المعتصم بالله حمدى المطربة سميرة سعيد تعيش حالة من النشاط الفني بعد ترشيح أغنيتها «ما زال» لجائزة «الميوزيك أوورد» العالمية .. فى حوارها معنا ترى أن توتر الأوضاع السياسية لم يؤثر علي إقبال الجمهور علي الأغاني العاطفية، ولكنها أسهمت مع القرصنة في تدهور صناعة الكاسيت، وتؤكد أن الأغنية الشعبية لا تسيطر على الساحة، فالجمهور يسمع مختلف الألوان. ما تأثير الأحداث السياسية علي اختياراتك للأغانى؟ لابد للمطربين أن يجددوا في نوعية الأغانى التي يقدمونها ويبحثون دائما عن أشكال جديدة تجذب الناس ورغم الظروف السياسية الحالية فإن المستمع أيضا يحتاج إلى الأغانى العاطفية المرتبطة بالحب، لكن بشكل مختلف وأري أن للفن دوراً كبيراً في رفع الروح المعنوية للجمهور العربي. وهل ترين أن تدهور صناعة الغناء في الفترة الأخيرة مرتبط بتوتر الأوضاع السياسية في عدد من البلدان العربية؟ صناعة الغناء تواجه مشاكل عديدة منذ فترة وتسببت القرصنة في غلق عدد من الشركات التي كانت تدعم الإنتاج الغنائي العربي، وجاءت الأوضاع السياسية المتدهورة لتقضي علي الحفلات وعلي كم الألبومات المنتجة. هناك من يقول إن إنتاج المطرب لنفسه يمنحه فرصة الاختيار بعيدا عن احتكار شركات الإنتاج.. ما تعليقك؟ بصراحة لم يتدخل أحد فى اختياراتى لأننى أختار ما يناسبنى، والغناء فى النهاية إحساس، لكن من الممكن فقط الاستماع لرأى منتج ماهر كمحسن جابر لأنه يفهم جيدا فى هذه الصناعة، وحقق نجاحا في هذا المجال وعموما تجربة الإنتاج شاقة وتحتاج لتفرغ كامل. هل ستعيدين توزيع بعض أغنياتك القديمة فى ألبومك جديد؟ أبحث حاليا هذا الموضوع ، لكن هناك حقوقاً لشركات الإنتاج والتوزيع ولابد أن نعود إليها مجددا ونأخذ موافقة على توزيعها مرة أخرى، وأتمنى إعادة توزيع «قال جانى بعد يومين» وأغان أخري كثيرة بناء علي رغبة جمهوري الذي يريد سماع بعض أغنياتي القديمة بشكل جديد. أغنية «ما زال» التي قدمتها باللهجة المغربية حققت نجاحا رغم أن كلماتها غير مفهومة.. بما تفسرين ذلك؟ الأغنية جيدة رغم أنها باللهجة المغربية ولم يفهمها الكثيرون، لكنى أحببت حالة الأغنية فى مجملها لأنها مرحة، وتسهم في إخراج الجمهور من الحالة التى يعيشها فى الوقت الحالى، كما حاولت التقرب من خلال الفلكلور المغربى للأغنية إلى نوعية الأغانى الأجنبية التى يحبها الجيل الحالي. وكيف جاء ترشيح الأغنية لجائزة «الميوزيك أوورد» كأحسن «غناء فردى» عالمى عام 2013؟ الأغنية طرحت على موقع "اليوتيوب" وحققت نسبة مشاهدة عالية، ولم أكن أتوقع أنها ستدخل فى المنافسة لأنها مطروحة منذ فترة قصيرة ، وفوجئت بأنها موجودة ضمن المنافسة وهذا الأمر أسعدني. الملاحظ عليك في الفترة الأخيرة هو قلة عدد حفلاتك الغنائية.. ما السبب؟ اتخذت قرارا بالابتعاد عن الحفلات منذ أغنية "يوم ورا يوم" بسبب سوء التنظيم، وحدثت لى عدة مواقف سيئة، فقررت الاكتفاء بتقديم الألبومات والاستمتاع بصناعة أغان مختلفة، ولكن الآن تحسن تنظيم الحفلات بشكل جيد، وسأعود قريبا لإحياء الحفلات. ما سبب الظهور المتكرر للمطربين فى برامج اكتشاف المواهب؟ بعد انهيار صناعة الكاسيت، أصبحت هذه البرامج هي الحل الوحيد أمام المطربين حتي يستمروا في مجال الغناء، كما أن تراجع عدد الحفلات والكليبات والألبومات يدفع المطربين للظهور في البرامج من أجل دعم مالي ومعنوي. وكيف ترين تجربتك فى برنامج "صوت الحياة"؟ البرنامج لم يفدنى ولم يضرنى، لكنه لازمه سوء حظ بسبب عرض برنامج "the voice" فى نفس التوقيت، فظهر فارق الإمكانات بين البرنامجين. وإذا عرض عليك تكرار التجربة ، هل ستوافقين؟ أحب الظهور كضيفة أكثر فى هذه البرامج ولكن لو وجدت برنامجاً مميزاً ربما أعيد حساباتي وسأستعين برأي جمهوري الذي أثق فيه كثيرا. هل تفرضين شروطا مادية علي الجهات التي تود التعاقد معك؟ لا أفرض شروط مادية بقدر ما أفرض شروطاً أخري خاصة بمستوي العمل الذي سأقدمه لأنني أريد المحافظة علي النجاح الذي حققته علي مدار السنوات الماضية. أفهم من ذلك أن المادة ليست ضمن حساباتك؟ أي فنان يعمل من أجل الحصول علي المال ولكن لا ينبغي أن يكون الهدف الرئيسي هو المال بغض النظر عن جودة ما نقدمه للجمهور. يقال إن الأغنية الشعبية هي المسيطرة حاليا علي الساحة الغنائية؟ لا يوجد شيء اسمه سيطرة, فالجمهور يسمع ما يريد وأي فنان يقدم لوناً غنائياً ناجحاً سيجد تواصلا مع المستمعين، ولكن الأهم أن نحافظ علي الذوق الغنائي ولا نستخدم مصطلحات هابطة أو كلمات بها إسفاف.