أرجع عصام سلطان نائب رئيس حزب الوسط، النتائج الضعيفة وغير المتوقعة لحزبه، فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة، إلى حالة الاستقطاب الدينى غير المسبوقة التى مارستها الأحزاب الإسلامية والأحزاب الليبرالية على حد سواء. وقال إن حزب الوسط رفض الدخول فى تحالفات أو تكتلات احتراما لحق الناخب فى أن يعرف أين سيذهب صوته؟ وفى حواره مع «الأهرام العربى» أكد سلطان أن مرجعية حزب الوسط الإسلامية تعنى أنهم يتعبدون إلى الله بحل مشكلات الناس، أما المرجعية الإسلامية عند غيرهم فمعناها التسلط على الناس فى حرياتهم الشخصية وإلى تفاصيل الحوار. ما أسباب النتائج الضعيفة التى حصل عليها حزب الوسط فى الانتخابات البرلمانية؟ حزب الوسط قرر منذ اليوم الأول أن يخوض هذه الانتخابات غير محمول على جماعة ولا مدعوم من كتلة، لأن حق الناخب المصرى أن يعلم ويدرك أين سيذهب صوته، ومن سيحصل على هذه الصوت ينبغى أن يكون ذا رؤية محددة وبرنامج واضح، وهذا لا يتوافر فى التحالفات والتكتلات. ولذلك فإن كثيرا من الأحزاب التى نشأت بعد الثورة اضطرت أن تعرف نفسها بأنها حزب أسسه جماعة كذا أو جماعة كذا، أو أن الكتلة مدعومة من الاتجاه الفلانى أو العلانى وهذا هو أسوأ آفات العمل السياسى، أنك لا تستطيع أن تعرف نفسك بنفسك، وإنما تحيل إلى غيرك ليتولى هو هذا التعريف، وهذا ما رفضه حزب الوسط منذ اليوم الأول، ونكاد نكون الحزب الوحيد الذى دخل الانتخابات ونحن مفتقدون لهذا النوع من الدعم الذى قد يأتى بمقاعد، ولكنه يسقط حق الناخب فى معرفة من ينتخب، ومع ذلك فإن ما حصلنا عليه بالقياس لهذا المعنى يعتبر عددا جيدا، والعبرة عندنا بمن هم الأشخاص الذين نجحوا وليس عددهم. هل الاستقطاب الدينى الذى مارسته بعض الأحزاب سواء الإسلامية أو الليبرالية، كان من ضمن أسباب هذا الإخفاق لحزب الوسط؟ نستطيع أن نقول إن الاستقطاب الدينى هو أحد أهم هذه الأسباب، ومع أن حزب الوسط كان يدرك ذلك جيدا، إلا أنه رفض أن يفعل مثلما فعل الآخرون حتى ولو جاء ذلك على حساب نتائج الانتخابات. إعلان حزب الوسط أنه حزب ذو مرجعية إسلامية، ألا يعد ذلك استقطابا دينيا؟ لا، ليس هذا استقطابا دينيا، لأن العبرة بتعريف المرجعية، فالوسط يعتقد أن مرجعيته الإسلامية معناها أنه يتعبد إلى الله بحل مشكلات الناس، أما المرجعية عند غيرنا من الأحزاب فمعناها التسلط على الناس فى حرياتهم الشخصية. هل يمكن أن يكون هناك تحالف بينكم وبين الإخوان والسلفيين داخل المجلس؟ حزب الوسط مع أى تحالف وطنى يقسم الإسلاميين وغير الإسلاميين، ونحن لن نتحالف مع أحد على أساس مذهبى. هل تتوقع حدوث صدام بين الإخوان والسلفيين داخل المجلس؟ أتمنى ألا يحدث ذلك، وأتمنى التوافق بين الجميع من أجل مصلحة مصر. هل يمكن أن يكون حزب الوسط طرفا فى أى صراع من هذا النوع؟ خطوات الوسط فى الدخول أو الخروج من الصراعات والمواجهات سيكون باعثه وطنىا صرفاً فمن سيكون مع المصلحة الوطنية سنتحالف معه وندعمه، أما لو اقتضت الضرورة ومصلحة الوطن أن نعارض أى اتجاه، سواء كان إسلاميا أو غير إسلامى فسوف نفعل. هل ترى أن الإخوان سينجحون فى إدارة المرحلة المقبلة؟ مع أن المسئولية صعبة وثقيلة، إلا أننى أتمنى أن ينجح الإخوان فى هذا. لماذا شاركتم فى المجلس الاستشارى؟ ولماذا خرجتم منه؟ شاركنا من أجل توصيل نبض الشارع للمجلس العسكرى، وتركناه لأنه لم يستجب لوقف العنف الذى أدى إلى القتل فى شارع قصر العينى. البعض يقول إن دور المجلس الاستشارى يتعارض مع مجلس الشعب؟ أنا لا أرى أى تعارض، فمصر تحتاج إلى مئات المجالس الاستشارية، لتكون معاونة للجهات التنفيذية والتشريعية. هل أنت مع إجراء الانتخابات الرئاسية أولا أم مع وضع الدستور أولا؟ بالطبع لابد أن تكون انتخابات الرئاسة أولا، حتى نعجل بنقل السلطة من العسكريين إلى المدنيين. البعض يتحدث عن إشكاليات وجود رئيس قبل وضع الدستور، حتى لا يتحكم هذا الرئيس فى شكل الدستور؟ العكس هو الصحيح، فوجود المجلس العسكرى هو الذى يؤثر على طريقة وضع الدستور. لو عاد بك الزمن هل كنت ستقول: لا أم نعم فى الاستفتاء؟ هذا خلاف يجب أن نكشف عن استدعائه حتى لا نجدد الخلافات ونزيدها بين التيارات الوطنية، نحن فى مرحلة ينبغى أن نعظم فيها كل ما يؤدى إلى وحدتنا وتكاتفنا، وبناء وطننا، وتونس خير نموذج. هل ستدفعون بمرشح للرئاسة؟ نحن فى انتظار صدور قانون انتخابات رئيس الجمهورية، وتحديد الموعد المقرر لإجرائها، وكل الأمور ستظهر فى وقتها. لكنكم أعلنتم دعمكم للدكتور محمد سليم العوا؟ نحن ندعم العوا منذ فترة ونتمنى أن يكون فكره القائم على الحفاظ على هوية مصر وبناء دولة القانون، هو الفكر الذى يتبناه أى مرشح لرئاسة الجمهورية. إذن لن يكون لكم مرشح من الحزب؟ لا.. نحن مع دعمنا للدكتور محمد سليم العوا.