أكد الباحث الأثرى سامح الزهار، أنه فى ضوء الأحداث التى تجرى على الساحة السياسية للبلاد يجب على المصريين جميعا أن يدركوا خطورة الوضع الحالى وأن يقوموا بنبذ العنف واللجوء إلى التهدئة للعبور بمصر إلى بر الأمان. وقال الزهار فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة: إن المصريين على مر التاريخ كانوا يتميزون بحسن الخلق واحترامهم للعادات والتقاليد، مشيرا إلى مقولة أن " الذوق مخرجش من مصر" والتى يرجع أصلها إلى عصر المماليك من قرابة 763 عاما. وأضاف أن المقصود بالذوق فى تلك الجملة ليس حسن الأدب ورفعة الخلق ، وما ورثه المصريون من عادات و تقاليد محترمة، وإنما رجل يدعى " حسن الذوق" وهو كان رجلا صالحا محترما عاش إبان فترة الحكم المملوكي في مصر، كما ذكرت أغلب المصادر. وأشار إلى أن " حسن الذوق " كان تاجرا من تجار منطقة الحسين ، ومن فتوات المحروسة، ولكن بالمعني الشعبي، فهو الرجل القوي ذو العقل الزين والخلق الكريم، وكان دائما يتحاكمون لديه لفض المنازعات والخلافات التي تقوم بين اهالي المحروسة. وأوضح أنه ذات يوما نشبت مشاجره كبيره بين فتوات المنطقة و حاول "حسن الذوق " أن يتدخل لفضها و الصلح بين المتشاجرين، ولكنها كانت المرة الاولي التي يفشل فيها في الصلح بين المتخاصمين، ووصل الامر إلى الحاكم الذي قضى بأن يوضع الفتوات في السجون فاستشعر الذوق حرجا شديدا ، وأحس أن مكانته قد تهاوت وقرر الخروج من مصر ،ولم يعلم إلى أين يتجه ولكنه لم يتحمل ألم فراق وطنه، وسقط متوفيا فور مروره من " باب الفتوح " . وذكر الباحث الأثرى أنه عقب ذلك تجمهر أهل المحروسة، و قد حزنوا على فراقه حزنا شديدا، و قرروا أن يدفنوه مكان سقوطه، وبالفعل تم دفنه خلف الحجاب الخشبي لباب الفتوح، ودهنوا ضريحه باللون الأخضر، واعتلى هذا الضريح قبه خضراء صغيره يعلوها هلال ذهبي، مشيرا إلى أن تلك القبه يمكن رؤيتها للمارة عند الدخول والخروج من باب الفتوح، وعليها كتابات باللون الأسود أعلى الباب نصها (ضريح العارف بالله سيدي الذوق).