سوزى الجنيدى أكد "جيمس موران" سفير الاتحاد الأوروبى بالقاهرة أن موضوع حقوق الإنسان أصبح يعد ركيزة فى هذه المرحلة بمصر بعد الثورة التى تتعلق كثير من مطالبها بالحريات الأساسية وحمايتها. وقال "موران" فى رده على الصحفيين اليوم (الأربعاء 9 أكتوبر/تشرين الأول) على هامش الملتقى الذى نظمته مؤسسة انا ليند ان تدشين برنامجها فى مصر حتى نهاية العام القادم ان مصر واجهت تحديات فى مجال حقوق الانسان على مدى السنوات الماضية، ولا زالت هناك امامها تحديات فى هذا الصدد منها ما يخص الامن واحترام الحريات الاساسية قائلا انه ما لم يكن هناك احترام لهذه الامور فسوف تكون هناك تحديات صعبة. وأضاف أن الاتحاد الاوروبى سيظل داعما لمؤسسات المجتمع المدنى فى جهودها لنشر مبادىء الديمقراطية وحقوق الانسان منوها بان الديمقراطية تتطلب مؤسسات مجتمع مدنى صحية. ومن ناحية اخرى وحول وجود استراتيجية أوروبية لحماية حقوق الانسان فى مصر قال موران اننا ليس لدينا استراتيجية فى هذا الشأن ولكننا نود أن نرى مصر تطور استراتيجيتها فى مجال التشريعات وحقوق الانسان وبناء منظمات المجتمع المدنى، مشيرا الى ان مسيرة التحول الديمقراطى المزدهرة فى مصر تقوم على مؤسسات نشيطة للمجتمع المدنى. وأضاف أن الاتحاد الاوروبى قدم اكثر من عشرين مليون يورو لمؤسسات المجتمع المدنى فى مصر وليس من بينها الميزانية التى يخصصها الاتحاد الاوروبى لمؤسسة انا ليند. وقال ان الجمعيات التى تتلقى دعما من الاتحاد الاوروبى تعمل فى اطار القانون المصرى. وانتقد جيمس موران غياب الشفافية فى صدور قانون منظمات المجتمع المدنى الجديد، وقال انه يغيب عنه الشفافية .. وسنواصل اتصالنا مع الحكومة المصرية للوصول الى قانون يوفى المعايير العالمية فى هذا الصدد. وأكد أن الاتحاد الاوروبى سيواصل دعمه لمؤسسات المجتمع المدنى فى مصر منوها بان هذه المنظمات تساهم ايجابيا فى تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتنموية بمصر، وتعمل فى شتى ربوع مصر من مطروح إلى أسوان. وفيما يخص التنمية السياسية فهناك منظمات مجتمع مطنى تضطلع بدور فعال لبناء الديمقراطية بمصر والتى لن نستيطع بناءها بشكل صحيح فى مصر بدون وجود هذه المنظمات . وحول تدخل المجتمع المدنى فى الحياة السياسية قال موران ان جمعيات المجتمع المدنى التى ندعمها هى التى تساهم اسهاما ايجابيا من أجل تطوير وتنمية ملايين من الاشخاص الذين يعتمدون على هذه المنظمات فى حياتهم، وقال ان جمعيات المجتمع المدنى تسهم فى التنمية السياسية وهذا جزء لا يتجزأ من الديمقراطية، مشيرا الى أن هذا الاتهام كان فى وجود الرئيس السابق محمد مرسى باتهام هذه المنظمات والجمعيات بالتدخل فى شئون البلاد. جاءت تصريحات موران على هامش الملتقى الذى اعلنت خلاله شبكة مؤسسة آنا ليند المصرية عن برنامجها وأنشطتها في مصر لهذا العام وحتى نهاية العام المقبل 2014 . كما أكد جيمس موران سفير الاتحاد الأوروبى لدى مصر أن الاتحاد يدرك تماماً الأهمية الحيوية للبحث العلمى والابتكار فى حجم العلاقات مع مصر. وقال موران فى كلمته اليوم فى افتتاح ندوة " الابتكار والبحث كمحركين للتنمية الاقتصادية، تمهيد الطريق نحو الرخاء" ان التعاون قائم ومستمر بين مصر والاتحاد الاوروبى فى مجال البحث العلمى ونتطلع لزيارته فى الاشهر المقبلة. اضاف ان الاتحاد الاوروبى يدعم بشكل كبير مصر فى مجالات البحث العلمى من خلال برنامج عمل يسمى اطار العمل والذى يغطى مجالات كثيرة فى نواحى تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا متناهية الصغر. وقال ان مصر أدهشتنا بحجم تطورها العلمى وحجم علمائها المشاركين فى البرامج البحثية مع دول الاتحاد الاوروبى مؤكدا ان مصر كانت اكبر دول جنوب المتوسط مشاركة لدول الاتحاد الاوروبى فى مجال البحث العلمى. واشار الى ان الاتحاد الاوروبى سيدشن نهاية هذا العام برنامجا جديدا للتعاون فى مجال البحث العلمى رصد له سبعين مليار يورو يجمع بين دول الاتحاد الاوروبى ودول الجوار وسيقدم فرصا جديدة للتعاون بين الجانبين، ومن المقرر ان يبدا العمل فى أحد برامجه خلال شهر يناير المقبل. اضاف ان الاتحاد الاوروبى رصد أيضاً فى ميزانيته نبلغ عشرين مليار يورو لبرنامج دعم الابحاث العلمية وربطها بمجالات الصناعة . واشار موران الى ان التأخير فى عقود البرامج الموقعة مع مصر فى مجال البحث العلمى العام الماضى كان بسبب الاحداث والضغوط التى شهدتها مصر ولكن سوف يواصل الاتحاد الاوروبى العمل مع مصر بشكل جيد فى المستقبل . وقال موران ان الاتحاد الاوروبى يسعى لتشجيع صغار العلماء فى مصر والموهوبين من العلماء الشباب ويركز على تشجيع البحث والابتكار فى التعليم العالى . وقد انشأ برنامجا محددا فى هذا الصدد يعمل على تحديث نظم التعليم العالى وقدم بالفعل دعما فى اطاره لثلاثة وثلاثين مشروعا فى مختلف الجامعات المصرية بتكلفة قدرها 33 مليون جنيه، كما رصد اكثر من خمسمائة منحة علمية لمصر فى اطار تبادل الخبرات العلمية والمنح المتبادلة موضحا انه ستكون هناك كثير من المنح التى ستقدم لمصر فى هذا الصدد . ونوه الى ان هناك أيضاً سبعة وعشرين مشروعا علميا مختلفا تم رصدها فى اطار برنامج افق 2020 الذى يعد برنامجا طموحا للغاية للتعاون مع دول جنوب المتوسط وسوف تستفيد منه مصر كثيرا . واوضح موران ان هذه الندوة بمثابة منبر لتبادل الافكار والخبراء بين الاطراف المختلفة من اجل تعميق العلاقات الثنائية مشيرا الى ان سلسلة ندوات الابتكار الاوروبية المصرية هى مبادرة تهدف لتقديم خبرات الاتحاد الاوروبى والطول اعضاء لتنمية وتعزيز البحث والابتكار . اضاف ان هذه الندوة تلقى الضوء على دور الابتكار ومؤسسات البحث وعلاقاتها بالشركات والمنظمات الصناعية . ومن ناحية اخرى وردا على اسئلة الصحفيين قال موران ان مصر تواجه الكثير من التحديات اهمها التحدى الاقتصادى وهو التحدى الاكبر الذى سيواجه مصر خلال السنوات القادمة ويجب ان يحظى باهتمام الجميع .. وقال انه وفى اطار معالجته لابد من اساس قوى فى برامج البحث العلمى والابتكار للتغلب على هذا التحدى . واضاف ان لدينا قائمة بالتحديات التى تواجه مصر بعضها متعلق بالماضى والاخر يتعلق لتداعيات احداث الثورة والإصلاح الاقتصادى وإعادة الهيكلة التى نجحت بعض اجراءاتها بالفعل غير ان البعض الاخر ما زال يحتاج لمزيد من العمل حتى نرى اقتصادا افضل فى مصر مشيرا الى ان من ضمن هذه التحديات هو انه يتم الأنفاق على الدعم بشكل اكبر من الإنفاق على التعليم. واضاف ان الاتحاد الاوروبى مستعد لدعم مصر بكل قدراته. وحول امكانية استفادة قطاع الصناعة المصرى من هذا التعاون مع الاتحاد الاوروبى فى مجال ابتكار قال السفير موران ان برامج الاتحاد الاوروبى تهدف للربط بين الصناعة ومجال الابتكار والبحث العلمى غير انةهذاىالامر صعب للغاية لكن هناك خبرات ومعاهد علمية تعمل فى مصر ودول اخرى فى هذا الصدد .. وتوجد محاولات لعبور هذه الفجوة وهناك برامج ناجحة فى هذا الصدد خاصة برنامج التنمية والبحوث وحرية الابتكار الذى استفادت شركات كثيرة من عمله .