ذكرت صحيفة(واشنطن بوست)الأمريكية _ أن قلق إيران من بقاء الولاياتالمتحدة فى أفغانستان إلى مابعد عام 2014 دفعها لتكثيف جهودها للتأثير في السياسة الأفغانية وشن حملة شرسة تعتمد فيها على المشاعر الأفغانية المعادية للجانب الأمريكي لإقناع القادة هناك بأن الشراكة الأمنية القوية طويلة الأمد مع واشنطن ستأتى بنتائج عكسية. وقالت الصحيفة - على موقعها الإلكترونى - إن التحرك الإيراني ينطوي على توطيد وتعزيز علاقات طهران مع حركة طالبان وتوسيع العلاقات الثقافية مع كابول بجانب تمويل بعض التيارات السياسية ووسائل الإعلام الأفغانية. وأضافت الصحيفة أن الأمر المثير للدهشة في التحرك الإيراني هو فتح طهران لباب الحوار مع طالبان رغم تردى وتوتر العلاقات بينهما لفترة طويلة إثر دخولهما فيما يشبه الحرب في التسيعنيات عندما كانت طالبان تتولى السلطة في كابول. وبالرغم من أن الجهود المبذولة من الجانب الإيراني للتأثير في السياسة الأفغانية بدأت منذ سنوات إلا أنها تحركت بقوة متزايدة فى الشهور الأخيرة في ظل المفاوضات الأمريكية-الأفغانية حول الاتفاق الأمني الذى قد يضع معايير جديدة لوجود القوات الأمريكية فى أفغانستان لما بعد عام 2014. وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى تزامن التحرك الإيراني إزاء حركة طالبان فى الوقت نفسه الذى تسعى فيه واشنطن من جانبها لإجراء محادثات سلام مع حركة طالبان فى قطر..فضلا عن تزايد حدة التوترات بين الجانب الأمريكي والإيراني فى الخليج العربي. ومن ناحية أخرى ترى الصحيفة أن الاستراتيجية الإيرانية فى أفغانستان تتشابه مع استراتيجيتها فى العراق والتى أقنعت من خلالها القادة العراقيين بعدم السماح بأى تواجد عسكري للقوات الأمريكية في العراق بعد خروجها منها نهاية العام المنصرم. ولفتت الصحيفة إلى القلق الشديد من جانب طهران بسبب تواجد القوات الأمريكية على حدودها الشرقية والغربية لمدة طويلة من العقد الماضي، وخشية طهران من الوجود الامريكي فى المنطقة والذى يعزز بدوره من قدرة الغرب على جمع معلومات استخباراتية حول برنامج ايران النووي على النحو الذي يعطي الولاياتالمتحدة ميزة استراتيجية أساسية فى حالة نشوب حرب بينهما . وعن التحرك الإيراني في أفغانستان.. نقلت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية عن صبغة الله سنجر رئيس الحزب الجمهوري في أفغانستان والمستشار السياسي للرئيس الافغاني حامد كرزاي قوله إن الحكومة الايرانية قامت بقطع امداد الوقود الى أفغانستان في السنوات الأخيرة خلال فصل الشتاء بالاضافة الى تهديدها بترحيل الآلاف من اللاجئين الافغان من إيران. وأوضح سنجر أن طهران تستخدم تلك الاستراتيجية للضغط على الحكومة الأفغانية - من وجهه نظره - نظرا لعلم إيران بأن الحكومة الأفغانية لن تستطيع استعادة كل هؤلاء الأشخاص مرة أخرى. وبالنظر إلى مابعد عام 2014 وبعد فشل الجانب الأمريكي من الإبقاء على تواجد عسكري صغير فى العراق بعد انسحاب القوات الأمريكية عام 2011 ، لفتت الصحيفة إلى حرص مسئولي الولاياتالمتحدة على التوصل الى اتفاقية مع أفغانستان تتضمن إقامة شراكة عسكرية كبيرة بين الجانبين تتجاوز عام 2014 بصفته الموعد الذي تعهدت فيه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بإنهاء العمليات القتالية فى أفغانستان. وأشارت الصحيفة إلى رغبة واشنطن في تمديد النفوذ الأمريكي في أفغانستان وتواجده بقوة أكبر مما كان عليه في العراق لأنه من المتوقع أن تظل كابول تعتمد على المساعدات الخارجية بشكل كبير لسنوات طويلة. وقالت إنه تجنبا لعرقلة المفاوضات الأمريكية - الأفغانية حول اتفاقية تمديد وجود القوات الأمريكية والتى كان من المقرر إنهاؤها العام الماضي، سعى الجانب الأمريكي لتخفيف حدة مشكلة الغارات الليلية التي استخدمها كرزاي كورقة ضغط على واشنطن عن طريق تشجيع المشاركة العسكرية من قبل القوات الافغانية فى هذه الغارات، وذلك بهدف اتمام المفاوضات التي يتوقع الجانب الامريكي استئنافها خلال الشهر الجاري أملا في ابرام الاتفاقية خلال الأشهر القليلة المقبلة. وتسعي الولاياتالمتحدة - وفقا لواشنطن بوست - من خلال تلك الاتفاقية إلى الإبقاء على ما يتراوح ما بين 10 آلاف إلى 30 ألف جندي في أفغانستان متمركزين في القواعد الافغانية، وهو الأمر الذي يعمل الجانب الإيراني على عرقلته مستغلا الخلاف الأمريكي -الافغاني لدعم قضيته، مؤكدا في الوقت نفسه رغبته في لعب دور فى بناء أفغانستان وواصفا دوافع استمرار الوجود الأمريكي فى أفغانستان بالشائنة.