عماد بركات – المعتصم بالله حمدى يبدو أن الوسط الإعلامى المصرى، خصوصا التليفزيونى لا يهدأ، وتظل التحالفات الإعلانية والمصالح الخاصة هى المسيطرة على الشاشات المصرية، فبعد توقيع مذكرة تفاهم وتعاون بين «مجموعة MBC» و»اتحاد الإذاعة والتليفزيون» فى العديد من الجوانب الإعلامية، منها الجانب البرامجى وصناعة المسلسلات والأفلام السينمائية، كما تطرقت الاتفاقية فى جانبها التسويقى إلى التعاون والتنسيق بين الطرفين فى بعض مجالات التسويق الإعلامى والإعلانى المسموع والمرئى، وبعد أقل من 24 ساعة شنت باقى الفضائيات المصرية الخاصة مثل ال CBC والنهار والتحرير وغيرها هجوما حادا على درية شرف الدين، وزيرة الإعلام، التى أثنت على هذا التعاون، وأكدت أن تبادل الخبرات الفنية والإعلامية بين الكيانات الكبرى فى مجال الإعلام سيسهم فى تطوير هذه الصناعة فى العالم العربي، ووضعها فى المكانة اللائقة التى تستحقها. أما عصام الأمير، رئيس «اتحاد الإذاعة والتليفزيون» فلم يسلم من الانتقادات وبرغم ذلك فقد أكد أن الاهتمام بتنمية وتطوير صناعة الإعلام والارتقاء بالكوادر البشرية من أبرز ما يميز مذكرة التعاون الجديدة، التى من المنتظر أن تنعكس إيجابا على المشاهد المصرى والعربى بما ستحققه من إضافة نوعية للمحتوى الإعلامى بأشكاله المختلفة. وأوضح أن التعاون لا يقتصر على MBC فقط، ولكن يشمل عددا من المؤسسات الإعلامية الكبيرة مثل هيئة الإذاعة البريطانية BBC التى سيحدث تعاون معها فى مجال التبادل البرامجى وتبادل الخبرات، وتم الاتفاق على إعادة بث بعض برامج ال بى. بى. سى العربية وما زالت هناك مباحثات حول التعاون مع BBC Media Action، بالإضافة إلى توقيع عقد بث برنامج المجلس الثقافى البريطانى Selector على موجة إذاعة البرنامج الأوروبي. محمد عبدالمتعال، مدير عام قناة «MBC مصر»، أشار إلى أن «MBC» كانت وستظل دائما شريكا فاعلا وداعما لصناعة الإعلام فى مصر، وحريصة على توطيد أطر التعاون مع شركاء وصناع الإعلام، وبما يقدم للمتلقى المصرى خدمة إعلامية متنوعة ومميزة. ورفض عبدالمتعال التعليق على هجوم الفضائيات الخاصة على الاتفاقية، مؤكدا أن بنود الاتفاقية واضحة وكل ما يقال من افتراءات فى هذا الشأن غير منطقى على الإطلاق. سامى الشريف رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون الأسبق شدد على أن الاتفاقية التى أبرمتها وزيرة الإعلام مع مجموعة MBC للتعاون البرامجى بين الجهتين لا أحد يعلم البنود التى تضمنتها. وتساءل: هل يجوز للتليفزيون فى دولة كبرى مثل مصر الذى يضم العديد من القنوات والإذاعات توقيع بروتوكول مع قناة خاصة تحت أى مسمى؟ وطالب رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق بعرض هذه الاتفاقية على رئيس مجلس الوزراء قبل إعلانها، لأنها تمس الأمن القومى المصرى، مشيرا إلى أن التليفزيون المصرى يضم عددا كبيرا من الكفاءات المتميزة وتراثا ضخما تطمح كل الجهات الإعلامية للحصول عليه. وقال الدكتور حسن عماد مكاوى عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة إن الإعلام يمارس دورا مهما فى المجتمعات الحديثة، وقال لا يمكن تخيل مجتمع حديث، إلا وتكون وسائل الإعلام تمارس فيه دورا كبيرا، فيما يتعلق بكشف مواطن الفساد، من أجل التصويب والتصحيح، والارتقاء بالمجتمع، كما أن أى قائد سياسى لا يمكن أن يحقق شعبية إلا بوسائل الإعلام، والجمهور يحتاج الإعلام ليعرف ما يحدث. وأوضح أن التحالفات القائمة الآن بين القنوات الخاصة هى أساسا ضد التليفزيون الحكومى المصري، مشددا على أن الزوبعة التى حدثت على التليفزيون المصرى هدفها إسقاطه لصالح القنوات الخاصة ومنع الإعلانات عنه. وأشار إلى أن الإعلام العالمى بصفة عامة يتجه فى الفترة الأخيرة إلى التكتلات والتحالفات، وقال التكتلات أصبحت شيئا طبيعيا فى العالم كله، والأسماء الصغيرة إذا لم تتوحد وتتكاتف ستكون مطمعا لتيارات أخرى. وأكد أن ما صاحب اتفاقية اتحاد الإذاعة والتليفزيون و»مجموعةMBC « لا يزيد على كونه افتعالا للمعارك، مشيرا إلى أن النظام الإعلامى تم الانقضاض عليه بعد ثورة 25 يناير، وقال: الإعلام الخاص متكتل ومتحالف فى مواجهة الإعلام الرسمى الحكومى، وهذه التحالفات كلها تهدف إلى منع التليفزيون المصرى من الحصول على الإعلانات. وقال إبراهيم الصياد، عضو لجنة تقييم الأداء الإعلامى للانتخابات الرئاسية إننا نعيش عصر الإعلام، وهو يشكل دورا مؤثرا فى حياتنا، لأنه الأداة الرئيسية فى تشكيل الرأى العام، مشددا على دور التحالفات الإعلامية، فى إشارة إلى اتفاقية التعاون المشترك فى قطاع المحتوى الإعلامى بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون و«مجموعة MBC». وأضاف الصياد أن الغيرة والمصالح الشخصية، هى سبب هجوم بعض القنوات الخاصة على الاتحاد وMBC، مشيرا إلى أن الاتفاق أزعج بعض الأطراف التى شعرت بأن هناك من يتجاوزها على الساحة وقال: «طبيعى أن تشعر هذه الأطراف بالقلق». وأكد أن الإعلام أصبح صناعة، ولابد من وجود تكتلات وتحالفات للنهوض بالإعلام، وهذا الآمر فى صالح المشاهد. واتحاد الإذاعة والتليفزيون الآن فى حاجة لهذه التحالفات لأن المشهد الإعلانى اختلف، حيث كان التليفزيون يسيطر على الساحة منذ عام1979، مع بداية القانون رقم 13، ولكن الآن بدأت باقى القنوات فى سحب الإعلانات. وأوضح مصدر مسئول بالقطاع الاقتصادى باتحاد الاذاعة والتليفزيون، أن الهجوم الذى تشنه بعض القنوات الفضائية الخاصة الهدف منه إفشال اتفاق الاتحاد مع إحدى الوكالات الإعلانية الضخمة فى الشرق الأوسط كوكيل إعلانى للتليفزيون المصرى، وأضاف: اضطر الاتحاد إلى اللجوء للاتفاق مع قنوات إم بى سى بعد قيام تحالف يضم قنوات النهار والسى. بى. سى والحياة للسيطرة على السوق الإعلانى فى مصر و تجاهل ماسبيرو فى هذا التحالف، مما أوجب عليه أن يبحث عن بديل لمواجهة هذا التحالف، وقال: كما أن الاتفاق الذى يتضمن تبادل برامج مع مؤسسة إعلامية أخرى سواء كانت مصرية أم عربية أمر عادى، ولا يدع أى مجال للشك، خصوصا أن الاتحاد معتاد على مثل هذه الاتفاقيات من قبل، وأشار المصدر إلى أن القطاع الاقتصادى ينظر إلى هذا الاتفاق بنظرة تفاؤل، وأنه سوف يحقق مكاسب للطرفين نظرا لأن مؤسسة ال إم. بى. سى من أكبر المؤسسات الإعلامية فى الشرق الأوسط، وسوف تحدث برامجها إثراء للشاشة المصرية. أما عبد الرحمن رشاد، رئيس الإذاعة فقال: لم أعلم بهذا الاتفاق إلا بعد نشره فى الصحف والضجة الكبيرة التى صاحبته، لأننى معتاد على سماع توقيع مثل هذه الاتفاقيات منذ سنوات كثيرة، وما أزعجنى هذه المرة هو أن كثيراً من الجهات الإعلامية بادرت بالهجوم على الاتفاق دون أن تعلم ما الذى يتضمنه من تفاصيل، وهل سيحقق مكاسب لاتحاد الإذاعة والتليفزيون أم لا، وقال ونظرا لأن مسألة توقيع الاتفاقيات أمر عادى قام الاتحاد بتوقيع اتفاقية مماثلة أخرى مع هيئة الإذاعة البريطانية تنص على التبادل البرامجى بين الطرفين، وتدريب الكوادر البشرية لرفع مستوى كفاءة العاملين، الأمر الذى يعنى أنه لا يوجد ما يدعو إلى هذه الضجة التى تقودها بعض القنوات الفضائية.