جددت سوريا اليوم الاثنين (4 نوفمبر تشرين الثاني) استعدادها للمشاركة في المؤتمر الدولي الذي من المقرر عقده في جنيف كمحاولة للوصول الى حل سياسي للازمة السورية. وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في مؤتمر صحفي في دمشق لمناقشة الاوضاع الانسانية في البلاد انه يؤكد المشاركة في مؤتمر جنيف سواء "عقد غدا او بعد غد او خلال اسبوع او شهر أو أكثر." واضاف ان هذا موقف ثابت. كما تعهدت الحكومة اليوم بضمان إيصال اللقاحات والمعونات الانسانية الى شتى انحاء البلاد وذلك بعد تفشي شلل الاطفال في شمال شرق البلاد مع تحذيرات من انتشار سوء التغذية في مناطق تخضع لحصار الجيش. وأصيب 22 طفلا في محافظة دير الزور على الحدود مع العراق بالشلل الشهر الماضي. وتأكدت حتى الان اصابة عشرة منهم بفيروس شلل الاطفال ويقول خبراء انه قد ينتشر بسرعة في انحاء المحافظة. وتأكد تفشي الفيروس مع انطلاق حملة مقررة مسبقا لتطعيم 1.6 مليون طفل ضد شلل الاطفال والحصبة والتهاب الغدة النكافية والحصبة الالمانية في كل من المناطق السورية التي تسيطر عليها الحكومة والتي تتنازع الحكومة والمعارضة السيطرة عليها. وقال المقداد ان الحكومة تريد توصيل اللقاحات لكل طفل سوري سواء في مناطق الصراع او في مناطق يسيطر عليها الجيش السوري. ولم يذكر كيف يمكن ان تكفل توصيل الامدادات في ظل الحرب التي تخوضها منذ عامين ونصف العام ضد معارضة تقاتل للاطاحة بالرئيس بشار الاسد. لكن تصريحاته تستهدف فيما يبدو الإنحاء باللائمة في أي فشل في هذا الصدد على معسكر المعارضة. واتهم المقداد المعارضين المسلحين بمنع وصول لقاحات شلل الاطفال الى بعض المناطق تحت سيطرة المعارضة. وقال "التعاون مع الجماعات المسلحة.. الجماعات الارهابية.. نعتقد انهم يتعين عليهم أن يتقبلوا ان هذا الدواء (لقاح شلل الاطفال) يتعين ان يصل الى كل طفل في المناطق التي ربما يسيطرون عليها الآن. من ثم هذه مسؤوليتهم وعادة من نطلب من منظمات الأممالمتحدة في سوريا إجراء الاتصالات اللازمة وسوف نساعد في هذا الاتجاه." كما قال المقداد ان الحكومة ملتزمة بإيصال المساعدات الانسانية الى جميع المناطق السورية متطرقا في حديثه الى مدن حلب والحسكة وادلب ودرعا حيث قال ان المدنيين محاصرون من جانب المعارضة. وتابع ان 60 الف ساكن في بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين تحاصرهما قوات المعارضة في محافظة حلب يعانون من انقطاع امدادات الاغاثة. غير ان ناشطي المعارضة يقولون ان قوات الحكومة تستخدم الحصار والتجويع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة حول دمشق مثل المعضمية والغوطة مما أدى الى ظهور حالات سوء تغذية وجوع واسع النطاق. واتهم المقداد المعارضة باستخدام المدنيين في هذه المناطق دروعا بشرية وقال ان المعارضة اطلقت النار على قافلة للمساعدات ارسلت الى المعضمية. واضاف ان ما اجماليه 4500 شخص سمح لهم بمغادرة المعضمية التي تحول معظمها الى أطلال بعد شهور من القصف. وقال نشطاء يوم الخميس ان ما لا يقل عن 230 رجلا كانوا ضمن أحدث عملية للاجلاء اعتقلوا بينما كانوا يغادرون المعضمية الاسبوع الماضي ونقلوا الى مقر تابع لمخابرات القوات الجوية.