أعلن البنك الاسيوي للاستثمار في البنى التحتية الذي انشأته بكين موافقته، اليوم الخميس، على انضمام 13 عضوا جديدا بينهم كندا، ما يعتبر مكسبا بارزا بعد اصرار الولاياتالمتحدة على رفض المشاركة. ووافق هذا البنك الجديد للتنمية المنبثق في 2015 عن مبادرة صينية على عضوية هونج كونج (اقليم صيني يتمتع بحكم ذاتي واسع) وثلاث دول اوروبية (بلجيكا، ايرلندا، المجر) وفنزويلا والبيرو وكندا. وستسري عضوية هذه البلدان رسميا بعد ايداعهم الاول في راس المال وإتمام الاجراءات الداخلية المناسبة لكل بلد، على ما اعلنت المؤسسة التي ستعد عندئذ 70 عضوا. طلبات العضوية الجديدة مقدمة من كل من: أفغانستان وأرمينيا وفيجي وهونج كونج وتيمور-ليشتى فضلا عن ثمانية بلدان غير إقليمية هي: بلجيكاوكندا وإثيوبيا والمجر وأيرلندا وبيرو والسودان وفنزويلا. ومقر البنك هو العاصمة الصينيةبكين ورأسماله المبدئي المكتتب هو 100 مليار دولار، ويبلغ عدد الأعضاء المؤسسين به 57 عضوا بعضهم من قارة آسيا والبعض من خارجها من بينهم سبع دول عربية هم: مصر والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، والكويت وعمان والأردن وقطر. كانت اوتاوا اعلنت ترشحها في اغسطس اثناء لقاء بين الرئيس الصيني شي جنبينج ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الساعي الى انعاش العلاقات الثنائية. كما يشكل هذا الدعم الكندي مكسبا للصين التي تواجه مجابهة من الولاياتالمتحدةواليابان. فقد رفضت واشنطن وطوكيو علنا الانضمام الى البنك الاسيوي للاستثمار في البنى التحتية وابدتا قلقهما من احتمال التساهل في معايير الحوكمة ومن احتمال ان تستخدم بكين هذه البنية الجديدة للترويج لشركاتها وخدمة مصالحها الجيوسياسية الخاصة. غير ان كندا اعتبرت انها قادرة على "مساعدة البنك على مستوى حاكميته". في العام الماضي اكد وزير المالية الكندي بيل مورنو "اذا اصبحنا اول بلد في امريكا الشمالية ينضم الى البنك الاسيوي للاستثمار، فانا واثق اننا سنساهم بمواقف بناءة ومتوازنة". يهدف البنك الاسيوي للاستثمار في البنى التحتية الذي تم توقيع وثائق تأسيسه في يونيو 2015 الى تمويل مشاريع في البنى التحتية في آسيا حيث هناك نقص كبير في الاستثمارات. ومن الاعضاء المؤسسين ال57 نحو عشرين بلدا أوروبيا بينها فرنسا والمانيا والمملكة المتحدة. وبالرغم من نفي بكين، يشكل البنك الاسيوي للاستثمار ثقلا موازيا لسيطرة الولاياتالمتحدة على البنك الدولي ولسيطرة اليابان على البنك الاسيوي للتنمية، حتى وان ابدت المنظمات الثلاث رغبتها في التعاون. كما استفاد مشروع هذه المؤسسة من استياء الدول الناشئة التي تعتبر ان تمثيلها غير كاف في المؤسسات المالية المتعددة الاطراف. وتسعى الصين بشكل ناشط الى تعزيز نفوذها الدبلوماسي عبر آسيا وحتى اوروبا من خلال استثمارات مكثفة في اطار ما تسميه "طرق الحرير الجديدة". وكانت الصين شاركت في انشاء بنك للتنمية خاص بمجموعة بريكس التي تضم روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب افريقيا، من خلال اطلاقها "صندوق استثمار طرق الحرير" الخاص بها لتمويل مشاريع في آسيا الوسطى.