هو أحد أبرز نجوم النادى الأهلى طوال تاريخه الكروى منذ نشأته عام 1907، خاصة أنه ساهم بصورة كبيرة فى صناعة اسم النادى الأهلى، وحصوله على لقب نادى القرن وكان خير قدوة للاعبين الذين اقتدوا به ووصلوا لمراتب عالية من السير وراء هذه الشخصية الكبيرة. هو محمود مختار التتش الابن الثالث لمحمد رفاعى الحكيم بمستشفى الإسكندرية حينذاك وهو أسطورة من أساطير الكرة المصرية ولد عام 1906 بالإسكندرية، وبدأ مسيرته الكروية وهو يبلغ الثامنة من عمره فى فريق مدرسة محمد على الابتدائية بميدان السيدة زينب، بعد انتقال أسرته من الإسكندرية إلى القاهرة وكان أصغر لاعبى فريق المدرسة سنا وجسما بل كان أمهرهم أيضا لما يملكه من مهارات كبيرة، ونجح فى التتويج مع مدرسته بكأس المدارس، وعقب انتهائه من المرحلة الابتدائية انتقل إلى المدرسة السعيدية الثانوية، وشارك فى فريق الكرة الذى يمثلها أيضا لم يتعرض فريقها لهزيمة منذ انضمام مختار التتش لها، حتى تخرج وحصل على شهادة البكالوريا والتحق بكلية الحقوق . لقب التتش يرجع لقب مختار بالتتش إلى اللورد لويد المندوب السامى البريطانى فى مصر آنذاك، وكلمة التتش تطلق على لاعب السيرك الصغير الحجم السريع الحركة، الذى يبهر المشاهدين بحركاته وقفزاته ومرونته. كان اللورد لويد لاعب كرة قدم قديما، ولذلك كان يحرص على متابعة مباريات كرة القدم فى مصر، وعندما شاهد مختار يلعب أعجب به إعجابا شديدا، حتى أنه كان يخبر جلسائه بأن تحكم قدم التتش بالكرة أفضل من تحكم يدى اللورد بالبرتقالة، وكان كلما يقابله يبادره بقوله (هاللو تتش). طريقه إلى النادى الأهلى جاء انضمام محمود مختار التتش للأهلى بعد اكتشافه من اللاعب القديم محمود مرعى، وانضم للفريق الأول بالأهلى عام 1922 حتى اعتزل 1940 حقق خلالهما تاريخا كبيرا، بل إن هذه الفترة تمثل العصر الذهبى للكرة المصرية، وكانت أولى مبارايته مع القلعة الحمراء أمام نادى الطيران الإنجليزى، وانتهت بفوز الأحمر 2/1 وأحرز مختار التتش هدف التفوق للأهلى. مشواره مع المنتخب قاد مختار التتش المنتخب المصرى للحصول على المركز الرابع فى دورة أمستردام الأولمبية عام 1928، وتم اختياره بين أعظم 11 لاعبا فى العالم، عقب إحرازه لهدفين فى المباراة التاريخية بين مصر والبرتغال، وانتهت بفوز مصر 2-1، وشارك فى ثلاث دورات أولمبية الأولى دورة الألعاب الأولمبية الثامنة بباريس 1924م، والتى جاءت فى توقيت يواكب توقيت موعد امتحان شهادة الكفاءة فى مصر، فكان على مختار إما التضحية بالشهادة أو بالسفر وقيادة منتخب مصر فاختار مختار التتش السفر مع الفريق ولكن والده رفض خوفا على مستقبله، ووصل الأمر إلى رئيس مجلس الوزراء الزعيم سعد زغلول باشا، الذى أصدر قرارا بمشاركة محمود التتش مع الفريق على أن يتم إرسال أوراق الامتحان إلى المفوضية المصرية لكى يؤدى الامتحان هناك . اعتزال التتش قرر مختار التتش اعتزال كرة القدم وهو فى أوج مجده عام 1940م، وحاول الكثيرون من الرياضيين والصحفيين والمشاهير إثناءه عن قراره، ولكنه فضل أن تبقى ذكراه وهو فى أفضل حالاته، رغم أن بعض أصدقائه لجأوا إلى أم كلثوم لإثنائه عن قراره، ولكنه تمسك بالاعتزال. بعد اعتزال التتش مارس لعبة الهوكى كهواية وأشرف على كرة القدم بالنادى الأهلى، وتولى منصب سكرتير عام اللجنة الأولمبية المصرية من عام 1956م وحتى عام 1959م. وفى العام 1965م كرمه الرئيس جمال عبد الناصر، ومنحه وسام الرياضة من الطبقة الأولى. مبادئ وأخلاق التتش ومثلما كان محمود مختار لاعبًا يضرب به المثل فى موهبته ومهاراته، يضرب به المثل حتى اليوم فى المبادئ والأخلاق . ولعل أبرز سمات شخصية "التتش" هى حبه الشديد للرياضة ولكرة القدم، وإنكاره الدائم لذاته، فكان يردد دائمًا بأن الفريق هو الذى يكسب المباراة وليس اللاعب، وهذا فى وقت كانت فردية الأداء تظهر جلية، وتجذب الجماهير، وقد أجمعت دوائر الكرة فى عصر التتش على أنه كان يتمتع بثلاث صفات : الهواية ، واللياقة ، والأخلاق . مساهماته فى الرياضات الأخرى قد ساهم التتش فى تأسيس الاتحاد المصرى للبلياردو، وبدأ نشاط الاتحاد المصرى عام 1944، ولم تكن اللعبة تمارس بالنادى فى ذلك الوقت، بعد بيع طاولات البلياردو فى الثلاثينات، كما أدخل التتش رياضة الهوكى فى النادى الأهلى عام 1936.