حوار محسن عوض الله مصر قادرة على المساهمة فى حل الأزمة السورية ونأمل فى افتتاح ممثلية للأكراد بالقاهرة
القضية الكردية تشبه الفلسطينية وبقاؤهما دون حل يهدد استقرار الشرق الأوسط
أكدت آسيا عبد الله الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني أن حل الأزمة السورية يكمن فى إنهاء النظام القومي وتأسيس جمهورية سوريا الاتحادية الفيدرالية. وأوضحت فى حوار خاص ل"الأهرام العربي" أن الأكراد قدموا نموذجا للتعايش المشترك بين مختلف طوائف الشعب السوري من خلال نموذج الإدارة المشتركة فى روج أفا شمال سوريا ، لافتا النظر إلى أنهم يسعون لتعميم التجربة على بقية مناطق البلاد. وأشارت إلى أن قوات سوريا الديمقراطية لن يتم حلها بعد رحيل بشار وستكون نواة للجيش السوري الجديد. وإلى نص الحوار. ما الدور الذي قدمه الأكراد في الثورة السورية؟ دور الأكراد في الثورة السورية كان كبيراً واستطاعوا أن يظهروا للعالم من خلال مشروعهم الديمقراطي أنه ما زالت في سوريا إمكانية للعيش المشترك بين جميع المكونات العرب والكرد والتركمان والآشوريين والسريان والمسيحيين والمسلمين والعلويين والأيزيديين وغيرهم، وأن الشعوب في سوريا قادرة على الدفاع عن أنفسهم وحماية مناطقهم من هجمات الإرهابيين وهجمات النظام الديكتاتوري باتباعهم إستراتيجية الدفاع المشروع وقادرين على اختيار نموذج لإدارة أنفسهم بأنفسهم ، ويعتبر نموذج الإدارات الذاتية المطبقة في فيدرالية روجافا – شمال سوريا خير مثال على التعاون والتعاضد والتضامن والعيش المشترك فيما بين جميع المكونات، ويمكن أن يصبح هذا النموذج مثالا يحتذى بها لكل سوريا. هل تمثل "روج آفا" مقدمة للدولة الكردية؟ بقاؤنا ضمن سوريا اتحادية أفضل بكثير من التفكير بالتقسيم، قضايا الشعوب ومنها الشعب الكردي لها صيغ حل ديمقراطية نؤمن بها اليوم في صيغة الأمة الديمقراطية التي تنطلق من أخوة الشعوب ووحدة المصير، مع العلم بأن الحق القومي يكون في وضع أفضل وأرقى في هذه الحالة بدلاً من الصيغ النمطية التي أثبتت التجربة فشلها، كما أن الفيدرالية تحمي سوريا من مخاطر التقسيم التى تهددها. ما رؤيتكم لحل الأزمة السورية؟ حل الأزمة السورية في نظام ديمقراطي اتحادي، فبدلا من الجمهورية العربية السورية التي صبغت بصبقة قومية وجلبت معها المشاكل والفوضى نريد جمهورية سوريا الديمقراطية الاتحادية التى تجعل القوميات والأطياف السورية المختلفة تحصل على حقوقها وتتبنى مبادئ سوريا الديمقراطية وتدافع عنها أكثر ، فعندما يكون هناك نظام ديمقراطي فلا مكان للديكتاتوريين، فما يهمنا هو النظام الديمقراطي التعددي، الذي سيكون نهاية لجميع الديكتاتوريين وسننتهي من مشاكل شخصيات مثل بشار أو من على شاكلته وبأسماء أخرى ما نريده أن نتخلص من مصنع الديكتاتورية التي تخلق وتنشئ الديكتاتوريين، نريد أن نبني مصنع الديمقراطية التي تخلق الإنسان الديمقراطي الواعي الذي يعرف حقوقه وحقوق الآخرين ويحترم حقوق الآخرين مثلما يحترم حقوقه. ما حجم وجودكم داخل الشارع الكردى؟ الظروف التي تم التأسيس لمشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية التي تمثل اليوم مضمون النظام الفيدرالي الديمقراطي لروج آفا - شمال سوريا، كانت لن تستمر لو لم تكن معنا الساحة الوطنية والشارع القومي الكردي، إننا نقدم نموذج حل للأزمة السورية كلها، ونسعى بكل إيمان أن ننال ثقة الشارع الكردي بأكمله، والحالة المتقدمة الملحوظة لحزب الاتحاد الديمقراطي دليل على وجود قاعدة جماهيرية كبيرة له. كيف تردون على اتهامات المجلس الوطني الكردي أنكم لا تمثلون الأكراد ولم تقدموا شيئا للقضية وليست لديكم خطة أو برنامج؟ الوضع السوري الحالي أظهر الجميع على حقيقتهم، وبيّن للجميع سواء السوري أو الإقليمي أو الدولي من لديه خطط وبرنامج نهضوية مجتمعية كما حال حزبنا الذي يناضل لجميع السوريين ويسعى لحل الأزمة السورية وفي مقدمتها إيجاد حل ديمقراطي للقضية الكردية. وحينما أسسنا مع الأحزاب والقوى الديمقراطية من جميع مكونات روج آفا مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية كان غيرنا قد وضع جميع ما يملك خدمة للأجندات غير السورية، وهم يدركون قبل الغير بأنهم باتوا خارج المسرح السياسي. الكثير من الأطراف ومن بينها المجلس الكردي تتهجم علينا بدافع أنهم يرفضون الاعتراف بالإدارة الذاتية الديمقراطية نفسها كما أنهم يريدون من خلال هذا الرفض التضليل والتشويش على الإدارة الذاتية والربط بينها وبين حزبنا، مع العلم أننا نشكل طرفا سياسيا مع مجموعة من الأحزاب والقوى وممثلي المكونات التي أعلنت مجتمعة عن هذه الإدارة. أما عن برنامج حزبنا فنحن نسعي إلى إقامة مجتمع أخلاقي سياسي وإيكولوجي بروح المرأة الحرة. ما سر هجوم قيادات كردستان العراق عليكم فى هذا التوقيت؟ البعض يرى بأن الأزمة التي يشهدها الشرق الأوسط بمفاد صراع طائفي بين السنة والشيعة، مع الأسف يوجد طرف محدد وجد نفسه ضمن هذه المصفوفات، ونحن بعكسه تماماً نرى بأن أصل الصراع وجوهر الأزمة في الشرق الأوسط -كما في سوريا - متمثل بين أنظمة استبدادية وشعوب تواقة للتغيير، ونعتقد بأن خطوة الفيدرالية الديمقراطية التي في أصلها أقصى أنواع الوحدة الاتحادية والضامن الأكبر لعدم التقسيم بأن البعض يريد إفشال هذه الخطوة المجتمعية ونراه اليوم في موقع الهجوم وإطباق الحصار على روج آفا بكل مكوناتها كما حال حزب الديمقراطي الكردستاني- العراق والتي تتطابق رؤاه الحالية مع أجندة سلطة العدالة والتنمية بتركيا. ما أوجه الخلاف بينكم وبينهم؟ لا يوجد خلاف بيننا وبين أي طرف آخر؛ لدينا برنامج وأهداف تخدم قضايا التغيير والتحول الديمقراطي العام ومن بينها حل ديمقراطي للقضية الكردية، من يجد نفسه على خلاف معنا هذه مشكلته. ماذا يمثل اعتراف 5 دول غربية بكم ووجود ممثليات لكم بهذه الدول؟ نرحب بوجود ممثليات للإدارة الذاتية الديمقراطية في هذه الدول ونعتبرها خطوات إيجابية نستدل منها بأن الدول التي خطت هذه الخطوات اقتنعت بأن مشروعنا للحل الديمقراطي للأزمة السورية بات في معرض النظر إليه بعين المسئولية، وهذا بحد ذاته يجعلنا أن نقيّم تجربتنا بشكل دوري ونصحح الأخطاء التي تظهر، خصوصا أنها تؤدي إلى ترسيخ الأمن والاستقرار في كل أنحاء سوريا. ما حجم علاقاتكم بواشنطن وما الذى يجعل الكوماندوز الأمريكي يرتدى شاراتكم فى مواجهة داعش؟ من المعروف بأن وحدات حماية الشعب والمرأة سابقاً واليوم كقوة أساسية مع عموم فصائل قوات سوريا الديمقراطية باتت شريكا إستراتيجيا لقوات التحالف الدولي التي تقودها الولاياتالمتحدةالأمريكية، والتي بحكم التجربة باتت مقتنعة أيضاً من هم الذين يحاربون الإرهاب ويؤسسون للحل السياسي وقدموا آلاف الشهداء ولا يزالون؛ بينها وبين الذين يعرقلون الحل السياسي ويدعمون التنظيم الإرهابي داعش والنصرة وغيرهما من المجموعات المسلحة المرتبطة بهما. هل هناك إمكانية للتعاون مع قوات بشار فى مواجهة داعش؟ عموما، نعتقد بأن تعقيدات الأزمة السورية وبوجود مشكلة عالمية محلية مثل داعش والنصرة يستوجب تفكيراً خلاقاً على جميع الأطراف بالتفكير ونعتقد بأن قبول الجميع بحل الفيدرالية الديمقراطية تهيئنا أن ننتقل إلى المرحلة الحاسمة المتمثلة بمن هم الوطنيين ومن هم غير ذلك. هل ستشارك قوات حماية الشعب فى تحرير كل المدن الواقعة تحت سيطرة النظام وداعش؟ العمليات العسكرية تقررها القيادة العسكرية وحدها. لكن رؤيتنا للواقع السوري وتمسكنا بالحل السياسي نؤكده من خلال أن سوريا المستقبل يجب أن يكون مخالفاً لما سبقه أي بدون إرهاب وبدون إنتاج نظام استبدادي. ما مصير قوات حماية الشعب بعد سقوط النظام؟ قوات سوريا الديمقراطية ومن ضمنها وحدات حماية الشعب صرحت أكثر من مرة بأنها بمثابة نواة للجيش الوطني، ووفق هذه الرؤية لا أعتقد بأنها تمانع من توسعة تحالفها بالشكل الذي تقتنع به وتؤمن بالأهداف الأساسية التي قامت على أساسه. ما مصادر وموارد تمويل روج آفا؟ تعلمون بأن روج آفا - شمال سوريا محاصرة من جميع الجهات، وتعلمون بأن هذه المنطقة كانت تسمى فيما سبق ب (المناطق النامية) مع العلم أنها تسهم بنسبة لا تقل عن 55% من مجمل الدخل العام، على الرغم من ذلك أصرت الأنظمة أن تكون - نامية. على الرغم من ذلك فإن مصدر ومورد تمويلنا هي من الشعب وفي الوقت نفسه من مؤسسات الإدارات الذاتية الديمقراطية التي تدخل عامها الثالث وتعتمد على نفسها. ما موقفكم من قضية فلسطين؟ قضية لا بد من إيجاد الحلول الديمقراطية لها، وتركها مع القضية الكردية بدون حل يعني التأثير السلبي على أمن واستقرار الشرق الأوسط برمته. ونعتبر هاتين القضيتين من أكثر القضايا العالمية التي تم إخضاعها للبازار السياسي المحض. حان الوقت للسلام والتفكير بمسئولية جماعية أن يكون مقصدنا الشرق الأوسط الديمقراطي. كيف تنظرون لإسرائيل؟ الشرق الأوسط يتسع للجميع، نأمل أن نرى سلاماً يعم المنطقة بمجملها، وهذا يتحقق لو خطونا خطوات سياسية واقعية بما يتناسب مع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، والابتعاد عن كل ما يجعل أية قضية حقة مثل القضية الفلسطينية أو القضية الكردية مرتهنة للمزاودات التي يخسر فيها الشعوب وحدهم. هل هناك اتصالات مع دول عربية؟ لدينا تواصل مستمر مع بعض الدول العربية وفي المقدمة جمهورية مصر العربية، وقد كنا من مؤسسي اجتماع المعارضة السورية في القاهرة في 2015 وما زلنا نعمل وفق هذا الأساس، نرى في المحيط العربي وفي تفهمه للقضية الكردية مسألة مفصلية نسعى تطويرها بشكل كبير، كما لا نجد ما يعرقل افتتاح ممثليات روج آفا في العواصم العربية ونأمل أن تكون القاهرة السباقة في ذلك. كيف تنظرون للقاهرة والإمارات والسعودية ؟ أثبتت التجربة التاريخية على عمق العلاقات العربية الكردية، وإننا نرى في هذه الدول وبحكم وزنها وتأثيرها في الشرق الأوسط وفي السياسة العالمية بأنها تستطيع أن تسهم بشكل أو بآخر في القيام بدور إيجابي حيال الأزمة السورية وهذا ما رصدناه بشفافية ما يخص القاهرة والإمارات، ونعتقد بأن الرياض لم تنصفنا حينما لم تدع حزب الاتحاد الديمقراطي PYD إلى مؤتمر الرياض للمعارضة السورية كأحد قرارات اجتماع فيينا المنعقد في نهاية أكتوبر 2015. هل أصبح الأكراد رأس الحربة الأمريكية فى مخطط الشرق الأوسط الجديد؟ لنقل إن حل القضية الكردية وإيجاد حل عادل للقضايا الأخرى تجعلنا قريبين أكثر للشرق الأوسط الديمقراطي، ومن دونه أو إصرار البعض على تحجيمه لم يعد يلبي تطلعات الشعوب وفي مقدمتها الشعب الكردي. هل تسعون لضم بقية المدن السورية لإقليمكم؟ يهمنا أكثر أن يطبق نظام الإدارات الذاتية الديمقراطية في عموم سوريا، وأن تكون سوريا المستقبل ديمقراطية اتحادية، وإرادة المكونات السورية هي الأساس في أي توجه وخطوة عملية مستقبلية. لماذا تم استبعادكم من مؤتمر جنيف؟ وكيف ترون الإصرار الروسي "حليف بشار" على ضم ممثل للاكراد لمفاوضات جنيف؟ استبعادنا من مؤتمر جنيف جاء نتيجة ضغوطات الدول الإقليمية وعلى رأسها تركيا تخاف من حل القضية الكردية عند مشاركة الأكراد، فتركيا تخاف من أن تنعقد جنيف مقبل من أجل حل القضية الكردية في تركيا لذلك تبذل كل جهودها وتستغل كل علاقاتها واتفاقاتها العربية والإقليمية والدولية ومكانتها في حلف الناتو وعضويتها في المفوضية الأوروبية من أجل إبعادنا من جنيف، ولكن لن تنجح في هذا، فربما تؤخر مشاركتنا إلى وقت آخر لكنها لا تستطيع منعنا لأنه بدون مشاركتنا كشعب كردي وبقية الشعوب القاطنة في شمال سوريا لا يمكن حل المشكلة السورية. أما عن إصرار روسيا بمشاركتنا لأنها تعرف سوريا أكثر من الآخرين من القوى بحكم وجودها في سوريا وتعرف أنه بدون مشاركة جميع المكونات لا يمكن أن تتقدم وتنجح أية مفاوضات مهما كانت نوعها ولن تجلب أي حل للقضية السورية وستعقد الأزمة أكثر.