية التنمية المستدامة حتى عام 2030. وقد استعرض شكري في هذا الإطار الجهود التي تقوم بها الحكومة المصرية للنهوض بالاقتصاد وتوفير مناخ جاذب للاستثمار، فضلاً عن الأهمية التي توليها مصر للسوق الأوروبية، كون الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لمصر وأحد الشركاء الأساسيين في عملية التنمية. وكشف أبو زيد أن اللقاء تطرق أيضاً لملف مياه النيل، حيث أعاد شكري التأكيد على أن إقرار الاتحاد الأوروبي للبرنامج الفني لإدارة الموارد المائية العابرة للحدود بمنطقة حوض النيل، والإصرار على تنفيذه في إطار مبادرة حوض النيل في ظل ما تشهده من انقسام بين أعضائها، ودون مراعاة للشواغل المصرية المرتبطة بمبدأيّ التوافق والأخطار المسبق بشأن المشروعات التي يتم تنفيذها على النهر، من شأنه أن يقوض الجهود التي تقوم بها مصر من أجل استعادة مشاركتها في أنشطة مبادرة حوض النيل. من جانبه، شدد المسئول الأوروبي على استراتيجية العلاقات التي تربط الاتحاد الأوروبي بمصر، مشيداً بدور مصر المحوري في المنطقة والأهمية التي يمثلها استقرار دول الجوار بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مضيفاً أن الاتحاد الأوروبي يقدر التحديات والظروف الداخلية والإقليمية التي تواجه الدولة المصرية. وأشار "هان" إلى أن الاتحاد حريص على التعاون مع مصر في مجالي مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى دعم الاتحاد الأوروبي لمساعي الحكومة المصرية لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتوفير فرص العمل. كما أشاد المفوض الأوروبي بالنجاح الذى أنجزته مصر على مسار تحقيق المصالحة الفلسطينية، وكذا ما تبذله من جهود دؤوبة لحل الأزمة الليبية ودعم جهود الحل السلمى للازمة السورية. واختتم أبو زيد تصريحاته، مشيراً إلى أن القضايا الإقليمية استحوذت علي جانب من محادثات وزير الخارجية مع يوهانس هان، حيث استعرض وزير الخارجية موقف مصر وتقييمها للأوضاع في ليبيا وسوريا والعراق، بالإضافة الى تطورات أزمة قطر وموقف الرباعي العربي. وفى هذا السياق، أحاط الوزير شكري المفوض " هان" بما تقوم به مصر من جهود لبناء الثقة بين الفرقاء الليبيين لتحقيق تسوية شاملة للازمة الليبية، بالإضافة الى جهود مصر بالتعاون مع المملكة العربية السعودية لتوحيد مواقف المعارضة السورية وتشجيعها على الانخراط الجاد والإيجابي في محادثات جنيف، ومشاركة مصر فى رعاية عدد من اتفاقيات تخفيض التوتر في المدن السورية، كما تناول اللقاء جهود تحقيق المصالحة الفلسطينية التي رعتها مصر وانعكاساتها المأمولة علي استئناف عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي. ____