رويترز قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية اليوم الأربعاء (6 نوفمبر تشرين الثاني) ان تركيزات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الجو والتي يلقى عليها باللوم في التغيرات المناخية سجلت رقما قياسيا جديدا عام 2012. وقال مايكل جارود الامين العام للمنظمة في مؤتمر صحفي في جنيف عرض خلاله النشرة السنوية للمنظمة التابعة للأمم المتحدة الخاصة بالاحتباس الحراري "الانباء ليست سارة. الانباء هي انكم اذا نظرتم للغازات الكبرى المسببة للاحتباس الحراري خاصة ثاني اكسيد الكربون والميثان واكسيد النيتروز تجدون ان تركيزات كل هذه الغازات سجلت معدلات قياسية مرة اخرى." وقال جارود ان هذا الاتجاه المتسارع يذكي التغير المناخي ويجعل من الصعب الحفاظ على ارتفاع درجة حرارة الارض عند درجتين مئويتين وهو الهدف الذي اتفق عليه في قمة كوبنهاجن عام 2009. وأضاف "هذا العام (2012) أسوأ من العام الذي سبقه 2011. و2011 كان أسوأ من 2010. كل عام يمر يجعل التعامل مع الوضع أصعب نوعا ما ويجعل البقاء تحت هذا المتوسط العالمي الرمزي وهو درجتين مئويتين ينطوي على تحد أكبر." وقال برنامج الاممالمتحدة للبيئة امس الثلاثاء ان من المنتظر ان تزيد انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في 2020 بمقدار يتراوح بين ثمانية الى 12 مليار طن عن المستوى اللازم لابقاء الاحتباس الحراري العالمي أقل من درجتين. وذكر جارود انه اذا واصل العالم مسار "نشاطه المعتاد" فسيصل على الأرجح الى حاجز الدرجتين في منتصف القرن مشيرا الى ان ذلك سيؤثر أيضا على دورة المياه ومناسيب البحار والمظاهر المتطرفة للطقس. وتابع "نحن قلقون ليس فقط من اثر ذلك على درجات الحرارة وهو أمر مهم ولكن أيضا من الاثر على دورة المياه. مزيد من موجات الجفاف ومزيد من الفيضانات في مناطق أخرى من العالم. نحن قلقون بشأن أثر ذلك على مناسيب البحار. لذلك فإننا نميل غالبا الى التركيز على درجات الحرارة لكن يجب ألا ننسى ان الأمر يتجاوز درجات الحرارة وكلما انتظرنا ولم نتحرك ستزيد صعوبة البقاء تحت هذا الحد وسيزيد أثر ذلك على دول كثيرة وستزيد بالتالي صعوبة التكيف." ويلتقي مندوبون من اكثر من 190 دولة في وارسو الاسبوع المقبل لحضور مؤتمر للامم المتحدة للعمل على خفض الانبعاثات بموجب اتفاقية جديدة للتغير المناخي ستوقع بحلول 2015 لكنها لن تصبح سارية المفعول إلا في 2020. وذكرت نشرة المنظمة العالمية للارصاد الجوية ان حجم ثاني اكسيد الكربون وهو المسبب الرئيسي للاحتباس الحراري الناجم عن الانشطة البشرية زاد بصورة اسرع في 2012 عن السنوات العشر السابقة ليصل الى 393.1 جزء لكل مليون او 41 في المئة فوق مستواه قبل النشاط الصناعي. ونما حجم ذلك الغاز في الجو بمقدار 2.2 جزء في المليون عن المتوسط وهو 2.02 جزء في المليون في السنوات العشر الماضية. كما واصل غاز الميثان وهو ثاني اهم غاز مسبب للاحتباس الحراري النمو بمعدل مماثل في السنوات الاربع الماضية إذ وصل متوسطا عالميا بلغ 1819 جزءا في المليار عام 2012 بينما بلغ اكسيد النيتروز وهو مساهم رئيسي آخر في الاحتباس الحراري 325.1 جزء في المليار.