هاني شنودة : الفرقة تعبر عن حالنا ولا تقدم ما يتعارض مع تقاليدنا - إسلام عطية: نعتبر أنفسنا امتدادا لمطربي الفرقة الأوائل وتطويرا لما كانوا يقدمونه
- محمد توت: وجودي بالفرقة يحملني مسئولية كبيرة لأنها صاحبة تاريخ ط سارة الهواري: أحلم بأن أسهم في تحقيق السلام بغنائي مع « المصريين»
«ماشية السنيورة »، «ما تحسبوش يا بنات أن الجواز راحة»، «ماما ستو» ، «بلاش تعقيد»، «الشوارع حواديت»، «غنوا للحياة»، لم تكن مجرد أغنيات ارتبطت بفرقة «المصريين»، بل ظل الكثيرون يرددونها لسنوات طويلة وحتى اليوم، وزاد تعلقهم بها مع عودتها إلى الحياة من جديد بعد توقفها لسنوات ، ومع احتفال الفرقة بمرور 38 عاما عليها، كان لابد ل«الأهرام العربي» أن تشاركهم هذه الفرحة فكانت هذه الجولة مع الفرقة في ثوبها الجديد.
بالطبع بدأنا اللقاء بمؤسس الفرقة الموسيقار هاني شنودة، الذي تحدث عن قصته مع فرقة المصريين قائلا: قبل هذه الفرقة، كان لدي فرقة غربي، أسستها مع اختفاء الفرق الأجنبية من الساحة الغنائية والتي انسحبت لتحدث فراغا فنيا، كما حدث مع المرشدين الأجانب عندما انسحبوا من قناة السويس، فكان لابد أن نحل محلهم ونسد هذا الفراغ، فقمنا بتكوين فرقة غربي حققت نجاحا كبيرا، ولكن مع رغبة الكثيرين من الشباب المتابعين في أن تكون لنا فرقة مصرية عربية، كما هى الحال في العديد من الدول، فالإنجليز لديهم البيتلز، والأمريكان عندهم البيتش بويز، بدأت التفكير فيها ولكني كنت مترددا جدا، وهو ما كشفته في جلسة جمعتني بالأديب العالمي نجيب محفوظ، فقد سألني عن السبب في عدم تقديمنا أغاني باللغة العربية، فأبديت له تخوفي الشديد من ذلك لوجود فرق كبير في شكل وطريقة تقديمنا للأغاني الأجنبية عن الشكل المعتاد للأغاني العربية، فإذا به يقول «لا تبدل شهوة العمل بشهوة الكلام» واختر الطريقة التي تراها الأنسب ولا تخش من التخوفات، ثم جاء المطرب عبد الحليم حافظ، الذي كان دائم الحرص على متابعتنا كفرقة غربي، وكثيرا ما كان يقف إلى جواري وأنا أعزف على الأورج، وذات يوم أخبرني بأنه اشترى أحدث أورج،ويريد أن أراه وعندما ذهبت إليه، سألني ما إذا كنت أستطيع عزف أي من أغانية، وما إن عزفت له «أهواك» بتنويعات مختلفة باعتباري ماهرا في الهارموني، حتى وجدته يطالبني بتكوين فرقة من 4 أفراد كفرقتي الغربي للعمل معه، وبالفعل تم ذلك وضم لنا ثلاثة آخرين من فرقة الماسية، وهم هاني مهني كعازف أورج، مختار السيد أوركورديون، حسن أنور كعازف رق، وبعد العديد من البروفات قدمنا أول حفلة، ومع نجاحها كشف لي بأنه ينوى بهذه الفرقة أن يلف العالم كله، ولكن القدر لم يسعفه ومات. وعن قصة اختيار اسم «المصريين» كشف شنودة قائلا: قد لا يعلم الكثيرون أن أحد المنتجين كان يريد أن يطلق عليها فرقة «المجانين» متأثرا بمسميات الفرق التي كانت تظهر في الأفلام، حتى كتب عنا الصحفي محمد قابيل في مجلة» أكتوبر» وكان عنوان مقالته» المصريون قادمون» ، فأعجبنا هذا الاسم ووجدناه الأفضل، ونجحت الفرقة بشكل كبير بعد أن قدمنا عدة البومات.
فريق الأحلام وبرغم النجاح الكبير الذي حققته الفرقة وانتشار أغانيها في كل مكان، لكنها توقفت بعد سنوات من التألق، وعن سر توقفها أوضح الموسيقار هاني شنودة بأن الاعتزال بسبب الزواج كما حدث مع نجمة الفرقة وقتها إيمان يونس، ثم اعتزال المطربة منى عزيز التي خلفتها بسبب زواجها وسفرها إلى سويسرا، علاوة على وفاة مطرب الفرقة تحسين يلمظ وشاعرها صلاح جاهين، الذي كتب أغلب أغاني الفرقة، عندها قررت التوقف لأحافظ على اسم «المصريين» وابتعد به عن الشبهات.حتى عندما عثرت على صوتين جميلين هما نور قدري وياسمين جمال قدمتها باسم فريق «الأحلام» ، لينشغلا بعد ذلك بالتمثيل بعد شهرتهما من خلال الفريق ، ولم أعد إلى اسم «المصريين» إلا بعودة إيمان يونس التي حمستني لإحياء الفرقة مرة أخرى ، ولكن بشكل جديد يجمع بين الخبرة والدماء الجديدة. وعما إذا كانت معاييره اختياره قديما اختلفت عن الآن قال: في الماضي كنت أختار الصوت دون إعطاء الاهتمام الكافي للشكل، لكني الآن أركز على اختيار النجم «صوتا وشكلا»، ولكن فيما يتعلق بالأشعار فلم تختلف طريقتي، فأنا ضد أي كلام يتعارض مع عاداتنا وتقاليدنا أو يمس الأديان. وعن اعتماده على تقديم أغاني الفرقة القديمة قال: اعتمد على القديم والجديد معا، خصوصا مع تطور التكنولوجيا واستخدامها في إعادة الأغاني القديمة بشكل يعطيها بريقا جديدا، كما نقدم الجديد فلا يمكن أن ننفصل عن واقعنا.
نجوم قادمة شباب الفرقة كما يقولون «زى الورد»، عندما استمعت إليهم في اللقاء الذي جمعني بهم وبالأب الروحي لهم الموسيقار هاني شنودة، وجدت أمامي مواهب يمثلون نجوما قادمة سوف تضيء سماء الفن إذا واصلوا الرحلة مع الغناء، خصوصا أن بعضهم لا يزال طالبا وأمامه المستقبل طويل كما هى الحال مع إسلام عطية فهو يدرس حاليا بالسنة النهائية بكلية التجارة جامعة القاهرة وعن قصته مع فرقة المصريين قال: كنت أسمع عن الفرقة ولكن لم تكن لدي الجرأة في التقدم لها، حتى شجعني على ذلك أحد أصدقائي عندما أبلغني بأن الموسيقار هاني شنودة يؤسس لكورال جديد، وجاء معي، وبالفعل تم ضمي للكورال ثم اختياري لأكون عنصرا رئيسيا في فرقة المصريين، وقد تعلمت كثيرا على يد الموسيقار هاني شنودة الذي اعتبره أبي الروحي، وأسعى أِنا وباقي أعضاء الفرقة أن نعيد البريق مرة أخرى إلى فرقة «المصريين»، كما كانت في عهدها الذهبي، ونحن لسنا منفصلين عن أعضاء الفرقة القدامى، ولكننا نعتبر امتدادا لهم وتطويرا لما كانوا يقدمونه. وإذا كان إسلام في نهاية المرحلة الجامعية فإن أحمد سيد قد التحق بالفرقة وهو لا يزال طالبا في المرحلة الثانوية وحاليا في السنة الأولى من المرحلة الجامعية، حيث يدرس إدارة أعمال، وعن قصته مع «المصريين» قال: لقد شاركت من قبل في برنامج «أرب أيدل» ووصلت لنصف النهائيات، ومن خلاله عرفني الكثيرون، وذات يوم وجدت الموسيقار هاني شنودة في أحد الكافيهات، ولأني قرأت كثيرا عنه وعن فرقته، اقتربت منه وأسمعته صوتي فاخبرني بأنه يقوم بتكوين كورال المصريين، وأنه أعجب بصوتي، ومنذ ذلك الوقت أصبحت عضوا بالكورال وعندما تم إلغاؤه اختارني لأكون بالفرقة، ومعها طفت أغلب محافظات مصر، واعتبرها مرحلة مهمة في حياتي ويكفيني شرفا أن أتخرج فى المدرسة التي خرج فيها محمد منير، وأسعى لأن تكون لي منطقة متميزة في الغناء لا تنتهي بموتي بل تستمر بعدي، وخصوصا في الأغاني التي تبنى الوطن وتعبر عن الشباب. وهنا تلتقط سارة مدحت طرف الحوار قائلا: أنا خريجة فنون تطبيقية ودرست فوكاليز في الأوبرا، وشاءت الظروف أن التقي المطربة إيمان يونس ، فضمتني لفريق الكورال، وعندما سمع صوتي الموسيقار هاني شنودة جعلني عنصرا أساسيا في الفرقة، وكان ذلك بمثابة شهادة منه لصوتي، والتي أعتبرها أهم عندي من الأربعة أصوات التي يحصل عليها أي متسابق في برامج المواهب التي تجرى حاليا وتحظي بشهرة إعلامية كبيرة. مسئولية كبيرة وانضمت لنا سارة الهواري والتي قالت: أنا أدرس محاسبة في كلية علوم إدارية، وبالمصادفة وأثناء وجودى في الجيم سمع صوتي أحد المدربين، فطلب منى أن أذهب لكورال المصريين وكان ذلك من نحو 4 سنوات، وما إن استمعت لي المطربة إيمان يونس حتى رحبت بي وضمتني للكورال، وخلال تواجدي معهم تعلمت الكثير خصوصا أني أغني بأربع لغات، وعندما عادت فرقة «المصريين» فوجئت باختيار الموسيقار هاني شنودة لي كعنصر أساسي بالفرقة، وعرفت أنه كان يراقب تقدمي في التدريب، وبرغم تقديمنا للأغاني الحديثة، فإننى عاشقة جدا لأغاني الفرقة القديمة وأعتبرها تاريخا لا يمكن تجاهله، فلم أغني أغنية منها وشعرت أنها غريبة عنى، فهي صالحة لكل عصر، وكل أحلامي أن اغني من خلال الفرقة للسلام الذي أتمنى أن يسود السلام العالم وأن أسهم فيه بموهبتي. أما وجدان فتقول: أنا حاصلة على ليسانس آداب قسم إعلام، ودرست بمعهد الموسيقى ثم كورسات فوكاليز وأثناء ذلك تعرفت على الدكتورة إيمان يونس، التي ما أن سمعت صوتي حتى ضمتني لكورال هاني شنودة الذي كسبت ثقته بعد مشوار طويل من التدريب، لدرجة أننى في أول حفلة لي مع الفرقة فوجئت به يحملني مسئولية أن أغني أغنيتين وليست واحدة كما حدث مع غيري، وبالطبع أعتبر وجودي مع المصريين شرفا كبيرا. ومن الشباب الواعد محمد توت الذي قال: حاليا أدرس بكلية الحقوق بجانب ما أقوم به من دراسات في الموسيقى العربية، وقد بدأت علاقتي بالفرقة عندما تقدمت لأنضم لكورال المصريين ، وظللت أتدرب معهم لمدة عامين حتى تم إلحاقي بفرقة «المصريين» ،التي لا أسعى معها إلى الشهرة بقدر أن أصبح مطربا « شاطرا «، لذلك دائما أحاول تطوير نفسي لأجيد اللونين الشرقي والغربي، وأن تكون لي طريقة غناء مختلفة، خصوصا أني أعتبر وجودي في الفرقة مسئولية كبيرة ، لأنها صاحبة التاريخ الطويل الذي لا يجهله أحد.