أ ف ب اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو صباح الاربعاء الفلسطينيين بافتعال "ازمات مصطنعة" حول محادثات السلام خلال لقائه بوزير الخارجية الاميركي جون كيري في القدس. وجاءت تصريحات نتانياهو في بداية اجتماعه مع كيري في فندق في القدس استمر لنحو ثلاث ساعات. وبدأ كيري صباح اليوم (الاربعاء 6 نوفمبر/تشرين الثاني) في القدس جولة محادثات جديدة في محاولة لانقاذ محادثات السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين. وقال نتانياهو "انا قلق على تطور (المحادثات) لانني ارى الفلسطينيين يواصلون، افتعال ازمات مصطنعة والهرب من القرارات القوية اللازمة لصنع سلام حقيقي". واكد لكيري "امل ان تساعد زيارتكم في دفعهم الى مكان نستطيع فيه تحقيق السلام التاريخي الذي نسعى اليه". ولكن كيري سعى الى تهدئة الموقف قائلا "مرت ثلاثة اشهر على هذه المفاوضات، هنالك دائما صعوبات وهنالك دائما توترات" مضيفا "نحن بحاجة الى مساحة للتفاوض بشكل سري وهادىء". وبدا كيري حذرا في حديثه عن الهدف الطموح الذي يقضي بالوصول الى اتفاق في غضون تسعة اشهر قائلا "امامنا ستة اشهر للوصول الى الجدول الزمني الذي حددناه لانفسنا وانا واثق من اننا نملك القدرة على احراز التقدم". وبعيد لقائه نتانياهو، توجه كيري الى مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية لحضور حدث اقتصادي قبل لقائه الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وسيلتقي كيري في وقت لاحق الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز ثم نتانياهو مجددا على عشاء عمل. واستأنف الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة في اواخر يوليو/تموز الماضي عقب ضغوط كبيرة من واشنطن، بعد تعثرها لثلاثة اعوام. واعلن مسئول فلسطيني كبير لوكالة فرانس برس ليل الثلاثاء "عقدت الليلة جلسة مفاوضات فلسطينية-اسرائيلية بوجود الطرف الاميركي لكن الجلسة كانت متوترة جدا وانفجرت الجلسة بسبب التعنت الاسرائيلي". واشار المسؤول الى ان الفلسطينيين غاضبون من الادعاءات الاسرائيلية التي تقول بان العطاءات الاستيطانية جاءت "كتفاهمات" بين الجانبين عقب اطلاق سراح 26 اسيرا فلسطينيا قديما الاسبوع الماضي. واوضح المسئول "اسرائيل تدعي انه يوجد صفقة لاستمرار الاستيطان مقابل اطلاق سراح الدفعة الاخيرة من الاسرى وهذا غير صحيح على الاطلاق". واضاف "اوضح الوفد الفلسطيني امام الطرف الاميركي رفضه لهذه الادعاءات بشكل مطلق ولكن الجانب الاسرائيلي مصر على استمرار الاستيطان ونحن لا نستطيع الاستمرار في المفاوضات في ظل هذه الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة". وعقدت حتى الان حوالى 20 جلسة تفاوضية في غضون الاشهر الثلاثة هذه، وفي حال لم يلق الوسيط الاميركي بثقله فان المفاوضات آيلة الى الفشل كما حذر مسؤولون فلسطينيون ووسائل اعلام اسرائيلية. وحدد المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون لانفسهم هدفا يقضي بالتوصل الى اتفاق سلام نهائي خلال تسعة اشهر. وقبيل زيارة كيري، طرحت اسرائيل الاحد عطاءات لبناء 1859 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. وتناقلت وسائل الاعلام الاسرائيلية في الايام الاخيرة اخبارا تفيد بان واشنطن تسعى الى تقديم مقترح اميركي لاتفاق مؤقت سيتم تقديمه الى الجانبين اوائل العام القادم من اجل احراز تقدم في المفاوضات،الامر الذي نفاه كيري في الرياض. ويطالب المفاوضون الفلسطينيون بان تعقد المفاوضات على اساس حدود ما قبل الاحتلال الاسرائيلي للقدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة في حزيران/يونيو 1967 مع تبادل اراض متماثلة. اما الاسرائيليون فاقترحوا كقاعدة للمفاوضات خط الجدار الذي بنته اسرائيل في الضفة الغربية وليس حدود 1967 كما يطالب الفلسطينيون، بحسب وسائل اعلام اسرائيلية. وعلاوة على ذلك تطالب اسرائيل بالابقاء على وجود عسكري طويل الامد في غور الاردن وان يكون تبادل الاراضي على اساس حاجاتها الامنية، بحسب ما قال مصدر فلسطيني قريب من الملف لوكالة فرانس برس.