تعرف على الأوراق المطلوبة لتسليم التابلت لطلاب الصف الأول الثانوي    ننشر أسعار الذهب اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر في بداية التعاملات    «متاح التسجيل الآن» رابط التقديم على وظائف بنك مصر 2024    قفزة جديدة.. أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    30 دقيقة تأخير لخط «القاهرة - الإسكندرية».. الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    سعر الدولار اليوم في البنوك ومكاتب الصرافة    طن الحديد يرتفع 1169 جنيهًا.. سعر الحديد والأسمنت اليوم الثلاثاء 8 أكتوبر 2024    حدث ليلا.. آخر تطورات الحرب على غزة ولبنان وموقف ترامب وهاريس من ذكرى 7 أكتوبر    ترامب يكشف قيمة المساعدات الخارجية المقدمة لكييف    وزارة الصحة في غزة: إسرائيل تعمدت تدمير القطاع الصحي    في هذه الحالة.. «ترامب» يتعهد بجعل غزة أفضل من موناكو (تفاصيل)    هل إمام عاشور صفقة القرن للأهلي؟.. رد مفاجئ من أمير توفيق    ثروت سويلم يكشف حقيقة إجراء قرعة لبطولة الدوري الموسم الجديد    أجواء دافئة والعظمى في القاهرة 33.. حالة الطقس اليوم    إيمان العاصي: «حياتي كلها متلخصة في بنتي ريتاج»    ابنة علاء مرسي تتحدث عن والدها....ماذا قالت؟ (فيديو)    رئيس "دينية الشيوخ": مبادرة "بداية" محطة مضيئة على طريق وطننا العزيز    تصاعد المواجهة بين حزب الله وجيش الاحتلال.. غارات إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    ريحة من الشيخ زايد إلى الحدائق، أسباب انتشار الدخان الخانق في 6 أكتوبر    تامر عاشور وحماقي في حفل واحد، اعرف الميعاد والمكان    أبو الوفا رئيسا لبعثة منتخب مصر في موريتانيا    اكتشفي أهم فوائد واستخدامات، البيكنج بودر في البيت    تغطية إخبارية لليوم السابع حول حقيقة انفجارات أصفهان وسيناريوهات الرد الإسرائيلى    خطة النواب: مصر مطالبة بدفع 1.3 مليار دولار لصندوق النقد الدولي لهذا السبب    6 سيارات إطفاء لسيطرة على حريق محطة صرف صحي ب أبو رواش    جريمة هزت أسيوط| قتل شقيقه ووضعه في حفرة وصب عليه أسمنت    مفتي الجمهورية الأسبق يكشف عن فضل الصلاة على النبي    هل يوجد إثم فى تبادل الذهب بالذهب؟ أمين الفتوى يجيب    ارتفاع حاد في أسعار النفط بعد تصاعد التوترات في الشرق الأوسط    منير مكرم يكشف آخر التطورات الصحية لنشوى مصطفى: عملت دعامات وخرجت من المستشفى    معلومات عن إلهام عبد البديع بعد طلاقها.. انفصلت في نفس شهر زواجها    إيمان العاصي تكشف ل«صاحبة السعادة» عن أصعب مشاهد «برغم القانون»    أمن مطار القاهرة يحبط محاولة تهريب كمية من النقد الأجنبي بحوزة مسافرة عربية    «أخذت أكبر من حجمها».. تعليق صادم من عصام الحضري بشأن أزمة قندوسي    رياضة ½ الليل| 76 ركلة جزاء بين سموحة والزمالك.. الأبرز    لماذا كان يصوم الرسول يوم الاثنين والخميس؟.. «الإفتاء» تجيب    بلاغة القرآن| تعرف على تفسير سورة الناس    ملف يلا كورة.. مجموعات الأبطال والكونفدرالية.. تصريحات أمير توفيق.. وقرعة الدوري المصري    «أحمد» يحول بدلة تحفيز العضلات إلى علاج لزيادة قدرة التحمل: تغني عن المنشطات    خمسة لطفلك| تعرف على أهمية الوجبات المدرسية للأطفال    صحة المنوفية تنظم دورات تدريبية للأطقم الطبية    بالصور.. محافظ المنيا يشهد حفل الجامعة بالذكرى ال51 لانتصارات أكتوبر المجيدة    «إسقاط عضوية إسرائيل».. ننشر بيان مؤتمر التحالف التقدمي العالمي    حدث منتصف الليل| تفاصيل عودة خط قطارات السكة الحديد لسيناء.. والمهن الطبية تعلن زيادة مساهمات الأمرا    المدير الفني لنادي بلاك بولز: الزمالك أحد أكبر فرق إفريقيا ومواجهته صعبة.. والمصري البورسعيدي مميز    حسام حسن يحدد موعد انضمام صلاح ومرموش لمنتخب مصر    ننشر نص التحقيقات مع صاحب الاستديو في واقعة سحر مؤمن زكريا| خاص    رئيس مجلس أمناء حياة كريمة: تجار أعلنوا رغبتهم المشاركة فى حملة توفير اللحوم بأسعار مخفضة    4 جثث و 6 مصابين إثر حادث تصادم في بني سويف    القس منذر إسحق: نريد الحياة للجميع ولا سلام دون عدل    أبناء الجالية المصرية بالسعودية يحتفلون بذكرى نصر أكتوبر المجيد    مصرع 5 أشخاص وإصابة 5 آخرين إثر انهيار منجم في زامبيا    «خانتني بعد ما وعدتني بالزواج».. محاكمة المتهم بقتل سائحة سويسرية بالفيوم اليوم    حزب الله يقصف تجمعًا لقوات الاحتلال وصفارات الإنذار تدوى فى الجليل الغربى    عمرو خليل: فلسطين هي قضية العرب الأولى منذ عام 1948.. فيديو    تنسيقية شباب الأحزاب: الرعاية الصحية ركيزة قادرة على دعم الحياة الكريمة    بعد الموافقة على عدد من الاتفاقيات.. النواب يرفع جلساته العامة للغد    رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة شغل وظائف معلم مساعد 2024    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عم رشاد.. مذكرات غائب: "الصندوق الأحمر" يروى التاريخ
نشر في الأهرام العربي يوم 24 - 05 - 2016


علاء عزت
نعم .. هناك رموز كثيرة وكبيرة مرت على النادى الأهلى، وكثيرون هم شهود العيان على تاريخ نادى القرن.. ولكن كان هناك رجل، يستحق أن نطلق عليه لقب « الصندوق الأسود « أو «الصندوق الأحمر»، لأنه كان أكبر شاهد عيان على تاريخ القلعة الحمراء، ولما لا وهو عاش داخل جدران القلعة أكثر من 100 عام، قبل أن توافيه المنيه أخيرا عن عمر يناهز 107 سنوات، أى أنه ولد بعد عامين فقط من تأسيس النادى.. وكان أقدم عضو على الإطلاق.
نعم .. إنه « عم رشاد «، محمد رشاد محمود عوف، مواليد القاهرة حى السيدة زينب، تاريخ ميلاده المسجل فى الأوراق الرسمية « الاثنين 7 يونيو 1909»، والذى أدلى بشهادته وروى مذاكرته على صفحات مجلة النادى «الأهلى» الرسمية قبل 7 سنوات، وتحديدا عند احتفاله بعيد ميلاده رقم « 100 «.
ولم تجد « الأهرام العربى « أفضل من إعادة نشر تلك المذكرات، وهى تحتفل مع النادى وجماهيره بالعيد رقم «109 « لتأسيس أكبر وأعرق الأندية المصرية والعربية والإفريقية.

لكن لماذا نعيد نشر مذاكرات «عم رشاد»؟
الإجابة، لأنه عاصر تاريخ النادى من البداية حتى وافته المنية، وكان قاسما مشتركا فى الكثير من أحداثه، وتحمل مذكراته، علاقة النادى الأهلى بكل رؤساء وملوك وزعماء مصر .
وقبل أن نروى، ونعيد نشر أهم ما جاء فى مذكراته، روى هو لنا قصته مع النادى الأهلى، وقال: أنا أقدم عضو فى النادى الأهلى، رقم عضويتى «6 «، على فكرة أرقام العضوية من 1 إلى 5 كانت محجوزة، وأعتقد أنها مازالت حتى الآن لرؤساء أعضاء شرف النادى، أقدم عضوين فى تاريخ النادى هما محمد على رسمى وأحمد فؤاد أنور، والأخير كان وكيل النادى وفى نفس الوقت كان حارس مرمى فريق الكرة بالأهلى، الكلام ده سنة 1911» .
النادى الأهلى بدأ العمل بنظام العضوية على طريقتين، عضوية رياضية بمقابل 60 قرشا فى السنة، وعضوية عاملة بجنيهين، وأنا حصلت على العضوية الرياضية سنة 1926 فى نفس السنة اللى دخلت فيها النادى ، وحصلت على العضوية الرياضية سنة 1934، وسمعت أن العضوية الآن ثمنها 80 ألف جنيه، مين كان يصدق؟ .. ومين كان يقول؟! أول ما فتحوا العضوية فى النادى الأهلى سواء عضوية رياضية أم عاملة كان عددنا كلنا على بعض 200 شخص .. وفاكر كويس زى ما يكون الكلام ده حصل إمبارح، أنى فى أول يوم لى فى النادى الأهلى، وبعد أن انتهيت من أول تدريب مع فريق ألعاب القوى، جلست هنا فى نفس المكان «حديقة راتب» وفجأة شاهدت جعفر باشا والى رئيس النادى وقتها يدخل من البوابة، وفوجئت به يقترب منى حيث أجلس وحيدا، وقفت احتراما له، وسألنى، إنت مين ؟، ولما عرفته بنفسى رحب بى، وإذ به يصافحنى بحرارة، وسألنى : «إنت قاعد لوحدك ليه؟ «، وأخبرته اننى مازلت جديدا على النادى ولم أكون صداقات مع أحد بعد، فقال لى وهو يمسك بيدى، « إحنا هنا فى النادى الأهلى كلنا زى بعض «، وسار بى نحو المائدة التى كان يجلس عليها فؤاد سراج الدين ومختار التتش وتوفيق خشبة ومحمد على رسمى، وداود راتب، وفوجئت بمختار التتش يعاتبنى، وقال لى بالحرف الواحد، وكلامه لسه بيرن فى ودانى :» إنت ماجيتش ليه تقعد معانا، زى ما قال لك جعفر باشا والى، إحنا كلنا هنا فى الأهلى زى بعض، مافيش فرق بين كبير وصغير، جديد وقديم، وبكرة تيجى علشان تنضم لفريق الكرة .
نسيت أن أقول لك إننى ترددت على مدار 6 أيام من دخول النادى الأهلى، كنت كل يوم أحضر حتى البوابة وأعود، كنت مرعوب أدخل النادى الأهلى، لأنه له هيبة تخض.
الملك فاروق .. وحفلة الست .. وليلة العيد
وهو يستدعى التاريخ الحى من ذاكرته الحديدية بدون أى معاناة، فكل الأحداث والذكريات مسجلة فى عقله باليوم والساعة والثانية، يطلق عم رشاد تنهيدة أعقبتها ابتسامة عريضة، وقال: الملك فاروق كان أهلاويا بجد، كان بيحب النادى الأهلى قوى، وكان يحرص على التردد للنادى فى كل المناسبات، وعمره ما تأخر عن تلبية دعوة وجهت إليه من الأهلى، النادى الأهلى كان ينظم حفلتي ن كل سنة، واحدة فى مقر النادى هنا بالجزيرة، والثانية فى الأوبرا بحضور الملك، وفاكر ليلة ما زار الأهلى لحضور حفلة الست أم كلثوم، كانت ليلة وقفة العيد الكبير – عيد الأضحى المبارك -، كنت أنا وقتها عضوا فى لجنة النظام الخاصة بالحفل، كنت مسئولا عن استقبال كبار الشخصيات، وكيل النادى وقتها الأستاذ محمد شريف صبرى باشا كان خال الملك فاروق، وأخبرنى أن جلالة الملك سيحضر حفلة الست .
المهم بدأت الحفلة، كان فيه « سرادق « صوان كبير جدا هنا – أشار إلى مكان صالة راتب داخل مقر النادى بالجزيرة -، وأم كلثوم بدأت تغنى، « ياليلة العيد آنستينا»، كنت أقف أمام بوابة النادى، وفجأة توقفت سيارة يقودها شخص كان بمفرده، هذا الشخص كان جلالة الملك، جاء بدون حراسات أو أمن، كان يقود سيارته بنفسه، ضحك فى وجهى، وطلب منى أن أرافقه لمكان الحفل، وعندما هم بالدخول منعته، والله منعته، وقلت له :» عفوا يا جلالة الملك .. ما ينفعش تدخل وأم كلوم بتغنى .. انتظر حتى تنتهى من وصلتها .. الحفلة ممكن تفسد لو جلالتك دخلت دلوقت «، لم يغضب، وفكرت فى حيلة ليدخل دون أن يفسد الحفل، رفعت قطعة من قماش الصوان، ليدخل من تحتها، ولم يرفض، وبالفعل دخل دون أن يشعر به أحد حتى جلس على المائدة المخصصة له، وأول أم كلثوم ما شافته، فرحت جدا، لدرجة أنها غيرت من مدخل أغنيتها الشهيرة « الليلة عيد «، وبدل ما تقول « الليلة عيد، عز وتمجيد، يا حبيبى «، قالت : « الليلة عيد، عز وتمجيد، ليك يا مليك « .
ودون أى توقف حتى لمجرد التقاط الأنفاس أو محاولة استعادة أدق التفاصيل من ذاكرته، واصل عم رشاد الحكاية، وقال: الملك فاروق فرح جدا، ومال على شريف صبرى باشا وأخبره أنه سيمنح وسام الكمال لأم كلثوم، وبعد أن فرغت الست، صعد الصحفى الكبير، الله يرحمه، مصطفى أمين على المسرح، وأعلن عن منح الملك وسام الكمال لأم كلثوم، يومها الحفلة انتهت الساعة الرابعة من فجر اليوم التالى.
نسيت أقول حاجة إن جلالة الملك فاروق حضر وهو طفل صغير يرتدى « الشورت» حفل افتتاح ملعب «مختار التتش»، وكمان حضر افتتاح حمام السباحة بالنادى.
الملك فؤاد «أهلاوى جدا «
وينتقل عم رشاد بنا إلى زمن آخر وعهد آخر، وقال: إذا كان المعروف للجميع أن الملك فاروق كان أهلاويا جدا، فالذى لا يعرفه الكثيرون أن الملك فؤاد كان بيحب الأهلى أيضا، وكان واضعا النادى تحت رعاية جلالته الخاصة، ونفس الأمر لنادى الاتحاد السكندرى، لدرجة أن الملك فؤاد كان يتدخل بنفسه عند وضع جدول المباريات، وكان لازم الأهلى والاتحاد يلتقيا فى بداية الموسم الشتوى والصيفى، وفى بداية الموسم الصيفى كانت مباراتهما معا تقام فى الإسكندرية ويحضرها، وكمان كان لازم يحضر مباراتهما فى بداية الموسم الشتوى بالقاهرة، ده النظام اللى استمر سنوات طويلة .
الحقيقة وشهادة لله وللزمن كل الملوك والرؤساء المصريين كانوا يحبوا النادى الأهلى، وتقريبا مافيش ملك ولا زعيم إلا وزار النادى الأهلى، حتى الزعماء والملوك والرؤساء الأجانب كانوا يزورون النادى الأهلى على هامش زيارتهم لمصر، أنا فاكر المندوب السامى البريطانى «الليمبى» كان هو برضه بيحب النادى الأهلى، وكان حريصا على مشاهدته مبارياته، وكان من أشد المعجبين بأول أساطير الكرة فى تاريخ النادى الأهلى ومصر، اللاعب الفذ محمود مختار، وعلى فكرة المندوب السامى هو الذى أطلق عليه لقب « التتش «، وهذا الاسم يعنى الساحر القصير .
وكمان زار النادى الأهلى فى عهد الملك فؤاد، البرتو الثالث ملك إيطاليا، وكان يومها قد افتتح المستشفى الإيطالى اللى جنب النادى .
عبد الناصر ينقذ النادى .. ويقبل الرئاسة الشرفية
وبكثير من الألم والحزن تحدث عم رشاد عن أصعب فترة مرت على النادى الأهلى فى تاريخه، وقال: فى الفترة ما بين عامى 1955 و1960 تقريبا، وبفعل العدوان الثلاثى على مصر، والتهاب الساحتين السياسية والحربية، تعرضت كرة القدم بالنادى لكبوة فى كل المراحل السنية، وحدث هذا نتيجة خطأ بتعيين صلاح الدسوقى وهو محافظ للقاهرة وقتها رئيسا للنادى خلفا لعبود باشا، ولم يكن صلاح الدسوقى متفرغا لشئون النادى بحكم منصبه كمحافظ للعاصمة، ومن كرة القدم إلى بقية الألعاب تدهور النتائج بشكل لافت للنظر، وهو الأمر الذى أصاب الزعيم الراحل جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية وقتها وبرغم الحروب والأزمات السياسية بالانزعاج الشديد، وقام على الفور بالاتصال بالمشير عبد الحكيم عامر الذى كان وقتها رئيسا لاتحاد الكرة والمعروف بزملكاويته الشديدة بالتدخل الفورى.
وتابع عم رشاد الحكاية: كان المشير عبد الحكيم عامر قائدا عاما للقوات المسلحة، واتصل بالفريق عبد المحسن مرتجى، وكان وقتها قائد عام القوات البرية بالجيش المصرى، وطلب منه أن يلتقيا فى أسرع وقت، وبالفعل حدث هذا، وجاء المشير بصحبة الفريق داخل سيارة عسكرية توقفت أمام بوابة النادى المطلة على البحر، ووقتها فقط أخبر المشير عامر الفريق مرتجى بسبب اللقاء العاجل انه تم إسناد رئاسة النادى الأهلى إليه من قبل عبد الناصر شخصيا أى أنه جاء رئيسا للأهلى فيما يشبه القرار الجمهورى، ولم يكن الفريق مرتجى على علم مسبق بالأمر .
وبدوره قام الفريق مرتجى بالاستعانة بعلى زيوار الذى كان وقتها فى الجهاز الرياضى للقوات المسلحة، وأسند إليه منصب مدير الكرة، وقال له بالحرف الواحد: « عاوزك تصلح فريق الكرة، وترجع أمجاد الأهلى «، وشهادة لله وللتاريخ والزمن، على زيوار رحمة الله عليه كان أحسن مدير كرة جاء فى تاريخ النادى الأهلى، فرض على الفريق الأوامر العسكرية، وبعد أقل من 5 أو 6 أشهر فقط لا غير بدأت النتائج تتحسن، وتعود أمجاد وانتصارات وبطولات الكرة بالنادى .. وفاكر كويس جدا إن الزعيم جمال عبد الناصر كان بيزور النادى الأهلى، وساعات كان يحضر لمقر النادى وبصحبته زعماء ورؤساء وملوك دول أجنبية، ويشاهد مباريات لفريق الكرة ..و أعلن الرئيس جمال عبد الناصر قبوله الرئاسة الشرفية للنادى الأهلى فى 17 يناير سنة 1956 تقديرًا للدور الوطنى الذى لعبه الأهلى فى مساندة الثورة وتدريب الفدائيين. . قام جمال عبد الناصر فى شهر أكتوبر 1960 بزيارة النادى الأهلي، وصحب معه ملك أفغانستان لمشاهدة مباراة دولية فى الهوكى أقيمت على ملعب النادى، وكان وقتها الاقتصادى الكبير أحمد عبود باشا رئيسًا للأهلي.
السادات ومبارك فى الأهلى
ومن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر إلى الرئيس والزعيم الراحل محمد أنور السادات، قفزت ذاكرة عم رشاد، وقال: برضه الرئيس الراحل السادات كان بيحب الأهلى، وجاء لزيارة النادى عدة مرات، وأتذكر أنه عقد اجتماعا خاصا ومطولا مع الفريق مرتجى هنا داخل النادى بعد حرب أكتوبر المجيدة سنة 1973 وتكررت الاجتماعات بينهما داخل النادى، وساعات كتير كان السادات يحرص على ممارسة الرياضة داخل النادى الأهلى .
وانتهت رحلة ذكريات عم رشاد مع ملوك ورؤساء وزعماء مصر وحكايتهم مع الأهلى إلى عهد الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، وقال: الرئيس مبارك زار النادى الأهلى كتير، وكل زياراته كانت ودية مثله مثل من سبقوه، وفاكر يوم ما نزل من طيارته الخاصة هنا داخل ملعب « مختار التتش « وبرغم أنه كان فى مهمة لافتتاح دار الأوبرا المصرية فى مقرها الجديد بجوار النادى فإنه حرص على التقاء عدد من قيادات ونجوم الكرة بالنادى الأهلى، واجتمع بهم على فنجان شاى، وهنأ النادى بالفوز ببطولة إفريقيا للأندية .. وفاكر كويس أن الرئيس مبارك حرص على مصافحة كل من قابله من أعضاء النادى الذين فوجئوا بوجوده صباحا داخل النادى.
الأهلى يتحدى مجلس الأمة
وكأنه يقرأ من كتاب مفتوح، أو وكأنه يتحدث عن اشياء ومواقف حدثت ووقعت بالأمس، والأمس فقط، عاد عم رشاد فى مذكراته، بذاكرته للوراء 90 عاما بالتمام والكمال، ليتوقف أمام توابع ثورة عام 1919، وقال: بعد ثورة 19 المجيدة حدث انقلاب كبير جدا فى تاريخ الرياضة المصرية، النادى الأهلى كان سبب هذا الانقلاب، قبل الثورة كانت النساء فى مصر ممنوعات من ممارسة الرياضة، وكانت لا تسير إلا ب «الحبرة» أو الملاية الملف، وبعد الثورة ظهرت دعوة قاسم أمين لتحرير المرأة، ومن بين دعوته دخول الفتيات للجامعة، وكانت هدى شعراوى من زعيمات الثورة، ومعها سكرتيرتها الخاصة سيزا نبرواى، المهم أن 3 فتيات دخلن الجامعة للمرة الأولى وهن أمينة السعيد وسهير القلماوى وتماضر توفيق، وكان رئيس جامعة القاهرة وقتها الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى.
كان وقتها الأستاذ جلال الدين الحمامصى عضوا فى مجلس إدارة النادى الأهلى، وكان عضوا فى مجلس الأمة – مجلس الشعب الآن – واقترح الحمامصى على مجلس الأمة فكرة ممارسة الفتاة المصرية للرياضة، ما دمت قد دخلت الجامعة واختلطت بالرجال، ولكن دعوته أثارت ضجة كبرى وقوبلت بالرفض من قبل محمد السيد عيسى وزير المعارف – وزارة التعليم – وقتها، حتى إنه أطلق عليه لقب وزير التقاليد بسبب رفضه، ولكن النادى الأهلى تحمس لاقتراح الحمامصى، واتخذت إدارة الأهلى وقتها قرارا تاريخيا بالسماح للفتيات بممارسة الرياضة داخل النادى، وتم تكليف رزق حنين أحد موظفى النادى وقتها بالإشراف على ممارسة الفتيات للرياضة داخل النادى، على أن تكون فترة الممارسة فى الساعات الأولى من الصباح، وقبل المواعيد الرسمية لفتح أبواب النادى أمام الأعضاء .. وأتذكر أن الدنيا قامت وهاجت عندما أعلن عن فتح أبواب النادى الأهلى لدخول الفتيات والسماح لهن بممارسة الرياضة .
نفسية الغمراوى طلقة البداية
ويستطرد عم رشاد : عارفين مين أول فتاة مارست الرياضة فى مصر ؟.. كانت نفيسة الغمراوى رحمة الله عليها، نفيسة الغمراوى حكاية مهمة وشخصية مهمة فى تاريخ النادى الأهلى، كان عمها قائم مقام عباس الغمراوى أمين صندوق النادى الأهلى آنذاك، وإلى جانب نفسية كانت هناك فتاتان أخريان هما عيشة مراد وجيجى قطب، دول أول 3 بنات فى مصر مارسن الرياضة عن طريق النادى الأهلى .. وبعد كده تم السماح للفتيات بالجلوس فى النادى بعد الانتهاء من التدريبات، وسمح للأمهات بالحضور ومتابعة تدريبات أولادهم، وكل الحاجات دى كانت ممنوعة.
نفسية الغمرواى أعظم رياضية فى تاريخ مصر وكانت تلعب كرة السلة، قبل أن تصبح أول عميد لكلية التربية الرياضية فى مصر، وسجل التاريخ لنفيسة أنها رائدة الحركة الرياضية النسائية فى مصر.
أول قصة حب فى النادى
وبمناسبة نفيسة الغمراوى، والكلام ما زال على لسان الراوى عم رشاد، إذا كانت هى أول فتاة فى مصر تمارس الرياضة، فإنها أيضا كانت صاحب أول وأشهر قصص الحب والزواج فى تاريخ النادى الأهلى، الراحلة العظيمة ارتبطت بقصة حب مع الراحل العظيم عبد المنعم وهبى كابتن فريق السلة بالنادى وكابتن منتخب مصر الذى قاده فى دورة الألعاب الاوليمبية عام 1932، قصة حب انتهت بزواج مشهود خلد وسجل على شجرة اشتراها مراد فهمى وغرسها داخل النادى وكتب عليها اسم وهبى والغمراوى وتاريخ زواجهما، وهما والدا أسامة وطارق نجمى كرة السلة بالنادى الأهلى.
وبمناسبة شجرة مراد فهمى التى خلد عليها أول وأشهر قصة زواج فى تاريخ النادى الأهلى، فان هذه الشجرة – أشار إليها وهو يتحدث – غرسها هنا فى مكانها الحاج عسر، على عسر، وعلى هذه الشجرة يكتب عليها تاريخ وفاة أقدم أعضاء النادى، وكل ما أحب أفتكر أى من أصدقائى الراحلين أقف أمام هذه الشجرة وأتذكرهم.
أفضل لاعبات فى التاريخ
وقبل أن يطوى عم رشاد حكاية الأهلى وتحديه لمجلس الأمة، وحكاية نفيسة الغمراوى بنت النادى الأهلى رائدة الحركة الرياضية فى مصر، توقف أمام أفضل وأشهر ممن مارسن الرياضة من الفتيات داخل النادى الأهلى عبر تاريخه وحتى الآن، وقال : إذا كانت نفيسة هى طلقة البداية كأول فتاة تمارس كرة السلة، فإن هناك بطلات مررن على النادى فى كل الألعاب أتذكر منهن الآن، نادية شريف لاعبة ومدربة كرة اليد، وأعتبرها أعظم من مارسن الرياضة من الفتيات فى تاريخ مصر على الإطلاق، وكمان أمينة محمود فرغم تفوقها فى ألعاب القوى فإنها مارست إلى جانبها ألعابا أخرى، وجيهان تونى وكانت تلعب وتمارس كل الألعاب بتفوق، نهاية بتهانى طوسون أسطورة النادى الأهلى ومصر فى كرة الطائرة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.