دفعت حالة التباطؤ الاقتصادي التي تشهدها البلاد, الشركات المقيدة في بورصة النيل للمشروعات المتوسطة والصغيرة نيلكس إلي تعديل خططها المستقبلية في ظل التوقعات بتراجع الأرباح خلال العام الجاري بسبب الظروف غير المواتية التي شهدتها البلاد علي مدار العام, في الوقت الذي رهن فيه رؤساء الشركات ضخ مزيد من الاستثمارات, باستقرار الأوضاع السياسية المضطربة وظهور بوادر تعاف للمؤشرات الاقتصادية. وقال محللون ماليون لالأهرام الاقتصادي إن شركات بورصة النيل تمر بالعديد من التحديات التي قد تطيح بآمالها في التوسع واطلاق مشاريع جديدة بهدف تعويض خسائرها التي منيت بها علي مدار العامين الماضيين في أعقاب ثورة يناير, مشيرين إلي أن توقع بعض الشركات بتراجع الارباح او تحقيق خسائر عكس تضررها من الأوضاع الاقتصادية والسياسية المضطربة, حيث تأثر الإنتاج والمبيعات بأكثر من50%. ووفقا لإحصائيات الأهرام الاقتصادي, حققت شركات بورصة النيل أرباحا صافية خلال العام المالي2012, بلغت27.6 مليون جنيه مقارنة بنحو48.7 مليون جنيه خلال الفترة المقارنة من2011, بنقص21 مليون جنيه او مايعادل43.3%. ورصدت الإحصائيات نمو أرباح5 شركات خلال العام الماضي, فيما تراجعت أرباح6 آخرين, وتحولت شركتا المصرية الكويتية والعروبة للتجارة من الربحية إلي الخسارة, بينما قلصت المؤشر للبرمجيات جانبا كبيار من خسائرها. وتضم بورصة النيل, التي تحكمها شروط خاصة للقيد والتداول والتسوية والمقاصة,24 شركة مقيدة, في قطاعات متنوعة ما بين الصناعة وتكنولوجيا المعلومات والتجارة والتعدين بالإضافة إلي الزراعة والكيماويات والصناعات الطبية, ويبلغ عدد الشركات المتداولة فعليا18 شركة. وتهدف الي اتاحة الفرصة أمام الشركات الصغيرة والمتوسطة للحصول علي تمويل غير مصرفي في ظل صعوبة الحصول علي ائتمان من البنوك في أعقاب الازمة المالية العالمية. ويؤكد عبدالرحيم تمام, رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة المصرية الكويتية للاستثمار والتجارة, ان شركته سعت خلال العام الجاري إلي تخفيض الخسائر التي منيت بها في2012 والبالغه765.4 الف جنيه, متوقعا ان تستمر الخسائر حتي نهاية2013 لتصل إلي نحو400 الف جنيه بانخفاض47%. أضاف ان الشركة واجهت الكثير من الصعوبات نتيجة للتأثيرات السلبية التي لحقت بالاقتصاد المصري بسبب عدم استقرار الوضع السياسي والاقتصادي خاصه في ظل الاحداث المتتالية التي شهدتها البلاد في اعقاب ثورة30 يونيو والتي أدت إلي حالة من الركود التام في نشاط السياحة والذي يعتمد عليه نشاط الشركة في مجال التوريدات للفنادق السياحية مما أدي إلي انخفاض حجم المبيعات. وتوقع عبدالرحيم ان يصل حجم مبيعات الشركة حتي نهاية العام الجاري إلي نحو15 مليون جنيه نتيجة الركود المستمر الذي يشهده النشاط السياحي, معربا عن أمله في استقرار الظروف السياسية وتحسن الأحوال الاقتصادية بما يساهم في تنشيط السياحة. فيما يتوقع إبراهيم الطحان, رئيس مجلس إدارة شركة إنترناشيونال بزنيس كوروبوريشن, ان تحقق الشركة ارباح صافية تصل إلي1.4 مليون جنيه حال استقرار الأمن وحركة الاقتصاد. يشار إلي أن الشركة حققت صافي ربح قدره327,1 مليون جنيه خلال العام الماضي2012, مقارنة بصافي ربح قدره714,1 مليون جنيه في2011 بينما توقع المهندس منصور البربري, رئيس مجلس ادارة شركة بي اي جي للتجارة والاستثمار, أن تزيد ارباح شركته تباعا بنسبة تتراوح من25% إلي50%, مشيرا إلي أن ذلك يتوقف علي استقرار الحالة السياسية والأمنية في البلاد. وقال البربري ان الشركة في نهاية اجراءات الاستحواذ علي شركة امريكان اوتوموتف ومن المنتظر انهاء بعض الاوراق لاستكمال عملية الاستحواذ في صفقة بلغت قيمتها الاجمالية نحو30 مليون جنيه, لافتا إلي أن شركته تخطط حاليا لاتخاذ الاجراءات اللازمة لنقل قيد أسهمها من بورصة النيل إلي السوق الرئيسي. من جهته, توقع أحمد عيسي, رئيس مجلس إدارة شركة الفنار للمقاولات العمومية والإنشاءات والتجارة والاستيراد, أن تصل ارباح شركته إلي530.12 الف جنيه علي ان تصل الإيرادات إلي9.34 مليون جنيه, مرجعا السبب في انخفاض الارباح إلي ارتفاع التكاليف والمصروفات. وأكد عيسي أن الشركة تركز في الفترة الراهنة علي اقتناص عدد من العقود الجديدة لزيادة إيراداتها في ظل تباطؤ مناخ المقاولات والعقارات بالسوق المحلية, لافتا إلي أن شركته نجحت في الحصول علي أعمال المقاولات والتأسيس لثلاث عمارات سكنية و12 فيلا في بعض المشروعات العقارية التابعة لشركتي بالم هيلز وأوراسكوم للإنشاء بالتجمع الخامس. أما تامر بدر الدين, رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة البدر للبلاستيك, فيؤكد أن شركته تستهدف تحقيق تحسن ملحوظ في نتائج أعمالها بنهاية العام الجاري رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها صناعة البلاستيك, حيث يتوقع أن تتقلص الخسائر إلي320 الف جنيه. وتعاني الشركة من ارتفاع ملحوظ في تكاليف الانتاج في ظل التأثير المباشر لارتفاع سعر صرف الدولار امام الجنيه علي اسعار المواد الخام التي تستخدمها الشركة والمتمثلة في خام البلاستيك بجانب الارتفاع الموازي في اسعار الطاقة خلال الاشهر القليلة الماضية. واوصي بدر الدين الحكومة باتخاذ اجراءات سريعة بتشجيع وتنمية نشاط الشركات الصغيرة والمتوسطة كونها عنصرا أساسيا في امتصاص90% من العمالة المصرية مما سيوفر فرص عمل جديدة ويقلل نسب البطالة ويعود علي الاقتصاد بالانتعاش بدلا من فرض معوقات متمثلة في ارتفاع اسعار الطاقة والضرائب الجديدة. اتفق مع الرأي السابق, أحمد سلامه, رئيس مجلس إدارة شركة مصر إنتركونتنتال لصناعة الجرانيت والرخام إيجي ستون, مشيرا إلي أن شركته حققت صافي ربح خلال العام الماضي بلغ452.76 الف جنيه, متوقعا زيادة الارباح مع نهاية العام الجاري بنسبة3-5% حيث تسعي الشركة إلي فتح أسواق جديدة في أكثر من معرض خارجي. واشار سلامة الي ان شركته تسعي حاليا الي التوسع في تصدير الرخام الي الخارج في اطار البحث عن منافذ بيع جديدة بعيدة عن الاضطرابات التي يشهدها السوق المحلي للتغلب علي ضعف المبيعات لذا تتجه الشركة حاليا الي فتح اسواق جديدة في ايطاليا واوروبا وامريكا, مضيفا بان الشركة ستقوم بزيادة خطوط الانتاج لمواجهة حجم الاستهلاك المحلي والخارجي موضحا ان هذه التوسعات ستعزز ايرادات الشركة خلال عام2013 بشكل كبير. من جانبه, قال احمد عز الدين, رئيس مجلس إدارة شركة يوتوبيا للاستثمار العقاري والسياحي, ان شركته تستهدف تحقيق إيرادات تصل إلي1.105 مليون جنيه علي ان تصل الارباح إلي87.8 الف جنيه, مشيرا إلي أن الشركة ستواصل حملاتها التسويقية خلال الفترة القادمة لتحقيق المزيد من الدعم للمبيعات. ويتوقع تامر أمين, مسئول علاقات المستثمرين بشركة مرسيليا المصرية الخليجية للاستثمار العقاري ان تحقق شركته خسائر تصل إلي450 الف جنيه بنهاية العام الجاري, رغم تحقيق إيرادات بحوالي16 مليون جنيه, إلا أن ارتفاع التكاليف والمصروفات الإدارية والتمويلية أثر بنحو كبير علي النتائج المحققة. وكشف أمين عن أن شركته تعمل علي استكمال الاعمال الانشائية والتجهيزية في مشروعها السكني فلورانس1 بالاسكندرية علي ان يتم تسليم الوحدات في سبتمبر2014, موضحا ان المشروع مكون من600 وحدة سكنية ومول تجاري وتصل تكلفته الاستثمارية الي800 مليون جنيه. وأكد أمين علي أن شركته تراهن علي العام المقبل من اجل تحقيق ارباح مرتفعة بسبب وجود اكثر من مشروع من المنتظر تسليم وحداته وهو ما يؤكد التوقعات بشان ارتفاع ربحية الشركة العام المقبل. ويتوقع أحمد لبيب, مسئول علاقات المستثمرين بشركة يونيفرت للصناعات الغذائية ان تحقق الشركة خسائر بنهاية العام الجاري تصل إلي209 آلاف جنيه مقابل ارباح بنحو287.1 الف جنيه, وذلك نتيجة ارتفاع التكاليف والمصروفات البيعية والتسويقية, مشيرا إلي أن شركته لم تتمكن من تحقيق الا ما يقرب من50% من المبيعات المستهدفة خلال النصف الاول من العام الجاري, وذلك لعدم قدرة سيارات التوزيع و نقل المنتجات الالتزام بمواعيد التسليم. ويتوقع محمد عاشور, رئيس مجلس إدارة شركة بورسعيد للتنمية الزراعية ارتفاع الارباح بمعدل10-15% بنهاية العام الجاري, وذلك نتيجة بداية الإنتاج الفعلي لخط إعادة تدوير البلاستيك, والذي من المقرر أن يبدأ أنتاجه الفعلي في الربع الأخيرة من2013, موضحا ان الشركة تدرس التوسع في مساحة الرقعة الزراعية المملوكة لها والبالغه4 أفدنة, وذلك بهدف زيادة نشاطها في مجال استصلاح وتنمية الأراضي الزراعية. وقال عاشور أن إدارة الشركة تسعي لفتح أبواب التصدير لمنتجاتها, حيث تستهدف أسواق تركيا والصين والهند, خاصة انهم من اهم الاسواق في مجال استيراد منتجات تدوير البلاستيك كما تسعي الشركة أيضا الي فتح أبواب التصدير إلي دول الاتحاد الأوروبي. أشار إلي أن الشركة تأثرت شأنها شأن الشركات الأخري بالاوضاع السياسية والاقتصادية المضطربة التي تشهدها البلاد, متوقعا تحقيق نتائج مالية أفضل خلال العام المقبل. ويتوقع هشام صابر, رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب للشركة الدولية للصناعات الطبية إيكمي, أن تصل إيرادات شركته إلي3.25 مليون جنيه بنهاية العام الجاري, علي ان تصل صافي الارباح إلي251.7 مليون جنيه. فيما يتوقع وجدي الصباحي, العضو المنتدب لشركة الدولية للأسمدة والكيماويات, ان تصل الإيرادات إلي نحو254.1 مليون جنيه, علي ان تصل الارباح إلي5.63 مليون جنيه. وتتوقع الشركة المصرية لنظم التعليم الحديثة ان تحقق ارباحا صافية بنهاية العام المالي2013-2014 تصل إلي4.376 مليون جنيه علي ان تصل إلي5.7 مليون جنيه في2014-2015, وصولا إلي7.26 مليون جنيه في2015-2016, فيما تتوقع شركة ريفا فارما ان تحقق ارباحا صافية تصل إلي2.25 مليون دولار علي أن تصل المبيعات إلي6 ملايين دولار. بينما تتوقع شركة المصرية للبطاقات أن تصل ارباحها إلي5.5 مليون جنيه بنهاية العام الجاري, علي ان تصل المبيعات إلي44.6 مليون جنيه, مشيرة إلي أنها تعتزم التوسع في السوق الافريقي بعد نجاح نشاطها التصديري في العام الماضي حيث مثل عائد التصدير ما يقرب من25% من اجمالي المبيعات. وتري المصرية للبطاقات أن السوق الافريقي هو الاسرع نموا في مجال البطاقات الذكية مما دفع إدارة الشركة للبدء في دراسة انسب وأدق الاستراتيجيات لوضع خطة واضحة للتواجد الفعلي في هذه الاسواق فضلا عن الاعتماد علي التصدير سواء المباشر او عن طريق شركاء محليين. وأنشئت بورصة النيل في2007, وبدأ العمل بها رسميا في يونيو2010, في عهد حكومة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق, وهي أول سوق في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لقيد وتداول الشركات المتوسطة والصغيرة,التي لا يتجاوز رأس مالها50 مليون جنيه كحد أقصي عند القيد.
