أ. ف. ب. توفي الشاعر اللبناني سعيد عقل، احد اعمدة الادب اللبناني، اليوم الجمعة عن مائة وسنتين، تاركا رصيدا غنيا من الشعر والنثر والقصائد المغناة، ومواقف فكرية وسياسية اثارت جدلا. نقلت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية صباح الجمعة خبر وفاة الشاعر المولود في مدينة زحلة شرق لبنان في تموز/يوليو من العام 1912، والذي اثرى الادب اللبناني والعربي بالشعر والمسرح، وكانت له اسهامات صحافية منذ اكثر من سبعين عاما. تميز بلغته العربية الجميلة، وكان يغوص في عمق اللغة باحثا عن كنوزها وجمالياتها، وكان شاعرا يؤمن بسلطان العقل وقد وصل بالقصيدة العمودية الكلاسيكية الى اعلى المراتب. قال هذا الشاعر المعروف باعتزازه الكبير بنفسه يوما "في شعري شيء من الرمزية لكن شعري اكبر من ذلك، يضم كل انواع الشعر في العالم، هؤلاء الذين يصدقون انهم رواد مدرسة من المدارس ليسوا شعراء كبارا، الشعراء الكبار هم الذين يجعلون كل انواع الشعر تصفق لهم". تعددت مواضيع اعماله بين الغزل الرفيع والمشاعر الوطنية والتأملات. من دواوينه "قصائد من دفترها" و رندلى" و"دلزى" و"اجمل منك؟ لا". وقد اصدر ايضا كتاب "لبنان ان حكى" الذي يتطرق الى امجاد لبنان باسلوب قصصي اضافة الى عدد من المسرحيات والملاحم الشعرية. ويحتل ادب سعيد عقل مكانا متقدما في المناهج التعليمية اللبنانية. كما ان كبار المغنين اللبنانيين تغنوا بأشعاره ابرزهم فيروز التي غنت له من الحان محمد عبد الوهاب "مر بي"، ومن الحان الاخوين رحباني قصائد عدة اشهرها ما يتغنى بالقدس والشام ومكة، قد يكون اشهرها على الاطلاق "زهرة المدائن" و"سيف فليشهر" (القدس في البال). وغنت له فيروز ايضا "يارا" و"بحبك ما بعرف" و"امي يا ملاكي". لكنه كان صاحب مواقف اثارت جدلا منها ترحيبه باجتياح اسرائيل للبنان في العام 1982، ودعوته لها القضاء على الفلسطينيين، واعتباره لبنان فينيقيا لا ينتمي الى المحيط العربي، ودعوته للتخلي عن اللغة العربية الفصحى واعتماد اللهجة العامية كلغة قومية لبنانية، وقد وضع "الابجدية اللبنانية" التي تكتب بحروف لاتينية. واثارت مواقفه هذه جدلا واسعا في بلد لطالما عاش على ايقاع الانقسامات السياسية والتوترات الطائفية. واثير هذا الجدال مجددا على مواقع التواصل الاجتماعي فور الاعلان عن نبأ الوفاة. تداول بعض مستخدمي موقع فيسبوك عبارات لسعيد عقل رحب فيها بمجزرة صبرا وشاتيلا في العام 1982، وفيديو على موقع يوتيوب يرحب فيه بالغزو الاسرائيلي للبنان، فيما تداول آخرون صورا وأبياتا شعرية واقوالا له معبرين عن حزنهم على هذه الخسارة الادبية. أما على المستوى السياسي، فقد تقاربت ردود الفعل في نعي سعيد عقل. وبدأت ردود الفعل تتوالى مع تغريدة لرئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الدين الحريري عبر خدمة تويتر قائلا "لبنان والعرب خسروا اليوم احد عمالقة الشعر. رحم الله سعيد عقل" ومن المعلقين ايضا الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الذي كتب في تغريدة "شاعر وكاتب كبير من لبنان يرحل اليوم .انه سعيد عقل". اضاف جنبلاط "يبدو ان هذا الاسبوع هو اسبوع رحيل الكبار". وخسر لبنان في اليومين الماضيين المغنيتين صباح عن 87 عاما، ونهوند عن 81 عاما.