أحمد إبراهيم عامر الجمهورية الإسلامية الموريتانية الدولة العربية الواقعة أقصى الغرب الإفريقى على شاطئ المحيط الأطلسى توازى مساحتها مساحة مصر تقريبا، حيث تبلغ مليون كيلو متر ولديها حدود مع أربع دول هى: المغرب والجزائر من الشمال ومن الشرق مالى ومن الجنوبالسنغال. وتتكون التضاريس فى موريتانيا أساسا من سلاسل جبلية وأحواض صخرية وسهول رملية تمتد على مساحات شاسعة، جعلت من السهل تحولها إلى أوكار للإرهاب.
فقد تحولت صحراء "المجابات الكبرى" بين موريتانيا ومالى والجزائر إلى قاعدة خلفية للجماعات المسلحة الإرهابية، فصحراء "المجابات الكبرى" منطقة وعرة، تمتد فى أفق لا محدود على شكل أمواج رملية تحيل إلى سلاسل جبلية طويلة، لا أثر فيها للحياة. وتعتبر واحدة من أخطر مناطق العالم، ففيها يجول خليط من مجموعات متعددة الأهداف والأشكال، يجمعهم قاسم مشترك هو الخروج على القانون، فهناك تنتشر الجماعات الإسلامية المسلحة التابعة لتنظيم "القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي"، وهناك أيضا ينشط مهربو وتجار المخدرات وعصابات مهربو البشر. تحولت موريتانيا تدريجيا فى السنوات الأخيرة إلى بؤرة ساخنة للنشاط الإرهابى فى منطقتى المغرب العربى والساحل الغربى الإفريقي، خصوصا بعدما زاد نشاط تنظيم "القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامي"، والذى كان يعرف سابقا باسم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وزاد الخطر الإرهابى بشكل لافت خلال عامى 2013 و2014، مع بداية ظهور تنظيم الدولة داعش فى شمال إفريقيا خصوصا فى ليبيا. فقد أعلنت جماعة "المرابطون" الموريتانية المسلحة، فى مايو من هذا العام، مبايعتها لأمير تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي. وبررت الجماعة مبايعتها للبغدادى فى تسجيل صوتى بأنها "امتثال لأمر الله تعالى، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم"، وما وصفته ب"نبذ الفرقة والاختلاف". وذكرت وكالة الأخبار الموريتانية أنه وقع تسمية أمير جديد لجماعة "المرابطون" الناشطة فى منطقة الساحل والصحراء، هو عدنان أبو الوليد الصحراوي، وهو أول أمير يعلن عنه تنظيم داعش بشكل رسمى فى موريتانيا. و جماعة "المرابطون" تكونت من اندماج جماعتى "التوحيد والجهاد فى غرب إفريقيا"، وجماعة "الملثمون" الإسلامية التى أنشأها الإرهابى الجزائرى مختار بلمختار، فى بداية عام 2013 قبل سفره إلى ليبيا ليلتحق بتنظيم الدولة بمدينة درنه، مما يؤكد خطط تنظيم الدولة للتوسع فى العمق الإفريقى خصوصا فى دول جنوب المغرب العربى، وتمدده فى مالى والنيجر عن طريق عقد تحالفات مع جماعة "بوكو حرام" كما كشفت شبكة فوكس نيوز الأمريكية فى تقرير لها أن كلا من تنظيم الدولة والقاعدة وبوكو حرام، يستخدم معسكر تدريب موجود على الأراضى الموريتانية يوجد فيه بضع عشرات من الغربيين المتطوعين فى صفوف هذه الجماعات. تقرير القناة الأمريكية حمل عنوان: "الجهاديون يثورون فى رواق الموت بموريتانيا" . وقد جاء فى التفاصيل أن الوضع فى موريتانيا على شفا الانفجار وأن قليلين هم من يتحدثون عن هذا الوضع، مضيفا أن حوالى ثمانين شخصا من الولاياتالمتحدة وكندا وأوروبا بما فى ذلك فرنسا يتلقون تدريبهم فى هذه المعسكرات. وذكر التقرير أن قرية "معط مولانا" هى أحد الأماكن التى يتم فيها تدريب الغربيين وتأهيلهم للالتحاق بالجماعات الجهادية. عبر الصحراء الموريتانية تتم عمليات تهريب للسلاح من جميع الأنواع إلى داخل البلاد ومنها إلى دول الجوار، جماعات مسلحة على مدار سنوات احترفت العمل فى عمليات تهريب السلاح والمخدرات، وأصبحت جزءا من عصابات التهريب الدولية التى بدأت فى تعاون مباشر مع تنظيم داعش، عبر أميرها عدنان أبوالوليد الصحراوى ليتم نقل السلاح المهرب لمقاتلى التنظيم إلى دول الجوار خاصة الجزائر والمغرب. وقد أعرب عدد من الخبراء الأمنيين فى الجزائر والمغرب فى كثير من التصريحات عن قلقهم من تدفق الأسلحة عبر الحدود المترامية غير المراقبة، والفاصلة بين موريتانيا وكل من المغرب والسنغال ومالى والجزائر، وذلك لأن التحكم فى أراض شاسعة كالأراضى الموريتانية ليس بالأمر السهل، فى ظل تزايد نشاط تهريب الأسلحة فى المغرب العربي، خصوصا بعد الحرب الأخيرة فى مالى التى ترتبط معها موريتانيا بحدود برية هى الأطول لكلا البلدين، تزيد على 2200 كيلومتر معظمها يقع فى صحراء قاحلة وعرة المسالك والطرق، فضلاً عن كونها سوقا مهمة لتجارة الأسلحة، تمثل موريتانيا معبراً رئيساً لتجارة السلاح فى منطقة الساحل. فى الشهر الماضى أحبطت وحدة عسكرية جزائرية على الحدود مع موريتانيا محاولة تهريب كمية كبيرة من السلاح، وتم اعتقال مسلحين من جنسيات جزائرية وموريتانية، اعترفوا بصلتهم بتنظيم داعش، إذ أسفرت العملية عن مصادرة كمية كبيرة من الذخائر الحربية، وفقاً لتصريحات أمنية جزائرية كما ذكر بيان الأمن الجزائرى، أن مهربى الأسلحة ممن يتم ضبطهم ينحدرون من تشاد ومالى وموريتانياوالنيجروالجزائر ونيجيريا والسينغال وليبيا وبوركينا فاسو. فيما تؤكد تقارير أمنية مغربية وجزائرية أن الأسلحة التى تهرب إلى الجزائر والمغرب تمر عبر عدة منافذ من موريتانيا، واعتبرت التقارير أن محور النيجر- موريتانيا مروراً بمالى هو أخطر محور لتهريب السلاح فى المنطقة.