موعد إجازة 6 أكتوبر 2024 للموظفين والمدارس (9 أيام عطلات رسمية الشهر المقبل)    محامي يكشف مفاجآت في قضية اتهام صلاح التيجاني بالتحرش    نائب محافظ المركزي: ملتزمين بضمان استدامة السياسات النقدية الجاذبة للاستثمار    حزب الله: اغتيال القيادي أحمد محمود وهبي في غارة إسرائيلية    فلسطين.. 3 إصابات في قصف إسرائيلي استهدف خيمة تؤوي نازحين وسط خان يونس    وزير الخارجية: الجهد المصري مع قطر والولايات المتحدة لن يتوقف ونعمل على حقن دماء الفلسطينيين    الأهلي ضد جورماهيا في دوري أبطال إفريقيا.. الموعد والقنوات الناقلة والمعلق والتشكيل    «من خليفة إيهاب جلال إلى أين سمعتي».. القصة الكاملة لأزمة الإسماعيلي وحلمي طولان    «صاحب المعلومة الأدق».. لميس الحديدي تهنئ أحمد شوبير على التعاقد مع قناة الأهلي    عاجل - الأرصاد تعلن تحسن الطقس اليوم وانخفاض الحرارة    مبلغ مالي غير متوقع وزيارة من صديق قديم.. توقعات برج العقرب اليوم 21 سبتمبر 2024    بحضور وزير الثقافة.. تفاصيل انطلاق الملتقى الدولي لفنون ذوي القدرات الخاصة    وزير الخارجية: مصر تدعم الصومال لبناء القدرات الأمنية والعسكرية    أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 21-9-2024.. آخر تحديث    «أغلى من المانجة».. متى تنخفض الطماطم بعد أن سجل سعرها رقم قياسي؟    توجيه هام من التعليم قبل ساعات من بدء الدراسة 2025 (أول يوم مدارس)    موعد مباراة مانشستر يونايتد ضد كريستال بالاس في الدوري الإنجليزي والقنوات الناقلة    معسكر مغلق لمنتخب الشاطئية استعدادًا لخوض كأس الأمم الإفريقية    في احتفالية كبرى.. نادي الفيوم يكرم 150 من المتفوقين الأوائل| صور    قتل صديق عمره .. ذبحه ووضع الجثة داخل 3 أجولة وعاد يبحث مع أسرته عنه    أنتهاء أسطورة «ستورة» فى الصعيد .. هارب من قضايا شروع فى قتل وتجارة سلاح ومخدرات وسرقة بالإكراه    النيابة تعاين الزاوية التيجانية بعد أقوال ضحايا صلاح التيجانى    استدعاء والدة خديجة لسماع أقوالها في اتهام صلاح التيجاني بالتحرش بابنتها    د.مصطفى ثابت ينعي وزير الداخلية في وفاة والدته    عمرو سلامة: أداء «موريس» في «كاستنج» يبرز تميزه الجسدي    حفل للأطفال الأيتام بقرية طحانوب| الأمهات: أطفالنا ينتظرونه بفارغ الصبر.. ويؤكدون: بهجة لقلوب صغيرة    زاهي حواس: تمثال الملكة نفرتيتي خرج من مصر ب «التدليس»    "ألا بذكر الله تطمئن القلوب".. أذكار تصفي الذهن وتحسن الحالة النفسية    «الإفتاء» توضح كيفية التخلص من الوسواس أثناء أداء الصلاة    وصلت بطعنات نافذة.. إنقاذ مريضة من الموت المحقق بمستشفى جامعة القناة    أمام أنظار عبد المنعم.. نيس يسحق سانت إيتيان بثمانية أهداف    بدائل متاحة «على أد الإيد»| «ساندوتش المدرسة».. بسعر أقل وفائدة أكثر    «البوابة نيوز» تكشف حقيقة اقتحام مسجل خطر مبنى حي الدقي والاعتداء على رئيسه    إسرائيل تغتال الأبرياء بسلاح التجويع.. مستقبل «مقبض» للقضية الفلسطينية    وزير الخارجية يؤكد حرص مصر على وحدة السودان وسلامته الإقليمية    نوران جوهر تتأهل لنهائي بطولة باريس للإسكواش 2024    ارتفاع سعر طن الحديد والأسمنت يتجاوز 3000 جنيه بسوق مواد البناء اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    عمرو أديب عن صلاح التيجاني: «مثقفين ورجال أعمال وفنانين مبيدخلوش الحمام غير لما يكلموا الشيخ» (فيديو)    عودة قوية لديمي مور بفيلم الرعب "The Substance" بعد غياب عن البطولات المطلقة    أول ظهور لأحمد سعد وعلياء بسيوني معًا من حفل زفاف نجل بسمة وهبة    المخرج عمر عبد العزيز: «ليه أدفع فلوس وأنا بصور على النيل؟» (فيديو)    «التحالف الوطني» يواصل دعم الطلاب والأسر الأكثر احتياجا مع بداية العام الدراسي    وزير خارجية لبنان: نشكر مصر رئيسا وشعبا على دعم موقف لبنان خلال الأزمة الحالية    أهالى أبو الريش فى أسوان ينظمون وقفة احتجاجية ويطالبون بوقف محطة مياه القرية    «جنون الربح».. فضيحة كبرى تضرب مواقع التواصل الاجتماعي وتهدد الجميع (دراسة)    لأول مرة.. مستشفى قنا العام" يسجل "صفر" في قوائم انتظار القسطرة القلبية    عمرو أديب يطالب الحكومة بالكشف عن أسباب المرض الغامض في أسوان    تعليم الإسكندرية يشارك في حفل تخرج الدفعة 54 بكلية التربية    سعر الدولار أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم السبت 21 سبتمبر 2024    أخبار × 24 ساعة.. انطلاق فعاليات ملتقى فنون ذوي القدرات الخاصة    انقطاع الكهرباء عن مدينة جمصة 5 ساعات بسبب أعمال صيانه اليوم    الأهلي في السوبر الأفريقي.. 8 ألقاب وذكرى أليمة أمام الزمالك    تعليم الفيوم ينهي استعداداته لاستقبال رياض أطفال المحافظة.. صور    حريق يلتهم 4 منازل بساقلتة في سوهاج    أكثر شيوعًا لدى كبار السن، أسباب وأعراض إعتام عدسة العين    آية الكرسي: درع الحماية اليومي وفضل قراءتها في الصباح والمساء    دعاء يوم الجمعة: نافذة الأمل والإيمان    الإفتاء تُحذِّر من مشاهدة مقاطع قراءة القرآن المصحوبةً بالموسيقى أو الترويج لها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قبل انطلاق ماراثون الانتخابات‮:‬ صراع الليبراليين والاشتراكيين على كعكة الاقتصاد


حوار : ‬عبد العزيز جيرة‮ ‬ - حلمى الشرقاوى ‬ -
تتصارع فى هذين الحوارين رؤيتان اقتصاديتان الأولى ليبرالية‮ ‬يعبر عنها حزب الوفد والثانية اشتراكية ويعبر عنها حزب مصر العربى الاشتراكى‮.‬ورغم أن الرؤيتين تسعيان الى علاج تشوهات الاقتصاد المصرى فإنهما تسلكان طرقا مختلفة‮.‬ فحزب الوفد الليبرالى أكد أن اصلاح هذه التشوهات‮ ‬يجب أن‮ ‬يتم عبر برنامج متدرج مدته ‮8 ‬سنوات مع العمل على تفعيل نوع من الاجراءات كفيل بمواجهة اى انتكاسة محتملة خلال التطبيق‮.‬فى المقابل‮ ‬يرى حزب مصر العربى الاشتراكى
أن مصر مؤهلة بظروفها الحالية لتطبيق نوع من الاشتراكية الديمقراطية التى تخلق قدرا من توازن المصالح بين فئات المجتمع،‮ ‬كما‮ ‬يرى الحزب ضرورة كسر احتكار الثروة عبر اعادة الروح للقطاع العام والتوسع فى تمويل المشروعات الصغيرة‮.‬هنا تفاصيل مقابلتين الاولى مع الدكتور فخرى الفقى استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة التى‮ ‬يشرح فيها البرنامج الانتخابى لحزب الوفد فيما‮ ‬يتعلق بالشأن الاقتصادى والثانية مع وحيد الأقصرى رئيس مصر العربى الاشتراكى‮.‬
--------
يسعى حزب الوفد فى إطار برنامجه الانتخابى للبرلمان المقبل الى تقديم رؤية لمعالجة الاقتصاد المصرى‮ ‬يستند فيها إلى ثلاثة محاور رئيسية تتمثل فى العمل على تعافى الاقتصاد المصرى مما أصابه من مشاكل اقتصادية جمة خلال السنوات الأربع الماضية منذ ثورة‮ ‬يناير‮ ‬2011،‮ ‬حيث أصيب أهم قطاعاته فى ضخ أهم مصدرين له هما الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة وقطاع السياحة إضافة الى الانخفاض الملحوظ فى ثروة مصر من الغاز الطبيعى مع تعرض الاقتصاد الى نزيف مالى وإهدار مستمر سواء تمثل فى عجز متزايد فى الموازنة العامة للدولة الناتج عن منظومة الدعم الذى‮ ‬يذهب ‮2/3 ‬منه لغير مستحقيه والثلث الباقى لمن‮ ‬يستحق من الفقراء ومحدودى الدخل والمهمشين إضافة الى نزيف آخر‮ ‬يتمثل فى عجز متفاقم ومتزايد فى الميزان التجارى تصديرا واستيرادا مما ترتب عليه حتمية سداد هذا العجز للعالم الخارجى بالنقد الأجنبى،‮ ‬فضلا عما‮ ‬يعانيه الاقتصاد المصرى منذ عقود من تشوهات فى هياكله الاقتصادية التى عفا عليها الزمن ومنها منظومة الأجور والعاملين فى الجهاز الادارى للدولة المكدس بالعمالة،‮ ‬قوانين العمل،‮ ‬تشريعات سوق العمل،‮ ‬منظومة التأمينات الاجتماعية والأخطر احتكارات القلة لسوق المنتجات وترهل منظومة قطاع الاعمال العام والهيئات المملوكة والعديد من المنظومات التى قيدت قدرة الاقتصاد المصرى على النمو المستدام‮. ‬
وتوقفه منذ ثلاثة عقود ماضية بالمفهوم الشامل وهذه حالة الاقتصاد المصرى حتى نهاية‮ ‬2014‮ / ‬2013‮ ‬
هكذا بدأ الدكتور فخرى الفقى استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة وعضو حزب الوفد ومعد برنامجه الاقتصادى،‮ ‬مضيفا ان الحزب وضع برنامجا وطنيا شاملا ومتدرجا ومقبولا اجتماعيا بمعنى وضعه خبراء مصريون مستهدفين تحقيق التنمية المستدامة بجميع القطاعات بحيث ان البرنامج ذاتى التغذية ولا‮ ‬يعتمد على الخارج الا فى القليل حتى لا‮ ‬يتأثر بالمتغيرات التى تطرأ على الاقتصاد العالمى‮. ‬وان البرنامج لديه الآليات التى تحدث عدالة فى توزيع ثمار النمو المتحقق على جميع شرائح المجتمع،‮ ‬معالجا هذا البرنامج لكل ما سبق ذكره من مشاكل وأمراض فى الاقتصاد المصرى وحدد البرنامج مدة لا تقل عن‮ ‬8‮ ‬سنوات حتى‮ ‬يمكن للاقتصاد المصرى الانطلاق فى آفاق النمو الذاتى منها‮ ‬3‮ ‬سنوات لعلاج الاختلالات المالية وثلاث سنوات لتصحيح الهياكل المشوهة والسنتان الباقيتان لتسريع وتيرة النمو وجنى ثمار التنمية المستدامة مع ملاحظة ان تطبيق عناصر البرنامج فى مراحله الثلاث ليست منفصلة ولكنها متصلة ومتزامنة ومتداخلة ومتشابكة،‮ ‬وتدرج التنفيذ للبرنامج هدفه عدم حدوث انتكاسة للاقتصاد المصرى ويعود لأسوأ مما كان عليه سابقا‮. ‬
ويضيف د‮. ‬الفقى ان آليات تطبيق عناصر هذا البرنامج تقتضى تحديد حاجة الاقتصاد المصرى من الاستثمارات الإجمالية سواء مصرية أو عربية أو أجنبية لكى‮ ‬يتم حقن جسد الاقتصاد بها وهذا‮ ‬يتم فى ضوء معدلات نمو مستهدفة للاقتصاد عموما وللقطاعات الاقتصادية كل على حدة بصفة خاصة بشكل تنموى وفى هذا الخصوص لابد ان نشير الى ضرورة ان‮ ‬يكون معدل النمو الاقتصادى فى مصر ضعف معدل النمو السكانى على الأقل أى لا‮ ‬يقل عن‮ ‬4٪‮ ‬وتحقيق هذا‮ ‬يتطلب وصول حجم الاستثمار المحلى الى نحو‮ ‬400‮ ‬مليار جنيه ثم تأتى الآلية الثانية وهى تحديد المدخرات الممولة للاستثمارات وطاقتها القصوى إضافة الى مدخرات الحكومة والقيام بالتعبئة الشاملة لتلك المدخرات وفى ضوء الارقام المتاحة فإن اجمالى المدخرات المحلية لا‮ ‬يرقى إلا لنحو‮ ‬320‮ ‬مليار جنيه مما‮ ‬يعنى ان هناك فجوة فى المدخرات تصل‮ ‬80‮ ‬مليار جنيه او ما‮ ‬يعادلها بالعملة الصعبة والدولار،‮ ‬أى ما بين‮ ‬10‮- ‬11‮ ‬مليار دولار خلال العام المالى‮ ‬2015‮ - ‬2016‮ ‬أى احتياجات مصر فى المرحلة الأولى للبرنامج وهى‮ ‬3‮ ‬سنوات تصل الى‮ ‬30‮ ‬مليار دولار،‮ ‬ويعد المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل فرصة لجذب الاستثمارات وتمويل هذه الفجوة من خلال طرق منها الأقل عبئا على الاقتصاد المصرى وأكثر جدوى له وتتمثل فى جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية حيث المنفعة متبادلة،‮ ‬والثانية المنح العربية والأجنبية وهذا لا‮ ‬يعول عليه كثيرا لأنه سيضاءل فى المستقبل حيث قدمت الدول الخليجية الثلاث ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬22‮ ‬مليار دولار خلال العام والنصف العام ولذلك فإن برنامج حزب الوفد‮ ‬يعول كثيرا على جذب ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬75٪‮ ‬من الفجوة التمويلية من خلال الاستثمارات العربية والأجنبية‮ . ‬
وتجدر الاشارة إلى أن هذه الاستثمارات توجه لتمويل المشروعات العملاقة التى تحقق التنمية المستدامة مثل مشروع قناة السويس،‮ ‬المثلث الذهبى،‮ ‬الساحل الشمالى وكلها تساهم فى الخروج من الوادى الضيق وزيادة المساحة المأهولة بالسكان الى‮ ‬10٪‮ ‬و15٪‮ ‬من مساحة مصر بدلا من ال‮ ‬70٪‮ ‬الحالية وذلك خلال السنوات الثلاث الأولى للبرنامج‮. ‬
ولا‮ ‬يفوتنا والكلام للدكتور الفقى ضرورة تشجيع ريادة الأعمال للشباب فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر وحماية الدولة لتلك المشروعات،‮ ‬مع ملاحظة ان القطاع الخاص هو المنفذ لتلك الاستثمارات والتنمية المستدامة بدرجة أساسية مع امكانية مشاركة الحكومة فى مشروعات البنية التحتية،‮ ‬المشروعات الاستراتيجية التى تمس الأمن القومى لأن البرنامج‮ ‬يعول على القطاع الخاص لقيادة النشاط الاقتصادى مع أهمية تفرغ‮ ‬الحكومة لوظائفها الأصيلة فى الدفاع والأمن والعدالة الاجتماعية والبنية التحتية والصحة لغير القادرين وحماية الملكية والبيئة وتوفير مناخ استثمارى مناسب للقطاع الخاص وان‮ ‬يكون تدخلها مؤقتا عند استشعارها حدوث أزمة مالية واقتصادية مقبلة للاقتصاد‮. ‬
ويواصل د‮. ‬الفقى حديثه قائلا‮: ‬يتم بعد ذلك سحاب فرصة العمل التى‮ ‬يوفرها القطاع الخاص والتى وفقا للبيانات،‮ ‬فإن هناك‮ ‬450‮ ‬الف فرصة عمل مطلوبة سنويا للداخلين الى سوق العمل وهناك بطالة تقدر ب‮ ‬3.‬5‮ ‬مليون عاطل وهنا على القطاع الخاص سحب‮ ‬10٪‮ ‬من هذا العدد الى التوظيف أى مطلوب منه سنويا‮ ‬800‮ ‬الف فرصة عمل ووفق البرنامج‮ ‬يتم حساب تكلفة فرصة العمل الواحدة من خلال قسمة ال‮ ‬400‮ ‬مليار جنيه الاستثمارات المطلوبة على طالبى العمل وهم‮ ‬800‮ ‬ألف فرصة عمل بكل ما تحتاجه من ماكينة ومصنع ورواتب وتأمين وغير ذلك أى الفرصة تتكلف‮ ‬500‮ ‬الف جنيه وان ال‮ ‬350‮ ‬الف فرصة التى توفر للعاطلين تعنى نسبة‮ ‬1.‬7٪‮ ‬من البطالة البالغة‮ ‬12٪‮ ‬وبتكرار هذا البرنامج سنويا مع اتباع الحكومة لخفض التوظيف الحكومى دون إخلال بحقوق المتقاعدين بها حتى نصل الى العدد المناسب بدواوين الحكومة من العمالة المطلوبة وهذا‮ ‬يخلصنا من ترهل الجهاز الادارى للدولة‮. ‬
وفى نهاية حديثه أكد الفقى ان تنفيذ ذلك لا‮ ‬يتم إلا من خلال تحسين مناخ الاستثمار لخلق مؤسسات عصرية أقل بيروقراطية وتشريعات متطورة تقلل من الفساد مع الاهتمام بالتعليم والتدريب وفق متطلبات سوق العمل بما‮ ‬يؤدى الى الحد من البيروقراطية والفساد‮. ‬
------------------
يسعى حزب الوفد فى إطار برنامجه الانتخابى للبرلمان المقبل الى تقديم رؤية لمعالجة الاقتصاد المصرى‮ ‬يستند فيها إلى ثلاثة محاور رئيسية تتمثل فى العمل على تعافى الاقتصاد المصرى مما أصابه من مشاكل اقتصادية جمة خلال السنوات الأربع الماضية منذ ثورة‮ ‬يناير‮ ‬2011،‮ ‬حيث أصيب أهم قطاعاته فى ضخ أهم مصدرين له هما الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة وقطاع السياحة إضافة الى الانخفاض الملحوظ فى ثروة مصر من الغاز الطبيعى مع تعرض الاقتصاد الى نزيف مالى وإهدار مستمر سواء تمثل فى عجز متزايد فى الموازنة العامة للدولة الناتج عن منظومة الدعم الذى‮ ‬يذهب ‮2/3 ‬منه لغير مستحقيه والثلث الباقى لمن‮ ‬يستحق من الفقراء ومحدودى الدخل والمهمشين إضافة الى نزيف آخر‮ ‬يتمثل فى عجز متفاقم ومتزايد فى الميزان التجارى تصديرا واستيرادا مما ترتب عليه حتمية سداد هذا العجز للعالم الخارجى بالنقد الأجنبى،‮ ‬فضلا عما‮ ‬يعانيه الاقتصاد المصرى منذ عقود من تشوهات فى هياكله الاقتصادية التى عفا عليها الزمن ومنها منظومة الأجور والعاملين فى الجهاز الادارى للدولة المكدس بالعمالة،‮ ‬قوانين العمل،‮ ‬تشريعات سوق العمل،‮ ‬منظومة التأمينات الاجتماعية والأخطر احتكارات القلة لسوق المنتجات وترهل منظومة قطاع الاعمال العام والهيئات المملوكة والعديد من المنظومات التى قيدت قدرة الاقتصاد المصرى على النمو المستدام‮. ‬
وتوقفه منذ ثلاثة عقود ماضية بالمفهوم الشامل وهذه حالة الاقتصاد المصرى حتى نهاية‮ ‬2014‮ / ‬2013‮ ‬
هكذا بدأ الدكتور فخرى الفقى استاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة وعضو حزب الوفد ومعد برنامجه الاقتصادى،‮ ‬مضيفا ان الحزب وضع برنامجا وطنيا شاملا ومتدرجا ومقبولا اجتماعيا بمعنى وضعه خبراء مصريون مستهدفين تحقيق التنمية المستدامة بجميع القطاعات بحيث ان البرنامج ذاتى التغذية ولا‮ ‬يعتمد على الخارج الا فى القليل حتى لا‮ ‬يتأثر بالمتغيرات التى تطرأ على الاقتصاد العالمى‮. ‬وان البرنامج لديه الآليات التى تحدث عدالة فى توزيع ثمار النمو المتحقق على جميع شرائح المجتمع،‮ ‬معالجا هذا البرنامج لكل ما سبق ذكره من مشاكل وأمراض فى الاقتصاد المصرى وحدد البرنامج مدة لا تقل عن‮ ‬8‮ ‬سنوات حتى‮ ‬يمكن للاقتصاد المصرى الانطلاق فى آفاق النمو الذاتى منها‮ ‬3‮ ‬سنوات لعلاج الاختلالات المالية وثلاث سنوات لتصحيح الهياكل المشوهة والسنتان الباقيتان لتسريع وتيرة النمو وجنى ثمار التنمية المستدامة مع ملاحظة ان تطبيق عناصر البرنامج فى مراحله الثلاث ليست منفصلة ولكنها متصلة ومتزامنة ومتداخلة ومتشابكة،‮ ‬وتدرج التنفيذ للبرنامج هدفه عدم حدوث انتكاسة للاقتصاد المصرى ويعود لأسوأ مما كان عليه سابقا‮. ‬
ويضيف د‮. ‬الفقى ان آليات تطبيق عناصر هذا البرنامج تقتضى تحديد حاجة الاقتصاد المصرى من الاستثمارات الإجمالية سواء مصرية أو عربية أو أجنبية لكى‮ ‬يتم حقن جسد الاقتصاد بها وهذا‮ ‬يتم فى ضوء معدلات نمو مستهدفة للاقتصاد عموما وللقطاعات الاقتصادية كل على حدة بصفة خاصة بشكل تنموى وفى هذا الخصوص لابد ان نشير الى ضرورة ان‮ ‬يكون معدل النمو الاقتصادى فى مصر ضعف معدل النمو السكانى على الأقل أى لا‮ ‬يقل عن‮ ‬4٪‮ ‬وتحقيق هذا‮ ‬يتطلب وصول حجم الاستثمار المحلى الى نحو‮ ‬400‮ ‬مليار جنيه ثم تأتى الآلية الثانية وهى تحديد المدخرات الممولة للاستثمارات وطاقتها القصوى إضافة الى مدخرات الحكومة والقيام بالتعبئة الشاملة لتلك المدخرات وفى ضوء الارقام المتاحة فإن اجمالى المدخرات المحلية لا‮ ‬يرقى إلا لنحو‮ ‬320‮ ‬مليار جنيه مما‮ ‬يعنى ان هناك فجوة فى المدخرات تصل‮ ‬80‮ ‬مليار جنيه او ما‮ ‬يعادلها بالعملة الصعبة والدولار،‮ ‬أى ما بين‮ ‬10‮- ‬11‮ ‬مليار دولار خلال العام المالى‮ ‬2015‮ - ‬2016‮ ‬أى احتياجات مصر فى المرحلة الأولى للبرنامج وهى‮ ‬3‮ ‬سنوات تصل الى‮ ‬30‮ ‬مليار دولار،‮ ‬ويعد المؤتمر الاقتصادى فى مارس المقبل فرصة لجذب الاستثمارات وتمويل هذه الفجوة من خلال طرق منها الأقل عبئا على الاقتصاد المصرى وأكثر جدوى له وتتمثل فى جذب الاستثمارات الأجنبية والعربية حيث المنفعة متبادلة،‮ ‬والثانية المنح العربية والأجنبية وهذا لا‮ ‬يعول عليه كثيرا لأنه سيضاءل فى المستقبل حيث قدمت الدول الخليجية الثلاث ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬22‮ ‬مليار دولار خلال العام والنصف العام ولذلك فإن برنامج حزب الوفد‮ ‬يعول كثيرا على جذب ما لا‮ ‬يقل عن‮ ‬75٪‮ ‬من الفجوة التمويلية من خلال الاستثمارات العربية والأجنبية‮ . ‬
وتجدر الاشارة إلى أن هذه الاستثمارات توجه لتمويل المشروعات العملاقة التى تحقق التنمية المستدامة مثل مشروع قناة السويس،‮ ‬المثلث الذهبى،‮ ‬الساحل الشمالى وكلها تساهم فى الخروج من الوادى الضيق وزيادة المساحة المأهولة بالسكان الى‮ ‬10٪‮ ‬و15٪‮ ‬من مساحة مصر بدلا من ال‮ ‬70٪‮ ‬الحالية وذلك خلال السنوات الثلاث الأولى للبرنامج‮. ‬
ولا‮ ‬يفوتنا والكلام للدكتور الفقى ضرورة تشجيع ريادة الأعمال للشباب فى المشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر وحماية الدولة لتلك المشروعات،‮ ‬مع ملاحظة ان القطاع الخاص هو المنفذ لتلك الاستثمارات والتنمية المستدامة بدرجة أساسية مع امكانية مشاركة الحكومة فى مشروعات البنية التحتية،‮ ‬المشروعات الاستراتيجية التى تمس الأمن القومى لأن البرنامج‮ ‬يعول على القطاع الخاص لقيادة النشاط الاقتصادى مع أهمية تفرغ‮ ‬الحكومة لوظائفها الأصيلة فى الدفاع والأمن والعدالة الاجتماعية والبنية التحتية والصحة لغير القادرين وحماية الملكية والبيئة وتوفير مناخ استثمارى مناسب للقطاع الخاص وان‮ ‬يكون تدخلها مؤقتا عند استشعارها حدوث أزمة مالية واقتصادية مقبلة للاقتصاد‮. ‬
ويواصل د‮. ‬الفقى حديثه قائلا‮: ‬يتم بعد ذلك سحاب فرصة العمل التى‮ ‬يوفرها القطاع الخاص والتى وفقا للبيانات،‮ ‬فإن هناك‮ ‬450‮ ‬الف فرصة عمل مطلوبة سنويا للداخلين الى سوق العمل وهناك بطالة تقدر ب‮ ‬3.‬5‮ ‬مليون عاطل وهنا على القطاع الخاص سحب‮ ‬10٪‮ ‬من هذا العدد الى التوظيف أى مطلوب منه سنويا‮ ‬800‮ ‬الف فرصة عمل ووفق البرنامج‮ ‬يتم حساب تكلفة فرصة العمل الواحدة من خلال قسمة ال‮ ‬400‮ ‬مليار جنيه الاستثمارات المطلوبة على طالبى العمل وهم‮ ‬800‮ ‬ألف فرصة عمل بكل ما تحتاجه من ماكينة ومصنع ورواتب وتأمين وغير ذلك أى الفرصة تتكلف‮ ‬500‮ ‬الف جنيه وان ال‮ ‬350‮ ‬الف فرصة التى توفر للعاطلين تعنى نسبة‮ ‬1.‬7٪‮ ‬من البطالة البالغة‮ ‬12٪‮ ‬وبتكرار هذا البرنامج سنويا مع اتباع الحكومة لخفض التوظيف الحكومى دون إخلال بحقوق المتقاعدين بها حتى نصل الى العدد المناسب بدواوين الحكومة من العمالة المطلوبة وهذا‮ ‬يخلصنا من ترهل الجهاز الادارى للدولة‮. ‬
وفى نهاية حديثه أكد الفقى ان تنفيذ ذلك لا‮ ‬يتم إلا من خلال تحسين مناخ الاستثمار لخلق مؤسسات عصرية أقل بيروقراطية وتشريعات متطورة تقلل من الفساد مع الاهتمام بالتعليم والتدريب وفق متطلبات سوق العمل بما‮ ‬يؤدى الى الحد من البيروقراطية والفساد‮. ‬


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.