أ ش أ رصداليوم الجمعة مرصد الفتاوى التكفيرية والمتطرفة بدار الإفتاء المصريةقيام تنظيم منشقي القاعدة "داعش" بتوزّيع كتيب على المواطنين في الموصل, يعلن فيه جميع الدول العربية, عدا العراق وسوريا, "دولاً غير إسلامية", ويعلن فيه وجوب هجرة جميع المسلمين, والانضمام إلى "أرض الخلافة", باعتبارها مركزا للهجرة والجهاد. أكد المرصد, فى بيان له اليوم, أن هذا "الكتيب" يأتي في إطار حملات التنظيم لجذب المزيد من المقاتلين تحت رايته, ومحاولة منه لكسب رضاء المواطنين, وضمان ولائهم في المناطق الواقعة تحت سيطرته, وزرع الشقاق وضرب الاستقرار في الدول العربية وصولاً إلى هدم وتقويض الدول القائمة لتحل محلها الجماعات والحركات التكفيرية التي تعيث في الأرض الفساد, , مشيرًا إلى أن التكفير قطعا يُفضي إلى التناحر والتفرق, ليس فقط بين أبناء الأمة الواحدة, بل بين أبناء الأمم والحضارات الإنسانية المتباينة, وهو خطر داهم يستتبعه استحلال دماء وإزهاق أرواح, الأمر الذي حرمته الشريعة الإسلامية أشد تحريم. أضاف البيان :أن الإسلام قد جاء زاجرا عن الغلو والتكفير, ومانعا من الولوج إلى هذا المرتع الوخيم, والمسلك المشين, لذلك تضافرت أدلةالشرع الشريف على وجوب الاحتياط. وصف البيان قول هؤلاء إن المناطق الواقعة تحت سيطرتهم هي أرض الخلافة ومركز الجهاد, أنه تدليس في القول وتلبيس على الناس, فما من أرض دخلوها إلى وعاثوا فيها الفساد والقتل والتشريد, بل هم يقتلون المسلمين ويشردونهم بأضعاف ما يفعل غير المسلمين بهم, فهم لم يدفعوا بما ادعوه من جهاد عن المسلمين عدوًّا, بل جرُّوا عداوة الأمم على المسلمين واستعْدَوْهم عليهم, وزادت الأمة بما يفعلونه ضعفا. أوضح المرصد أن ما يقوم به تنظيم منشقي القاعدة "داعش" من أعمال إرهابية وتخريبية, وما يُلحقه بالمسلمين من مفاسد في مشارق الأرض ومغاربها; إنما هو تُكَأَة وذريعةللتدخل في الشئون الداخلية للبلاد العربية والإسلامية والتسلط عليها واستغلال خيراتهاوانتهاب مواردها بحجة ملاحقة الإرهاب أو المحافظة على المصالح الاقتصاديةأو تحرير الشعوب. أشار إلى أن تنظيم منشقي القاعدة قد تفوق على باقي التنظيمات التكفيرية في مساحة التكفير, حيث ضمت دولا بأكملها, وشعوبا بتنوعاتها وأطيافها, وهو ما يُعد كذبًا على الله في الحكم, وتهافتهم في التكفير إنما دلالته أنهم أصحاب ضحالة في العلم, وقِلّة في الفهم, ومرض في القلب, وخطأ في منهجي الطلب والتّحصيل, وهدما لمقاصد الشريعة ومعانيها السامية, والتي أجمع العلماء قديما وحديثا أن مدارها على جلب المصالح وتكميلها ودرء المفاسد وتعطيلها. حذر المرصد من التجاوب أو الاستماع إلى تلك الأكاذيب والأباطيل, مؤكدًا أن من أعان هؤلاء على تحقيق مقصدهم وبلوغ مأربهم بأفعاله الخرقاء فقد فتح على المسلمين وبالاً وشرًّا, وفتح للتسلط على بلاد الإسلام ثغرًا, وأعان على انتقاص المسلمين وضعف قوتهم, وتقويض دولهم ومجتمعاتهم, وهذا من أعظم الإجرام.