سوزى الجنيدى شهدت العلاقات المصرية الأوروبية صعودا وهبوطا خلال الأسبوع الماضى، فبعد جولة وزير الخارجية نبيل فهمى إلى إيطاليا وألمانيا وهولندا، صرح جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة ردا على سوال ل"الأهرام العربى" أن ليدى كاترين آشتون المفوضة السامية للشئون الأمنية والسياسية ستقوم بزيارة لمصر قريبا، ولكن جاء قرار البرلمان الأوروبى الذى انتقد بعض مواد الدستور والأوضاع الداخلية فى مصر، ليثير حساسية دبلوماسية أدت لرد حاسم من السفير بدر عبد العاطى المتحدث الرسمى لوزارة الخارجية رفض فيه أى تدخل فى الشئون الداخلية المصرية من أى طرف، كما حرص المتحدث على الرد بشكل سريع وحاسم على التعليقات التى صدرت من اجتماع وزراء الخارجية الأوروبيين. ومن المنتظر أن تشارك مصر فى القمة الأوروبية الإفريقية التى ستعقد أوائل إبريل المقبل، ومن جانب آخر شهدت القاهرة عددا من الزيارات الأوروبية خلال الأسبوع الماضى، حيث زار مصر كريستيان بيرجر مدير قطاع شمال إفريقيا، والشرق الأوسط، وشبه الجزيرة العربية، وإيران والعراق في الجهاز الأوروبي للعمل الخارجي، الذى أجرى مباحثات مكثفة فى وزارة الخارجية مع عدد من المسئولين حول العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبى وأسلوب التعاون فى الفترة المقبلة. كما قام "سترافوس لامبرينيدس" مبعوث الاتحاد الأوروبى بموضوعات حقوق الإنسان بزيارة إلى القاهرة التقى خلالها عددا من المسئولين المصريين وممثلين لمنظمات المجتمع المدنى، كما قام لامبيرتو زانيير سكرتير عام منظمة الأمن والتعاون الأوروبي بزيارة إلى القاهرة الأسبوع الماضى، حيث أكد لامبيرتو زانيير ل"الأهرام العربى" أن زيارته تسعى لتقوية العلاقات بين الجامعة العربية ومنظمة الأمن والتعاون الأوروبى والأمم المتحدة خصوصا فى مجال العمل لمنع الصدامات والتعامل مع الأزمات، وكذلك تبادل الخبرات وبرامج التدريب ومشاركة المعلومات حول بعض الملفات والتجارب التى تتم فى المناطق الجغرافية المختلفة. وأضاف لامبيرتو أنه من المهم تبادل الخبرات بين المنظمات المختلفة خصوصا حول كيفية التعامل للمنظمات الإقليمية والدولية مع الإنذار المبكر بحدوث أزمات أو صدامات وكوارث والأسلوب الأفضل لإدارة حوار بين الأطراف المختلفة لحل الأزمة ، مشيرا أن مصر دولة شريك وقد تباحثت مع المسئولين المصريين حول النماذج المختلفة للدول الأعضاء فى المنظمة فى مراحل الانتقال الديمقراطي لديها والدروس المستفادة من كل حالة، وحول ما اذا كانت ظاهرة الربيع العربى فريدة من نوعها أم تجربة مكررة لما تم من قبل فى دول أوروبية قال إنها تجربة مختلفة جدا عن دول أوروبا الشرقية بل أن هناك نماذج مختلفة للربيع العربى داخل كل دولة عربية فلا توجد عملية أو تجربة موحدة بين كل تلك الدول، فكل دولة لها نتائجها وبعض الدول العربية كانت التجربة بها أكثر تعقيدا من دول أخرى، موكدا أنه لا يمكن وضع نموذج وفرضه من الخارج للتغير بل إن التغير لابد أن يأتى من داخل المجتمعات نفسها. ورحب سكرتير عام منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بفتح آفاق جديدة للتعاون مع مصر في مجالات عمل المنظمة المختلفة، مشيرا أن عمل المنظمة لم يعد قاصرا على الاهتمام بأمن القارة الأوروبية فحسب، وإنما يتسع ليشمل مفهوم الأمن الشامل الذي يهدف إلى معالجة التهديدات العابرة للقارات كالإرهاب، والاتجار في البشر، وقضايا الأمن الإنساني التي تستوجب التعاون المشترك بين الدول لمواجهتها. وأضاف أننا عرضنا أن تستفيد مصر من خبرات المنظمة الواسعة في مجالات مكافحة الإرهاب، وحماية أمن الحدود. ومن جانبه أوضح جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى ل"الأهرام العربى" أن الاتحاد الأوروبى قد لا يوافق أحيانا على بعض التطورات فى مصر، وهذا أمر معروف فالأصدقاء لا يتفقون على كل شىء ونحن هنا للدعم والمساعدة ولا يوجد شك أن الاتحاد الأوروبى يقف بجوار مصر ويدعهما بكل قوة.