حوار: محمد زكى حمدى الجمل أكد أحمد عليان، نائب المنسق العام لحركة تمرد ضد الظلم فى غزة، أن بندقية حماس انحرفت عن مسارها إلى صدور الفلسطينيين، ولا ترهبنا الآلة العسكرية الحمساوية، فنحن قاتلنا من هم أكبر منهم ولن نتنازل عن إزاحتهم من قطاع غزة، وأضاف عليان أن عملنا سيكون مختلفا عن تمرد المصرية وسيكون ملائما للظروف الفلسطينية، وسوف ننتهج أسلوب النفس الطويل والصبر والتحمل وفى نفس الوقت سننتهج أسلوب العمل السرى حتى استنهاض كل قوى الشعب الفلسطينى، ومن الممكن أن نصل إلى العصيان المدنى الشامل، فرسالتنا واضحة بأننا نسعى لتمرد دون محاولة إراقة قطرة دم واحدة. وأضاف عليان، أن تحركنا سيكون سلمياً ولن نلجأ إلى العنف تحت أى ظرف، فثقافتنا مختلفة وتربيتنا مختلفة عن تربية الإخوان المسلمين ومدرسة حماس الدموية، ونؤكد أننا معنيون بإسقاط حكم حماس بدون إراقة قطرة دم واحدة. متى بدأت فكرة تمرد؟ وما الدور الذى يمكن أن تقدمه لأهل غزة من خلال هذه الفكرة؟ نحن خرجنا من فلسطين بأجسادنا ولكن أرواحنا لا تزال هناك، فعندما قام الانقلاب الأسود فى غزة على يد حركة حماس، ولم يكن من ثقافتنا أو فى تاريخنا أن يقتل فلسطينى على يد فلسطينى بهذه الطريقة الهمجية من أجل خلاف سياسى أو نزاع على برنامج سياسي، وكانت المشاهد المروعة التى شاهدناها فى غزة من قتل وسحل فى الشوارع وتعذيب لم تكن من أخلاق الشعب الفلسطينى الذى سجل على نفسه أنه لم يعتد على جار له، وبالتالى فهو دائماً شعب مظلوم ومضطهد وكانت هذه الأعمال بمثابة صدمة لنا كفلسطينيين. وتبعثرت الحالة الوطنية خلال السبع سنوات الأخيرة منذ الانقلاب وضياع فى الأفق السياسى وانقسام مخز ودفعنا فاتورته غالية، وتم تراجع القيمة النضالية لشعبنا، وحينما خرجت تمرد المصرية أعطتنا الإشارة بأن هناك إمكانية لوقف الظلم، وأن يوقف شعبنا هذه المهزلة من ظلم وانقسام داخل فلسطين، وبالتالى فنحن استلهمنا فقط الفكرة. لكن تمرد المصرية كان وراءها الكثير من المقومات من جيش وقضاء وإعلام وشعب أيضاً، فهل هذا ينطبق على تمرد الفلسطينية؟ نحن أخذنا الفكرة فقط أو المسمى، لكن أسلوب العمل على الساحة المصرية تختلف تماما عن الوضع فى فلسطين، وما حدث فى مصر من وقوف جيش ومن ورائه الشعب غير موجود فى غزة، ففى غزة هناك قوة واحدة مهيمنة على الساحة وهى قوة ظالمة وأى فم يفتح يغلق إلى الأبد، وبالتالى فإن عملنا سيكون مختلفا عن تمرد المصرية وسيكون ملائما للظروف الفلسطينية، وسوف ننتهج أسلوب النفس الطويل والصبر والتحمل وفى نفس الوقت أسلوب العمل السرى حتى استنهاض كل قوى الشعب الفلسطينى، ومن الممكن أن نصل إلى العصيان المدنى الشامل، فرسالتنا واضحة بأننا نسعى لتمرد دون محاولة إراقة قطرة دم واحدة، تحركنا سيكون سلمياً ولن نلجأ إلى العنف تحت أى ظرف، فثقافتنا مختلفة وتربيتنا مختلفة عن تربية الإخوان المسلمين ومدرسة حماس، حماس تسرق الدم، وبالتالى فنحن معنيون بإسقاط حكم حماس بدون إراقة قطرة دم واحدة، الشعب الفلسطينى شعب جبار وشعب عنيد وإذا صمم على شيء فلن تستطيع أى قوة عسكرية مهما بلغت من تجبرها أن تكسر من إرادته. هل هناك تنسيق بين هذه الفصائل فى غزة؟ نحن لا نمثل فى حركة تمرد أى تنظيم أو فصيل نحن فلسطينيون، فى حركة تمرد يوجد عدد من التنظيمات وهناك من لا ينتمون إلى تنظيمات ويرفضون فقط هذه الحالة من الظلم، فنحن نرفض الانقسام ونرفض الظلم ونرفض استمرار هذه المهزلة الموجودة على الساحة الفلسطينية، وبالتى تحركنا بدافع وطنيتنا وانتمائنا القومى الفلسطينى بعيدين كل البعد عن التيارات والتنظيمات والفصائل، وهناك حالة من السخط بسبب ممارسات حماس فى الشارع الفلسطينى رسمياً وشعبياً. لكن حماس لديها آلة عسكرية وتملك القوة، فهل ترى فى هذا عائقاً لتحقيق أهدافكم؟ نحن شعب أعزل فى البداية والنهاية، وقاتلنا من هم أكبر من حماس ثمانى سنوات بالحجارة ولم يتمكنوا من كسر إرادتنا، فالشعب الفلسطينى قوته فى صبره الطويل ونضاله المرير، وحماس لن تستطيع مواجهة كل الشعب الفلسطينى، ولكن نحن معنيون فى تمرد أن ننشئ آلية جديدة وثقافة جديدة للمواجهة السلمية، وإن كان هذا لا يوجد فى ثقافة حماس فنحن نحاول ترسيخ هذه الثقافة فى أبناء شعبنا لإجبار حماس عليها، وإذا تم إسقاط حكم حماس – إن شاء الله – وتحقيق أهدافنا ستقوم حركة تمرد بتقديم مبادرة أو وثيقة شرف لجميع قوى الشعب الفلسطينى بمن فيهم حماس تحرم استخدام السلاح فى حل الخلافات الداخلية أو فى وجه أى فلسطينى، وأن يكون السلاح للمقاومة فقط لمن يغتصب أرضنا ويهودها ومن ينتهك المواثيق الإنسانية. كم عددكم الآن فى تمرد بالخارج؟ فى هذه الفترة نحن ألقينا بذرة ومازلنا نسقى فيها، وفى 11 نوفمبر هو موعد جنى الثمار، فالشعب الفلسطينى مل من الانقسام ومل من الحالة الداخلية وظلم حماس وتفردها فى قطاع غزة، وكمثال بسيط، بعد سقوط حكم الإخوان فى مصر طرح إسماعيل هنية فوراً على الفصائل الفلسطينية مشاركة حماس فى حكم قطاع غزة وكأن فلسطين أصبحت فقط قطاع غزة، فالظروف أجبرتنا على أن تكون الضفة الغربية وقطاع غزة هى الدولة الفلسطينية، ولكن أن نجزئها ويخرج فصيل سياسى ويعتبر أن بقعة جغرافية هى أرضه فهذا أمر مرفوض، ومن هنا لاقت حركة تمرد صدى كبيرا، ويوميا يأتى إلينا المئات من الرسائل والاتصالات من شباب فلسطينى موجودين فى الضفة وقطاع غزة وخارج فلسطين ومخيمات الشتات والجاليات الأوروبية رافضين الممارسات الحالية والانقسام الداخلى ونهج حماس فى قطاع غزة، ونحن الآن فى مرحلة التكوين الداخلى والاستعداد للانطلاق بشكل فعلى فى الحادى عشر من نوفمبر. وماذا عن تمويل حركة تمرد؟ هو تمويل ذاتي، وأتحدى أن تخرج أى جهة تدعى أنها تدعم تمرد، فالمال السياسى ليس مجانيا ومن يدفع له برنامج، لذلك نحن حريصون على أن يظل مشروعنا مشروعا وطنياً فلسطينيا بحتا ولن نكون تابعين لأحد أو أداة فى يد أحد، وكل من يرد أن يدعمنا فليدعمنا معنوياً وهو ما نسعى إليه. ما تصورك للوضع ما بعد حماس؟ لن نسمح لأى فلسطينى أن يتفرد بحكم الشعب الفلسطينى سواء كان فتح أم حماس، أنا ابن فتح لكن سأكون ظالم إذا قلت إن فتح تسيطر على كل مقاليد الحكم فى فلسطين، لكن فى حالة أن سلمت حماس الحكم اليوم ستكون السلطة الوطنية الفلسطينية هى المكلفة بحكم فلسطين سواء فى الضفة أو القطاع، وهناك مؤسسات فى قطاع غزة من الشرطة والدفاع المدنى والمخابرات والأمن الوقائى وكلها من قطاع غزة وتمت مصادرة مقراتهم من حركة حماس، ومن حقهم العودة لمقراتهم، ولن تكون هناك حالة فراغ فالسلطة الفلسطينية مؤسسة موجودة وقائمة، والهدف الثانى هو التداول السلمى للسلطة والاحتكام لصندوق الاقتراع وعلى الشعب الفلسطينى أن يختار من يشاء، فحماس تتبجح باسم الشرعية ولكن علينا أن نعود لرأى الشعب، وعندما نحقق هذين الهدفين تسليم حماس للسلطة ورفع يدها عن الناس وعودة الشعب الفلسطينى لممارسة حقه فى الانتخاب ستكون حركة تمرد قد أدت مهمتها. ماذا عن دور تمرد فى الداخل وما الدور المطلوب منها للوصول إلى أهداف 11 نوفمبر؟ نحن كقيادات فى تمرد الخارج مجرد واجهة لتمرد الداخل، فالتمرد أصلاً فى قطاع غزة وهم من سيقومون بالتمرد الفعلى، لكن لا نستطيع الإعلان عن أسمائهم لأن حماس تمارس أقصى أنواع الرعب والخوف من كلمة تمرد. حينما خرجت تمرد المصرية كانت لها أهداف محددة ... فماذا عنكم؟ مبدئياً لنا هدفان أساسيان الأول: إسقاط الظلم عن الناس ووقف ممارسات حماس فى غزة، فحماس لم تسمح بمجرد خروج مسيرة شعبية صامتة وبالتالى فالهدف الأول هو رفع حالة الظلم عن الناس وإعطاؤهم الفرصة فى ممارسة حقهم فى التعبير عن الرأى وهو ما صادرته حركة حماس، الهدف الثانى هو عودة الشرعية والتداول السلمى للسلطة وحق الشعب فى الانتخاب، وهذان هما الهدفان الرئيسيان وإذا ما تحقق تسليم حماس للسلطة ستعود القضية الفلسطينية إلى مسارها الصحيح قبل ظهور حماس فى السلطة، وعودة ما خسرته القضية الفلسطينية من دعم إقليمى بسبب ممارسات حماس التى كانت تبيع وتشترى فى المواقف السياسية فتارة كانت تدعم بشار الأسد وتارة ضده وأحياناً تتحالف مع إيران والآن هى فى تحالف ضدها، أيضاً حماس ارتكبت خطيئة فى توتير العلاقة التاريخية المتينة المتلاحمة بين فلسطين ومصر، وواجب علينا كفلسطينيين أن نصحح هذا الوضع. فيما يتعلق بالأنفاق .. ماذا عن تصورك لها فى حالة سقوط حماس؟ من المعيب لنا كفلسطينيين أن نتحدث عن استخدام الأنفاق، نحن شعب له الحق فى الحركة بحرية عن طريق المعابر والحدود الدولية، ومن المعيب استخدام الأنفاق ونحن ضده، لكن حماس استغلت هذه الأنفاق وإيرادها الشهرى حوالى 250 مليون دولار من التجارة عبر الأنفاق كجمارك على السلع، وبالتالى فالأنفاق تمثل إيراداً مهما لتمويل أنشطة حماس، ولم تستغل حماس الأنفاق فى توصيل السلع إلى أهلنا فى غزة، بل قامت بإدخال المخدرات أيضاً عبر الأنفاق التى تستهدف الشباب الفلسطيني، وبالتالى فالأولى هو فتح المعابر وإعادة الوضع لما كان عليه وهذا هو حقنا الطبيعى، ونتيجة للعلاقة بين حماس والإخوان المسلمين فنحن ندرك تخوف مصر على أمنها القومى، ولكن المتضرر من إغلاق المعابر ليست حماس وإنما المتضرر هو الشعب الفلسطينى من طلاب ومرضى وتجار، إسرائيل مارست سياسة الحصار الخانق على قطاع غزة، ولكن معبر رفح كانت هناك مبادرة بعودة حرس الرئيس لاستلام معبر رفح وأعتقد أن هناك موافقة رسمية مصرية فى هذا الشأن لثقتها بالمؤسسة الرسمية الفلسطينية، لكن حماس رفضت فى البداية ثم عادت ووافقت على أن يكون تحت إدارتها، نحن نطالب بأن يتمتع شعبنا الفلسطينى بحرية الدخول والمرور مثل أى شعب آخر، ولكن فى نفس الوقت نحن ندرك نتيجة السياسة الحمقاء لحركة حماس التى جلبت هذه المصائب على الشعب الفلسطيني. ولماذا تم اختيار يوم 11/11؟ أبو عمار هو المحامى الأول لقضية فلسطين، وله رمزية خاصة لا تتكرر فى أى شخص وكان بالنسبة لنا بمثابة الأب ونحن الأبناء، وعندما تم تغييب الأب وقتله انشغل الأبناء ببعض، وبالتالى يوم 11 نوفمبر هو رمزية وحدتنا ممثلة بكوفية ياسر عرفات وهو بمثابة تكريم لهذا الرجل الذى يعتبر رمزاً لوحدتنا. هل تتوقع صداماً بين حركة حماس والشعب فى غزة؟ حماس حركة صدامية بالأساس، وتلجأ للعنف على أبسط الأمور ولسفك الدماء على حوادث بسيطة جداً، وفى إحياء ذكرى أبو عمار قبل سنوات حماس قتلت ستة عشر شابا شاركوا فى الاحتفال، ولكن نحن سنحاول جاهدين فى حركة تمرد ألا تراق قطرة دم واحدة وسنحاول أن تكون مثلاً فى سلميتها، ونحن مؤمنون بالفعل أن إرادة الشعوب لا تقهرها أى قوة عسكرية، فالرصاصة تقتل فردا لكن الكلمة تحيى أمة، ومن هنا نحن نوجه رسالة خالصة من القلب إلى القلب لكتائب القسام التى شهدنا لها فى الماضى مقاومتها للاحتلال، ولكن بعد أن انحرفت بندقيتها إلى صدور أبناء شعبنا نوجه لهم أن يتقوا الله فى الناس وأن يتقوا الله فى فلسطين، وبندقيتهم لابد أن تبقى رصيداً للشعب الفلسطينى فى مقاومة الاحتلال ونناشدهم ألا يطيعوا أوامر قياداتهم ففلسطين أكبر من حماس وأكبر من فتح. هذا على مستوى حماس والقسام، فماذا عن إسرائيل التى تعد الداعم الأكبر لحماس، فهل ستسمح لكم بالتمرد على حماس؟ أولاً أى شيء ترغبه إسرائيل فنحن ضده، وإسرائيل ترغب حماس ونحن ضد هذا، وهذا يكفى الشعب الفلسطينى للوقوف ضد حماس، ولم تقم ثورة على مر التاريخ بإذن محتل، بالعكس فالثورات تقوم مناهضة لسياسات الاحتلال، بالتالى نحن سنجبر إسرائيل على أن تتراجع وأن تلبى مطالب الشعب الفلسطيني. فى مصر كانت الأداة الإعلامية تقف خلف حركة تمرد المصرية، فماذا عن الوضع الإعلامى بالنسبة لتمرد غزة؟ نحن نعانى من حكم حماس لتعاملها بالحديد والنار، ونعانى منها أيضاً لأنها كممت الأفواه وأغلقت مقرات صحفية ووكالات أنباء، وأى صحفى يكتب مقالا يستدعى للأمن الداخلي، وحاولت حماس كسر العديد من الأقلام الحرة، ولكن نحن على تواصل مع شعبنا، وأى حدث يتم فى غزة يتم تصويره وتوثيقه، ونحن بدورنا فى حركة تمرد فى الخارج سنحاول إيصاله للعالم.