هشام الخازندار: خطة للتخارج في الانشطة غير الرئيسية وتحول استراتيجي الي شركة استثمارية قابضة عمرو ابو عش: الدوافع الاستثمارية تختلف من صفقة لأخري ومن يدخل السوق الآن سوف يربح ---------- شهدت السوق المصرية ثلاث صفقات استحواذ كبري في الايام الماضية توزعت علي ثلاثة قطاعات رئيسية هي قطاعات الصناعات التمويلية والتطوير العقاري والخدمات المالية. ويعكس اختيار الشركات محل هذه الصفقات والتي جري الاستحواذ علي حصص حاكمة في بعضها وحصص اقلية في اخري, العديد من الدلالات الاقتصادية المهمة وكذلك الدلالات السياسية والتي تصب جميعها في دائرة وجود فرص نمو قوية في المستقبل لهذه القطاعات. وعلي الصعيد الاقتصادي فان شركات سوديك, بالم هيلز, في مجال التطوير العقاري وسفنكس للزجاج واخيرا البنك التجاري الدولي تمثل قطاعات حيوية ونشطة علي خريطة الاقتصاد الكلي ومن ثم لم يكن اختيار المستحوذين وهم صناديق ومستثمرون اجانب في كل هذه الصفقات لشراء هذه الحصص عشوائيا بل كانت صفقت منتقاة بعناية شديدة حيث يجمع المحللون والخبراء علي ان هذه القطاعات الثلاثة سوف تمثل في المرحلة القادمة قاطرة نمو الاقتصاد المصري علي خلفية المشروعات الضخمة التي سيتم انشاؤها في مجالات البناء والتشييد والبنية التحتية والصناعات التمويلية واخيرا قطاع الخدمات المالية الذي يعد المسئول الاول عن التمويل ولعب دور محرك النمو في نشاط اقتصادي. اما علي الصعيد السياسي فإن اتمام هذه الصفقات في هذا التوقيت يعكس نوعا من التصويت بالثقة مع جانب هؤلاءالمشترين علي مستقبل النظام السياسي المصري وقدرته علي احتواء الازمة الاقتصادية الخانقة التي تمر بها البلاد. اذن نحن امام مؤشر ايجابي ظهر في توقيت حاسم فكيف ينتظم السوق ودوائر الاعمال لهذه الصفقات ورؤيتهم لمستقبل الاقتصاد المصري علي خلفية ما يتردد عن استعداد موجة استثمارية عربية كبري لدخول السوق خلال الشهور القليلة المقبلة؟ مستثمرون اجانب بداية تشير المعلومات والتفاصيل الخاصة بالصفقات الثلاث الي ان المشترين هم شركات سعودية وصناديق استثمار دولية احدهم كندي والاخر امريكي. ففي صفقة البنك التجاري الدولي قام صندوق فيرفاكس الكندي وهي شركة قابضة للخدمات المالية بشراء حصة مجموعة اكتيس في البنك التجاري الدولي البالغة6.5% من اسهم البنك مقابل2.1 مليار جنيه علما بأن اكتيس كانت قد اشترت هذه الحصة قبل نحو4 سنوات فقط وحققت ربحا رأسماليا في حدود120% علي استثماراتها في هذه السنوات الاربع وبالتالي يعد من اعلي معدلات الربحية في الاسواق الناشئة الامر الذي يقدم دليلا جديدا علي الجاذبية الاستثمارية للسوق المصرية. الصفقة الثانية تتمثل في استحواذ شركة ريبلود الامريكية للاستثمار المباشر علي9.4% من اسهم شركة سوديك للتطوير العقاري مقابل205 ملايين جنيه علما بان نفس هذه الشركة الامريكية كانت قد اشترت قبل عدة ايام2.2% من اسهم شركة تطوير عقاري اخري وهي شركة بالم هيلز الامر الذي يكشف عن توجه الشركة الامريكية لتكوين محفظة استثمار عقاري في شركات منتقاة مصرية استنادا لرؤية متفائلة بشأن مستقبل هذا القطاع الحيوي. أما الصفقة الثالثة فتشمل قيام شركة مجموعة مواد الاعمار القابضة السعودية وهي احدي شركات مجموعة بن لادن وآخرين بالاستحواذ علي كامل اسهم شركة سفنكس للزجاج بقيمة اجمالية قدرها112 مليون دولارا علما بان رأسمال هذه الشركة هو80 مليون دولار بينما محملة بديون في حدود400 مليون جنيه الامر الذي يعكس ايضا تحقيق المساهمين لارباح قدرها32 مليون دولار وتقترب من50% من رأس المال المدفوع وهو عائد اي استثمار. وحسب معلومات حصل عليها الاقتصادي فا السوق سوف تشهد صفقات استحواذ اخري في الطريق حيث يجري بشأنها مفاوضات حالية وفي مقدمتها ثلاث صفقات سوف تديرها شركة القاهرة المالية القابضة وهي صفقات تشمل شركات تعمل في قطاعات الأغذية والصناعات التمويلية واستصلاح الاراضي حيث تتم حاليا الدراسات الخاصة بتحديد القيمة العادلة لهذه الشركات والتي يتراوح رأسمال كل منها بين100 و500 مليون جنيه. هشام الخازندار العضو المنتدب لشركة القلعة المساهم الرئيسي في شركة سفنكس للزجاج يري ان السعر الجيد الذي تم به البيع يعود الي ان شركة سفنكس, تتميز بتوظيف أحدث ماوصلت اليه تكنولوجيا صناعة الزجاج في مصر وتحظي بالادارة القوية والنسبة الاساسية المناسبة لانشاء خط انتاج ثان لزيادة الطاقة الانتاجية وتنمية الصادرات الي اسواق المنطقة, مشيرا الي ان بيع حصة القلعة في شركة سفنكس, يأتي ضمن خطة النماذج من المشروعات غير الرئيسية في التوقيت الأمثل مقابل العائد المناسب في اطار برنامج التحول والاستراتيجي الي شركة استثمارية قابضة والتركيز علي مجموعة محددة من المجالات الصناعية. ومن المعروف ان شركة القلعة للاستشارات المالية كانت تمتلك73.3 بالمئة من رأسمال شركة سنفكس للزجاج عبرمساهمات مباشر وغير مباشرة فيما تتوزع النسبة المتبقية علي مستثمرين آخرين من بينهم رجل الاعمال السعودي سليمان العليان ومجموعة الراجحي السعودية. علي الجانب الآخر وهو الطرف المشتري يكشف الدكتور فيصل العقيل مدير العلاقات المؤسسية والمتحدث باسم مجموعة شركات مواد الاعمار القابضة السعودية عن ان هذه الصفقة المهمة تأتي في اطار خطة استراتجية من جانب المجموعة السعودية للتوسع في السوق المصرية لاسيما في مجالات الاعمال الواعدة بها في المرحلة المقبلة وفي مقدمتها مجال الصناعات التمويلية وتحديدا في الصناعات التي تتكامل مع النشاط الرئيسي للمجموعة وهو مواد البناء والتشييد أي أننا بصدد اكتمال منظومة صناعية وتجارية للمجموعة الأم. ومن المعروف ان مواد الإعمار القابضة السعودية تمتلك وتدير مشروعات في مجال التطور الصناعي بمدينة السادس من اكتوبر باستثمارات تتجاوزالملياري جنيه حتي الآن وبالتالي جاءت صفقة سفنكس للزجاج لترسخ من التواجد القوي للمجموعة السعودية في مصر. تفاؤل كبير وفي المجمل تعكس هذه الصفقات الكبري حالة من التفاؤل بمستقبل الاقتصاد المصري وامكان التعافي السريع هذا مايؤكده محمود عبد اللطيف الخبير المصرفي ورئيس مجلس ادارة بنك الاسكندرية الأسبق الذي يشير الي ان مصر مقبلة علي مرحلة تحول اقتصادي هامة لاسيما في ظل النظام السياسي الجديد الذي يبدي حرصا شديدا من اليوم الأول علي التصدي للأزمة الاقتصادية الحالية ويمتلك رؤية وخطة متكاملة للخروج من تداعيات هذه الازمة وكذلك ما صدر من اشارات خلال مرحلة السباق الانتخابي عن البدء فورا في عملية اصلاح اقتصادي هيكلي شاملة وهي العملية التي ستعيد تصويب مسارات الاقتصاد الكلي لتعود الي ما يعرف بالاقتصاد الحقيقي الذي يرتكز علي قواعد ضخمة ومستقرة لانتاج السلع والخدمات, الأمر الذي يضمن ديمومة النمو والتعافي السريع. وقال عبد اللطيف ان هذه الصفقات تنطوي علي قدر كبير من الذكاء الاستثماري من جانب الجهات المستحوذة لأن هناك انتقاء بعناية للشركات وللقطاعات الاقتصادية التي تنتمي اليها علما بأن تصحيح المسار الاقتصادي لمصر يعني علي الفور اعادة تقييم للاصول والشركات وبالتالي يكون من اشتري الآن حصل علي سعر جيد سوف تتضاعف في المستقبل القريب ومن ثم يحصد ارباحا رأسمالية جيدة. أما عمروابو عش رئيس مجلس ادارة شركة تنمية للتمويل المتناهي الصغر وهي إحدي شركات مجموعة القلعة.. فيؤكد انه يجب النظر عند تحليل ابعاد ودلالات هذه الصفقات سياسيا واقتصاديا الي ظروف وملابسات كل حالة علي حدة, لأن الدوافع الاستثمارية وراء كل صفقة ربما تختلف عن الأخري الا انها في العموم تبقي صفقات متناثرة هنا وهناك وبمبالغ قليلة- اذا ماتمت ترجمة قيمة هذه الصفقات من الجنيه الي الدولار علي سبيل المثال- ولاتنس ان الكيانات المشترية هي صناديق استثمارية عالمية عملاقة تدير مليارات الدولارات في عشرات الاسواق وبالتالي لا يمكن اعتبار مبلغ30 مليون دولار مثلا في صفقة سوديك- مبلغا ضخما لشركة في حجم ربيلود الامريكية العملاقة. ومع ذلك يمكن القول, يضيف عمر حسن ابو عش, ان هذاالتوقيت جيد جدا للشراء خاصة الأصول الثابتة في مصر التي سوف تتضاعف قيمتها في سنوات قليلة سواء علي صعيد تدفقات استثمارية عربية ذات حجم كبير وهو ماننتظره في المرحلة المقبلة او بسبب استمرار انخفاض قيمة العملة المحلية وتنامي مؤشرات التضخم التي تدفع بكل الأطراف في العملية الاقتصادية الي اعادة تسعير الاصول علي مدي زمني قصير وبالتالي من يدخل السوق الآن سوف يربح دون شك, ولكن من المهم الاستفادة من هذه الصفقات في تعزيز القدرة الانتاجية لهذه الشركات وفتح مجالات امام تصدير منتجاتها الي الخارج لضمان موارد بالنقد الاجنبي تسهم في تحسين الموقف في ميزان المدفوعات المصري بما يساعد الاقتصاد الكلي علي سرعة التعافي والخروج من آثار هذه الازمة الاقتصادية الحادة والتي بدأت في الانفراج نسبيا في الايام الأخيرة.