بدأ وزير الخارجية الامريكي جون كيري صباح اليوم الاربعاء في القدس جولة محادثات جديدة مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في محاولة لانقاذ محادثات السلام المتعثرة بين اسرائيل والفلسطينيين، بحسب مسؤولين رسميين. وبدأ لقاء نتانياهو-كيري في فندق في القدس في الصباح وسيتجه بعدها وزير الخارجية الامريكي ظهرا الى بيت لحم في الضفة الغربية للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس. واستأنف الاسرائيليون والفلسطينيون مفاوضات السلام المباشرة في اواخر يوليو الماضي عقب ضغوط كبيرة من واشنطن، بعد تعثرها لثلاثة اعوام. واكد الفلسطينيون مساء الثلاثاء رفضهم مواصلة المفاوضات بينما تواصل اسرائيل البناء الاستيطاني. وقبيل زيارة كيري، طرحت اسرائيل- الاحد- عطاءات لبناء 1859 وحدة سكنية استيطانية جديدة في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية المحتلتين. وقال مسؤول فلسطيني "الجانب الاسرائيلي مصر على استمرار الاستيطان ونحن لا نستطيع الاستمرار في المفاوضات في ظل هذه الهجمة الاستيطانية غير المسبوقة"، واضاف المسؤول ان جلسة المفاوضات التي عقدت مساء الثلاثاء في القدس "انفجرت بسبب التعنت الاسرائيلي". وعقدت حتى الان حوالى 20 جلسة تفاوضية في غضون الاشهر الثلاثة هذه، وفي حال لم يتدخل الوسيط الامريكي بثقله فان المفاوضات آيلة الى الفشل كما حذر مسؤولون فلسطينيون ووسائل اعلام اسرائيلية. وحدد المفاوضون الاسرائيليون والفلسطينيون لانفسهم هدفا يقضي بالتوصل الى اتفاق سلام نهائي خلال تسعة اشهر. وكان كيري أعلن في القاهرة الاحد قبل صدور الاعلان الاسرائيلي ببناء المزيد من الوحدات الاستيطانية، انه لا يزال "متفائلا" بتوصل المفاوضات الى النتيجة مشيرا الى انه يأمل في تحقيق تقدم "خلال الشهور المقبلة". ومن ناحيته، قال نائب وزير الخارجية الاسرائيلي زئيف الكين صباح الاربعاء للاذاعة العامة ان الفلسطينيين "يبحثون عن سبب للهرب من طاولة المفاوضات" مشيرا بان "البناء في المستوطنات يجب الا يمنع استمرار المفاوضات". وردا على سؤال حول الانتقادات الامريكية ضد الاستيطان، اكد الكين ان هنالك "خلافا معروفا" مع واشنطن في هذا الملف، واضاف "لكن الاميركيين لم يفاجئوا، فالبناء (الاستيطاني) هو مسألة استراتيجية لحدودنا وامننا وعاصمتنا (القدس)"، وراى الكين ان "المشكلة الرئيسية ليست البناء (الاستيطاني) ولكنها رفض الفلسطينيين الاعتراف باسرائيل كدولة للشعب اليهودي". وعلى جانب اخر، اتهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الفلسطينيين بافتعال "ازمات مصطنعة" حول محادثات السلام خلال لقائه مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري في القدس. وقال نتانياهو "انا قلق على تطور (المحادثات) لانني ارى الفلسطينيين يواصلون..خلق ازمات مصطنعة والهرب من القرارات القوية اللازمة لصنع سلام حقيقي"..واكد لكيري "امل ان تساعد زيارتكم في قيادتهم الى مكان نستطيع فيه تحقيق السلام التاريخي الذي نسعى اليه". وفى سياق متصل، يتعرض الرئيس الأمريكي باراك أوباما للضغط خارجيا، ولذلك يقوم وزير الخارجية جون كيري بدور رجل الإطفاء بهدف إخماد الكثير من "الحرائق الدبلوماسية" حول العالم. وتشمل جولة كيري المكوكية الحالية تسع مدن في الشرق الأوسط وأوروبا وشمال أفريقيا وتستمر حتى 11نوفمبر الجاري ويتوقع أن يتحمل عناء الكثير من المحادثات غير السارة في كل محطة يتوقف بها، فالكثير من حلفاء الولاياتالمتحدة منزعج من واشنطن سواء كان بسبب فضيحة التجسس المفترضة التي تحيط بوكالة الأمن القومي أو السياسات الأمريكية تجاه سورية وإيران أو على صعيد عملية السلام بالشرق الأوسط. ويتحمل كيري 69/ عاما/ مهمة شاقة ففي الولاياتالمتحدة نفسها..ثمة الكثيرون يرون أن بلادهم لا تبلي بلاء حسنا على صعيد الجبهة الدبلوماسية في هذه الآونة. وتراجع الدعم لسياسة أوباما الخارجية ليصل إلى أقل من 39% وهو أدنى معدل خلال رئاسته المستمرة منذ خمسة أعوام، بحسب موقع "ريال كلير بوليتيكس"، وحتى الآن ما زال أوباما منهمكا في قضايا دبلوماسية ما بين إصلاح نظام الرعاية الصحية إلى المشكلات المالية، أما الكثير من العبء على صعيد القضايا والإشكاليات خارج الحدود فيقع على عاتق كيري. وقالت المتحدثة باسمه جنيفر ساكي بينما كانت تستعرض خطط كيري أمام وسائل الإعلام :"الوزير بشكل عام يعتقد أن التشمير عن ساعديه والدفع بالدبلوماسية الشخصية هما السبيل الذي ينبغي أن نمضي فيه من أجل التقارب في القضايا التي نعمل عليها أو التحديات العالمية أو القضايا التي ربما تكون مبعثا للقلق". وتضمن جدول زيارات كيري كلا من مصر والسعودية وبولندا كما يشمل إسرائيل والضفة الغربية والأردن والإمارات والجزائر والمغرب، والمدهش أن جولته بدأت بالقاهرة التي لم يزرها أي مسؤول أمريكي رفيع المستوى منذ عزل الرئيس الإسلامي محمد مرسي عقب احتجاجات شعبية في يوليو الماضي.