هبة عادل أعرب حزب التحالف الشعبى الاشتراكى عن إدانته للحادث الإجرامى الذى أودى بحياة أكثر من 80 واصابة 100 إنسان جراء عملية دهس عشوائى قام بها متعصب أعمى أثناء احتفالات فرنسا بسقوط الباستيل. وعبر مدحت الزاهد القائم بأعمال رئيس الحزب عن تعازيه وتعازى الشعب المصرى للشعب الفرنسى وأسر الضحايا، وقال أن الارهاب الأسود بكل صوره يمثل علامة سوداء لأمانى الشعوب فى الأمن والسلام والحرية والعدالة، وأن موجات الارهاب المدعومة من دول استعمارية وطائفية وجماعات تكفيرية جهادية تتصاعد بما يؤكد أهمية بناء جبهة عالمية من شعوب العالم لهزيمة كل صور الإرهاب وأضاف أن وفدا من الحزب سوف يتوجه لتقديم العزاء للسفارة الفرنسية. وذكر الزاهد أن بيان إدانة حزب التحالف الشعبى الاشتراكى للحادث الإجرامى يؤكد على عدة قراءات لابد من التوقف أمامها لتعظيم قدرتنا على بناء عالم أفضل يحقق طموحات الشعوب. أولا يكشف الحادث عن تصاعد الموجات الإرهابية وقدرتها على الضرب فى دول عديدة من العالم وإحداث اختراقات أمنية سواء تعلق الأمر بفرنسا أو الولاياتالمتحدةالأمريكية أو دول أخرى عديدة، وهو ما يعنى أن جماعات الإرهاب قادرة على المناورة والاختراق وتجديد قواها و تهديد الحق فى حرية الفكر والاعتقاد والحق فى الحياة. ثانيا: أن مواجهة الإرهاب وهزيمته لا يمكن أن تتحق فى المجال الأمنى وحده، ويلفت النظر فى الحادث الأخير أنه تم وحالة الطوارئ معلنة وبعد هجمات باريس المتزامنة السابقة، كما يلفت النظر - وفقا لمصادر الشرطة الفرنسية - أإن منفذ الهجوم الاجرامى لم يكن معروفا لاجهزة المخابرات والامن الفرنسية وهو مع حوداث أرهابية اخرى فى دول عديدة بينها مصر يكشف عن قدرة الارهاب على تجديد قواه وبناء احتياطى من عناصر لم يكن لها سجل أو نشاط ظاهر سابق. ثالثا : هذه الاشارات تفيد أن تجفيف ينابيع الارهاب لا يتعلق بالمال والسلاح فقط، بل البيئة المنتجة له من الثقافة الطائفية والافكار الوهابية الجهادية التكفيرية وفقه العنف والدم وكذلك الجهل والفقر وكل اشكال التمييز، وهو ما يعنى أن العدل والحرية والمساواة والاستنارة تمثل أجنحة مهمة لتعظيم قدرتنا على هزيمة الارهاب. رابعا : وتعليقا على تصريحات الرئيس الفرنسى عن عزم فرنسا - ردا على الحادث - تشديد الضربات فى سورياوالعراق يهم حزب التحالف الشعبى الاشتراكى أن يوضح أن السياسات الامريكيةوالغربية فى المنطقة العربية ساهمت فى صعود موجات الارهاب، وليس خافيا أن داعش واخواتها فى ليبيا وعدة دول قد نشأت فى ارتباطها بتدمير العراق وليبيا بقنابل الناتو والتحالف الدولى ، وفى ظل تراجع الفكر القومى ورموزه، اتجهت جماعات رافضة الى الفكر الدينى المشوه مستعينة بجماعات التكفيرية الجهادية ، واعتبرت ان الحملة فى جوهرها كانت حملة صليبية وليست استعمارية، وهو ما يكشف عنه استهداف "المسيحيين" وما اسموها بانظمة الطاغوت التى وضعت فى خانة اعداء الاسلام. خامسا : كما لعبت مخططات التقسيم والتفتيت على اسس مذهبية وبناء محاور وتكتلات على اسس طائفية واذكاء الصراعات العرقية، التى انخرطت فيها اطراف اقليمية ودولية، دورا خطيرا فى عمليات تعبئة طائفية وعرقية وتكشف تصريحات مسئولى الموساد الاسرائيلى عن هذا التوجه الذى شاركت فيه اجهزة المخابرات الغربية، وقد أثبتت التجربة دائما أن اللعب برسالات السماء واستخدامها لتحقيق منافع رخيصة على الارض سرعان ما تحرق اصابع اللاعبين. سادسا : وتبعا لكل ذلك يأمل حزب التحالف الشعبى الاشتراكى ألا تؤدي الإجراءات الفرنسية و الأوروبية الاحترازية إلى موجة كراهية للمهاجرين من أصول عربية أو إسلامية ، تخلط بين الإسلام و الإرهاب والا تضار حريات المواطنين باجراءات انتقامية عشوائية. سابعا : وقبل أن تنطلق المزوفة التقليدية نشدد على الارهاب ليس منتج الديمقراطية، بل الطغيان والاستبداد، وليس منتج العدل بل الظلم والهيمنة والاقصاء، وليس منتج التسامح والاستنارة، بل الطائفية والدول والجماعات الراعية لها وتفتيت الاوطان وتهديد امنها لم يحدث بسبب الحرية فهو الابن المشوه للاستعمار والتمييز والطغيان.