حظى مجال الهندسة بمختلف تخصصاته على اهتمام ابناء مصر وتفوقهم الملحوظ فيه منذ ارسال البعثات المصرية الى اوروبا فى عهد محمد على باشا مرورا بعصر النهضة العلمية الحديثة فى عهد الخديو اسماعيل وحتى يومنا هذا..ويعتبر وليم سليم حنا من هؤلاء المصريين حيث كانت له بصمات واضحة فى الهندسة الانشائية فقد اطلق عليه عميد المهندسين الانشائيين المصريين فهو من صمم خطة انقاذ معابد فيلة وساهم فى بناء كوبرى قصر النيل، واسس اول معمل لابحاث ميكانيكا التربة والاساسات فى الشرق الاوسط والثالث فى العالم.. ولد وليم سليم حنا فى مدينة اسيوط بصعيد مصر عام 1897 واكمل تعليمه فى مدارس الاسكندرية ثم القاهرة الى ان تخرج فى مدرسة المهندسخانة عام 1920 (كلية الهندسة) وحصل منها على دبلوم الهندسة.. سافر وليم الى انجلترا لاستكمال تعليمه والتحق بجامعة برمنجهام وحصل منها على بكالوريوس شرف من المرتبة الاولى فى الهندسة المدنية عام 1923 واستمر بهذه الجامعة الى ان حصل على الدكتوراه عام 1926 .. عندما عاد د. وليم سليم حنا الى مصر تم تعيينه مدرسا فى كلية الهندسة جامعة فؤاد الاول (القاهرة) فى نفس العام فى قسم الهندسة الانشائية وفى عام 1932 اصبح مدير معمل ابحاث الخرسانة . ويرجع إليه الفضل فى تأسيس معمل ابحاث ميكانيكا التربة والاساسات عام 1933 بالجامعة واصبح مديرا له وكان هذا المعمل ثالث معمل لابحاث التربة فى العالم وتضمن نشاطه عمل ابحاث التربة التى شملت عمل الجسات لاول مرة فى مصر والشرق الاوسط ودراسة هبوط المنشآت الهامة مثل عمارة ليبون بالزمالك ودار القضاء العالى ودار الهلال وظهر نشاط المعمل على المستوى العالمى حيث شارك د. وليم بالدراسات البحثية التى قام بها المعمل على 12 مبنى هاما بالقاهرة ومصر العليا فى المؤتمر الاول لميكانيكا التربة والاساسات بمونتريال بكندا فى 1937 وهو يعتبر حجر الزاوية فى مجال استكشاف التربة فى مصر وبنشاط القائمين على المعمل برئاسة د. وليم تم ادخال علم ميكانيكا التربة والاساسات لاول مرة فى مصر والشرق الاوسط وانضم الى مؤسسى المعمل د. محمد كمال خليفة وكان اول مصرى وعربى يحصل على الدكتوراه فى هذا العلم. ///////// إنقاذ معابد فيلة عندما وجهت هيئة اليونسكو نداء عالميا لانقاذ معابد فيلة تكون فريق عمل من المهندس وليم سليم حنا للاستشارات الانشائية ومصطفى شوقى لاستشارات ميكانيكا التربة وتقدموا بمشروعهم فى المسابقة العالمية المطروحة وفازوا بجائزة اليونسكو وقام د. وليم بتصميم خطة انقاذ معابد فيلة عام 1966 . ومن الاعمال الهامة التى قام بها خلال تلك الفترة عمل رسومات هندسية خرسانية لانشاء كنيسة العذراء بالزمالك وفندقى النيل هيلتون ورمسيس هيلتون ومبان صناعية متعددة والمطابع الاميرية بامبابة ومحطات كهرباء طلخا ودمنهور وكفر الدوار. وكان اول من فكر فى انشاء مترو انفاق فى مصر محددا التكلفة وكانت ضئيلة جدا ولكن للاسف لم ينتبه احد لفكرته وتوفى وليم سليم حنا عام 1979 وظلت اعماله خالدة يفخر بها كل مصرى . ////////// مساهمته فى إنشاء كوبرى قصر النيل الجديد ظل كوبرى قصر النيل الذى انشئ عام 1872 صامدا لمدة 59 عاما حتى ازدادت حركة المرور وكثرت الاحمال عن الحد مما استدعى انشاء كوبرى جديد فى نفس المكان وهو الكوبرى الحالى الذى افتتحه الملك فؤاد الاول عام 1933 واستغرق انشاؤه سنتين بتكلفة 291 الفا و955 جنيها، وتخليدا لذكرى منشئ كوبرى قصر النيل سمى الكوبرى الجديد كوبرى الخديو اسماعيل وظل بهذا الاسم حتى ثورة يوليو. وهو اول كوبرى للمرور على النيل ليربط بين القاهرة والجيزة بطول 406 امتار وعرض 10 امتار ونصف. اما الكوبرى الجديد وهو الحالى الذى ساهم فى انشائه د. وليم وكان المصرى الوحيد ضمن فريق العمل المشرف على المشروع المكون من ثلاثة مهندسين اجانب واصبح عرض الكوبرى 20 مترا منها 5 امتار للرصيفين وزادت الفتحات الملاحية الى ثمانى فتحات. وفى 1937 اصبح د. وليم استاذا مساعدا ثم فى 1941 استاذ كرسى الخرسانة المسلحة لانشاء المبانى واستمر فى وظيفته حتى عام 1952 . وبعد ثورة يوليو تم تعيينه وزير الشئون البلدية والقروية من 1952 الى 1954 وبعدها عمل مهندسا استشاريا فى مكتبه الخاص واستاذا غير متفرغ فى كلية هندسة القاهرة كما اختير عضو مجلس جامعة عين شمس.