أ ف ب توقفت جهود السلام اليوم (الأحد 29 ديسمبر/كانون الأول) في جنوب السودان المهددة بحرب اهلية ومحادثات السلام بين الرئيس سلفا كير ونائبه السابق رياك مشار لم تبدأ بعد في وقت تتهم جوبا مشار بحشد الآلاف المقاتلين من أفراد قبيلته النوير. وفي وقت بدأت الاوضاع هادئة، جددت حكومة جنوب السودان السبت اتهامها لنائب الرئيس السابق رياك مشار بتعبئة الاف الشباب المسلحين لمهاجمة مواقعها. وقال المتحدث باسم الحكومة مايكل ماكوي لوكالة فرانس برس ان "رياك يجند شبانه من قبائل النوير، باعداد تصل الى 25 الفا (...) ويريد استخدامهم لمهاجمة الحكومة" في ولاية جونقلي (شرق). واضاف "بامكانهم المهاجمة في اي وقت، نحن في حال استنفار لحماية المدنيين". ووفقا للقائم باعمال حاكم جونقلي اوغاتو تشان فأن العاصمة الاقليمية بور تبدو رغم ذلك "هادئة". وقال لوكالة فرانس برس ان النوير موجودون على بعد 110 كلم ويستعدون للزحف باتجاه المدينة، مؤكدا مع ذلك بأنه واثق في بان الجيش الذي "أخذ مواقعه" على استعداد "لصدهم". ورد موسى رواي المتحدث باسم المتمردين، مؤكدا ان نائب الرئيس السابق "لا يعبئ قبيلته"، لافتا الى ان الشبان المذكورين هم جنود في الجيش قرروا طوعا حمل السلاح ضد الحكومة. وتأتي هذه الاتهامات في وقت ناشد قادة دول السلطة الحكومية للتنمية (ايغاد) المنظمة التي تضم بلدان القرن الافريقي وشرق افريقيا الجمعة كير ومشار التحاور ووقف القتال قبل 31 كانون الاول/ديسمبر. والمعروف ان اثيوبيا تقوم بدور وساطة على راس دول شرق افريقيا لوقف القتال في جنوب السودان. وقال وزير الخارجية الاثيوبي تدروس ادهمون ان قادة دول ايغاد رحبوا "بالتزام حكومة جمهورية جنوب السودان وقف اطلاق النار فورا ودعوا رياك مشار والاطراف الاخرى الى اتخاذ التزامات مماثلة". ووافق الخصمان على التحاور من حيث المبدأ دون ان يحددا تاريخا لذلك. ويرفض مشار حتى الان الدخول في مفاوضات وهو يطالب بالافراج عن معاونه باقان أموم الذي كلفه "قيادة فريق" التفاوض. واموم هو امين عام سابق للحزب الحاكم (الحركة الشعبية) وكان ايضا كبير المفاوضين في محادثات جوبا التي كانت تهدف الى حل النزاعات مع الخرطوم بعد الاستقلال. وقال المتحدث باسم حكومة جنوب السودان مايكل ماكوي الاحد "طالما لم يتجاوب رياك مشار لدعوة وقف إطلاق النار ( ... ) انا لا اعتقد ان جوبا ستكون على استعداد للجلوس معه " لمناقشة هذا الامر. ويشهد جنوب السودان منذ 15 كانون الاول/ديسمبر معارك عنيفة، وفي صلب هذا النزاع، خلاف بين الرئيس كير ونائبه السابق مشار الذي اقيل من منصبه في يوليو/تموز. ويتهم الرئيس سلفا نائبه السابق مشار بتدبير محاولة انقلابية، الا ان مشار نفى هذه الاتهامات. ومن اسباب النزاع في هذه الدولة الفتية التي استقلت عن السودان في تموز/يوليو 2011، عداوة قديمة بين قبيلة الدينكا التي ينتمي اليها سلفا كير وقبيلة النوير التي يتحدر منها رياك مشار، لكنه يكتسي ايضا بعدا سياسيا. ومنذ عدة ايام تفيد معلومات عن اعمال عنف واغتيالات وعمليات اغتصاب ومجازر ذات طابع قبلي، وحذرت الاممالمتحدة من ان التوتر ما زال على درجة كبيرة من الخطورة على الرغم من الجهود لمنع انزلاق اكبر للبلاد الى حرب اهلية في النزاع الذي اودى بحياة اكثر من الف شخص، كما تقول الاممالمتحدة. واوفدت الولاياتالمتحدة التي كانت راعية استقلال البلاد في 2011 واكبر داعميها سياسيا واقتصاديا موفدا الى جنوب السودان، وتستعد الصين، التي تملك مصالح في القطاع النفطي في جنوب السودان لارسال موفد دبلوماسي الى جنوب السودان للاتصال بمختلف الاطراف والمساعدة على التفاوض. اكد الامين العام للامم المتحدة بان كي مون ليل السبت الأحد من جديد ضرورة محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات في جنوب السودان. وقال المتحدث باسم بان كي مون في بيان من نيويورك ان "جميع اعمال العنف والاعتداءات وانتهاكات حقوق الانسان يجب ان تتوقف فورا". واضاف "يجب ان يعاقب المسؤولون (عن الانتهاكات) على افعالهم"، داعيا جوبا وجميع الاطراف المعنية المنخرطة بالنزاع الى "ضمان حماية حقوق وسلامة المدنيين". وفي 24 كانون الاول/ديسمبر، اقر مجلس الامن الدولي بالاجماع قرارا يحدد السقف المسموح به لعديد العسكريين في قوات حفظ السلام الدولية في جنوب السودان ب12500 عنصر.