نور ذو الفقار قارنت صحف غربية بين المحاولة الفاشلة للإنقلاب العسكري على الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مساء الجمعة الماضية وبين نجاح الجيش المصري في الإطاحة بالرئيس محمد مرسي. وقُتل أكثر من 100 شخص وأصيب مئات آخرون مساء الجمعة، بعد محاولة انقلاب فاشلة قامت بها عناصر من الجيش التركي، أجهضتها الحشود التي لبت دعوة الرئيس رجب طيب اردوغان للتظاهر في الشوارع رفضا للإنقلاب، فيما ألقي القبض على 1563 عسكريا في تركيا وأحيل قرابة 3 آلاف قاض إلى التقاعد. وقالت صحيفة “الجارديان” البريطانية إن ضعف كفاء قادة الانقلاب في تركيا أفشل تحركهم بعدما نفذوا الانقلاب على طريقة سبعينيات القرن العشرين، وأضافت الصحيفة أن قادة الانقلاب ارتكبوا سلسلة من الأخطاء، بدأوها حينما اعتقدوا أن السيطرة على مقر التلفزيون الحكومي وإذاعة البيان الاول كافية لإنجاح الانقلاب، ونسوا أن هناك 15 قناة آخرى تبث الأخبار دون رقابة، وأوضحت “الجارديان”، في تقرير لها أمس السبت، ان وسائل الإعلام الأخرى التي لم يسيطر عليها الانقلابيون ساعدت اردوغان على البقاء في منصبه، حينما تواصل مع الشعب عن طريقها، ودعاه إلى التظاهر في الشوارع لمواجهة الإنقلاب، كما كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور كبير في إفشال الانقلاب وحشد الجماهير للتظاهر ضده”، وتابعت أن قادة الانقلاب أخطأوا أيضا عندما سمحوا لاردوغان بالهرب من المكان الذي كان متواجدا فيه وقصفوه فقط عندما غادرعائدا إلى اسطنبول، وترتب على ذلك تمكن الرئيس التركي من بث الرسائل لمؤيديه”. وتحت عنوان “اردوغان يتجنب مصير مرسي” عددت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية الأسباب التي أدت إلى فشل الانقلاب في تركيا، على خلاف ما جرى في مصر عام 2013، وقالت الصحيفة في تقرير لها نُشر أمس السبت إن الجيش المصري عندما تحرك ضد الرئيس محمد مرسي، كان مدعوما من حشود ضخمة في الشوارع وألقى عبد الفتاح السيسي بيانه الأول ومن حوله رموز المعارضة الليبرالية ورجال الدين، لذلك كانت الإطاحة بالرئيس الإسلامي المنتخب سريعة وقاسية، أما في الحالة التركية ، فكان رد الفعل مختلفا، فقد تحدى المواطنون حظر التجول الذي فرضه الجيش، وتظاهر الآلاف في الشوارع ضد الانقلاب بما في ذلك أنصار المعارضة والأكراد، حيث أدانت كل الأحزاب التركية العلمانية المعارضة الانقلاب وطالبت باستمرار الحكومة الديمقراطية، وتابعت “وول ستريت جورنال”: لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا هاما في إسقاط الانقلاب التركى، فدعمت ردوغان وحذرت من مغبة الموافقة على الاستبداد العسكري بديلا عنه، كما دأب اردوغان على تذكير شعبه مرارا وتكرارا بالأوضاع البائسة التي وصلت إليها مصر عقب عزل محمد مرسى ، وكثيرا ما حذرهم من خطورة عودة تركيا إلى عصور الانقلابات العسكرية مجددا، وظهر تأثير ذلك واضحا حينما رفع المتظاهرون في شوارع إسطنبول شعار رابعة، رمز المقاومة ضد السيسي، الذي أصبح مألوف لمعظم الأتراك، وأضافت الصحيفة أن اردوغان حقق لشعبه إنجازات اقتصادية هائلة، وشهد عهده ازدهارا في كل المجالات الأمر الذي رفع من شعبيته وشعبية حزبه كثيرا، فضمن له الأغلبية البرلمانية طوال أربعة عشر عاما، بخلاف مرسي الذي شهد عام حكمه العديد من الأزمات الاقتصادية الأمر الذي أدى لزيادة السخط الشعبي عليه، وأشارت إلى أن اردوغان حرص منذ توليه السلطة على الحد من صلاحيات الجيش حتى لا ينقلب عليه، في حين أن الوقت لم يمهل مرسي الفرصة لفعل الأمر ذاته، كذلك فقد بدا مدبروا الانقلاب في تركيا غير أكفاء بشكل مدهش، ففشلوا في السيطرة على مفاصل الدولة، ولم يتمكنوا من إغلاق محطة التلفزيون الرسمية، وسمحوا لاردوغان وقادة حزبه في التواصل مع الشعب عبر الإنترنت لمواجهة الإنقلاب، كما افتقروا إلى أي تفسير مقنع لتبرير انقلابهم ضد اردوغان، حتى أنهم أجبروا مذيعة التلفزيون الرسمي على على قراءة بيانهم الأول بدلا من الظهور أمام الشعب بوجوههم. من جانبه قال “أمير تيبون” المحلل بموقع “والا” العبري، إن ثلاثة أسباب رئيسية أدت إلى فشل محاولة الانقلاب الذي شهدته تركيا، والحيلولة دون وصول الأمور إلى السيناريو المصري، وعزل الجيش المصري الرئيس محمد مرسي يوم 3 يوليو 2013، عقب احتجاجات حاشدة على حكمه يوم 30 يونيو/حزيران احتجاجا على سوء الأوضاع في البلاد، وبعدها بشهور تم انتخاب عبد الفتاح السيسي، قائد الجيش إبان حكم مرسي، رئيساً للبلاد في انتخابات كانت محسومة مسبقا، بحسب مراقبين، وأوضح “تيبون” عبر حسابه على “تويتر” قائلا "كان الجيش المصري موحدا تحت قيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي، وكانت هناك تظاهرات شعبية ضخمة مهدت الطريق لعزل الرئيس محمد مرسي، لكن هذه الأشياء لم تشهدها تركيا ليلة السبت"، وأضاف"يبدو أن الانقلاب في تركيا قد فشل لأنه لم تتم تعبئة الجيش جيدا للأمر، بل قام بالانقلاب مجموعة صغيرة في داخله".