من أنبغ من أنجبتهم مصر الحديثة فى الفلك والرياضيات ويعتبر رائد علم الفلك الاثرى. ولد «محمود حمدى» وهذا اسمه الحقيقى فى احدى قرى محافظة الغربية عام 1814، تعلم فى كتاب القرية، وفى سن العاشرة اخذه اخوه الى الاسكندرية وألحقه بمدرسة الترسانة البحرية ثم انتقل الى مصر المحروسة والتحق بمدرسة «البولوتيك» وتخرج فيها برتبة الملازم عام 1839 وكان اول دفعته فعين مدرس جبر بالمهندسخانة ببولاق وخلال تلك الفترة ترجم عن الفرنسية الى العربية اول كتاب عن التفاضل والتكامل فكان يتقن الفرنسية لان المدرسين كانوا فرنسيين وايطاليين. أبرز أعماله : كلفه سعيد باشا بالذهاب الى دنقلة بالسودان لتسجيل الكسوف الكلى للشمس وكان من كاليفورنيا وحتى افريقيا وامضى شهرا فى دنقلة وقد سجل عملية الكسوف بنجاح وقدم تقريرا الى اكاديمية العلوم بباريس وقد انتهز فرصة وجودة فى السودان فحقق المواقع الفلكية على النيل . وقام بتخطيط معالم الاسكندرية القديمة وموقع سورها القديم ووضع ذلك فى رسالة بالفرنسية سنة 1866 بين فيها اسوارها وشوارعها ومسارحها ومكتباتها وذلك لاول مرة بناء على ما قام به من عمليات الحفر والتنقيب مما اعطى للرسالة قيمة عالية ووضع خريطة للاسكندرية القديمة ادق مما وضعته الحملة الفرنسية وكانت مرجعا لعلماء اوروبا فى ابحاثهم. ومن اجمل اعماله انه وضع دراسة عن مقاييس الاهرامات والغرض الرئيسى من تشييدها وتناسبها مع كوكب المشترى واستطاع تحديد عمر الهرم الاكبر عن طريق الفلك والارصاد الفلكية مما لم يسبقه احد من العلماء الغربيين وتوصل لنتائج مذهلة كانت مثار اعجاب الفلكيين والاثريين الغربيين. عين ناظرا لمدرسة المهندسخانة سنة 1871 ومثل الحكومة المصرية فى المؤتمر الجغرافى بباريس سنة 1875 واخر فى البندقية سنة 1881 باعتباره وكيلا للجمعية الجغرافية. انشأ مدفع الظهر بالقلعة و»مزولة» على سطح منزله بميدان الفلكى وقد نزعت من مكانها بعد وفاته. تولى نظارة الاشغال ثم الاوقاف ومعها رئاسة الجمعية الجغرافية حتى وفاته سنة. 1885 كان يفكر فى اعداد قاعة فى منزله لمن يشاء الاطلاع عليها من الكتب والخرائط والمخطوطات وتحققت امنيته بعد وفاته عندما وهبت ابنته مكتبته الى الحكومة سنة. 1929 سبب تسميتة بالفلكى: يرجع الفضل الى محمود الفلكى فى وضع التقاويم السنوية فوضع اول تقويم سنة 1064 هجرية وفيه مقارنة بين التاريخ الهجرى والميلادى والقبطى، بين فيه مواقع الشمس والقمر فى تلك السنة ومنذ ذلك الحين اصبح محمود حمدى يعرف بالفلكى ولازمة هذا اللقب حتى وفاته. (وبالمناسبة كان التقويم القبطى وفقا للشهور القبطية هو المتبع فى مصر الى ان بدأ العمل بالتقويم الميلادى عام 1876 بعد ان اصدر الخديو اسماعيل قرارا بذلك لمواكبة مصر للعالم الاوروبى). سفره إلى باريس : اراد عباس الاول اعادة تنظيم الرصدخانة ببولاق فاوفد محمود الفلكى ومعه اثنان للتخصص فى الفلك عام 1850 وزار الفلكى خلال هذه المدة دور الرصد فى معظم انحاء اوروبا واثناء دراسته فى باريس وضع عدة رسائل مهمة قدم بعضها للمجمع العلمى بفرنسا، وعند عودته لمصر عام 1859 بعد حصوله على اكبر الشهادات حصل على رتبة الاميرالاى وتعنى حصوله على لقب «باشا» وكلفه سعيد باشا حاكم مصر بوضع خريطة مفصلة عن القطر المصرى.