أ ف ب أبدت تركيا، اليوم الخميس، تصميمها على مواصلة عمليتها العسكرية في شمال سوريا رغم الخسائر الفادحة التي منيت بها قواتها في هجمات شنها تنظيم الدولة الاسلامية في محيط بلدة الباب حيث قتل 14 جنديا تركيا الاربعاء. وشهد الجيش التركي أمس يوما هو الاكثر دموية منذ بدء تدخله في شمال سوريا قبل اربعة اشهر لطرد الجهاديين وكذلك فصائل كردية سورية. وقتل 14 جنديا واصيب 33 بينهم ستة اصابتهم خطرة في سلسلة هجمات تبناها تنظيم الدولة الاسلامية في محيط معقله بلدة الباب حيث يحاول مقاتلو المعارضة السورية المدعومة من انقرة طردهم منها. وهذه الحصيلة ترفع الى 36 عدد الجنود الاتراك الذين قتلوا في سوريا منذ اطلاق الهجوم التركي "درع الفرات" في 24 آب/اغسطس، وغالبيتهم في هجمات لتنظيم الدولة الاسلامية بحسب حصيلة اعدتها وكالة فرانس برس. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم الخميس في تصريح نقله التلفزيون ان "تركيا تخوض معركة مهمة ضد الارهاب وستتواصل داخل وخارج البلاد. وبالتالي، يمكن ان يسقط لنا شهداء". واضاف "للاسف لقد فقدنا بالامس 14 شهيدا من البواسل في حملة +درع الفرات+ في محيط الباب". وتابع رئيس الحكومة التركية "انها بالنسبة لتركيا معركة وجود. انها معركة كبرى تجري باسم وحدة تركيا". بحسب وكالة "اعماق" المرتبطة بتنظيم الدولة الاسلامية فان الجهاديين نفذوا الاربعاء ثلاثة هجمات انتحارية بالسيارة المفخخة ضد القوات التركية وفصائل المعارضة السورية الموالية لانقرة حين حاولوا التقدم نحو الباب من غرب البلدة. واكد تنظيم الدولة الاسلامية على منتديات جهادية انه قتل او اصاب 70 جنديا تركيا. اما الطيران التركي فقد ضرب 47 هدفا في محيط الباب على بعد 25 كلم من الحدود التركية بحسب وكالة الاناضول الموالية للحكومة. والاربعاء اقر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بان بلاده قدمت "شهداء" في هذه المعارك قبل نشر الحصيلة. وقال ان "الباب مطوقة بالكامل من قبل الجيش السوري الحر وجنودنا (...) المدينة ستسقط باكملها عاجلا او آجلا". واعلن الجيش التركي ان معارك عنيفة اندلعت حول مستودع للاسلحة يستخدمه تنظيم الدولة الاسلامية منذ سنتين. واكد ان 138 جهاديا قتلوا في المعارك، وذلك في حصيلة لا يمكن التحقق منها من مصادر مستقلة. وبعدما ساعدت فصائل المعارضة السورية على طرد تنظيم الدولة الاسلامية من عدة بلدات خصوصا جرابلس والراعي ودابق، وجهت انقرة قواتها نحو الباب، معقل الجهاديين الواقع في ريف حلب على بعد 35 كلم شمال شرق مدينة حلب. ويبدو ان الجهاديين يبدون مقاومة اكثر شراسة حيث ان الحملة التركية التي كانت تتقدم بسرعة بعيد اطلاقها، تراوح مكانها الان فيما يسقط عدد متزايد من القتلى او الجرحى من الجنود الاتراك. الشهر الماضي قتل اربعة جنود اتراك قرب الباب بضربة جوية نسبتها انقرة الى النظام السوري. ونفت موسكو اي ضلوع لقواتها او قوات النظام السوري بهذا القصف. واعلنت هيئة اركان الجيش التركي في مطلع كانون الاول/ديسمبر انها فقدت الاتصال باثنين من عسكرييها في شمال سوريا وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية خطفهما. والى جانب تنظيم الدولة الاسلامية، يستهدف الهجوم التركي وحدات حماية الشعب الكردية، المتحالفة مع الولاياتالمتحدة في سوريا في معركتها ضد الجهاديين. وهذه الوحدات مرتبطة بحزب العمال الكردستاني المصنف منظمة "ارهابية" من قبل تركياوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي.