أشاد سفير الاتحاد الأوروبي لدي مصر جيمس موران ، بحجم التطور العلمي في مصر، قائلا "إن مصر أدهشتنا بحجم تطورها العلمي وحجم علمائها المشاركين في البرامج البحثية مع دول الاتحاد الأوروبي". وأضاف موران - في كلمته الأربعاء 9 أكتوبر، خلال افتتاح ندوة "الابتكار والبحث كمحركين للتنمية الاقتصادية .. تمهيد الطريق نحو الرخاء" أن الاتحاد الأوروبي يدعم مصر بشكل كبير في مجالات البحث العلمي من خلال برنامج عمل يغطى مجالات كثيرة في نواحي تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا متناهية الصغر، ويدرك تماماً الأهمية الحيوية للبحث العلمي والابتكار في حجم العلاقات مع مصر. وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سيدشن نهاية هذا العام برنامجا جديدا للتعاون في مجال البحث العلمي، رصد له سبعين مليار يورو يجمع بين دول الاتحاد الأوروبي ودول الجوار وسيقدم فرصا جديدة للتعاون بين الجانبين، ومن المقرر أن يبدأ العمل في أحد برامجه خلال شهر يناير المقبل، مضيفا "كما رصد أيضا في ميزانيته مبلغ عشرين مليار يورو لبرنامج دعم الأبحاث العلمية وربطها بمجالات الصناعة". وعزا التأخير في عقود البرامج الموقعة مع مصر في مجال البحث العلمي العام الماضي إلى الأحداث والضغوط التي شهدتها مصر، موضحا أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع مصر بشكل جيد في المستقبل. وأكد موران أن الاتحاد الأوروبي يسعى لتشجيع صغار العلماء في مصر والموهوبين من العلماء الشباب ويركز على تشجيع البحث والابتكار في التعليم العالي. وأضاف في هذا الصدد، أن الاتحاد أنشأ برنامجا محددا يعمل على تحديث نظم التعليم العالي وقدم بالفعل دعما لثلاثة وثلاثين مشروعا في مختلف الجامعات المصرية بتكلفة قدرها 33 مليون جنيه، كما رصد أكثر من خمسمائة منحة علمية لمصر في إطار تبادل الخبرات العلمية والمنح المتبادلة ، موضحا أنه سيتم تقديم الكثير من المنح لمصر فى هذا الصدد. ونوه إلى أن هناك أيضا سبعة وعشرين مشروعا علميا مختلفا تم رصدها في إطار برنامج أفق 2020 الذي يعد برنامجا طموحا للغاية للتعاون مع دول جنوب المتوسط ، وستستفيد منه مصر كثيرا. وأوضح موران أن هذه الندوة بمثابة منبر لتبادل الأفكار والخبراء بين الأطراف المختلفة من أجل تعميق العلاقات الثنائية، مشيرا إلى أن سلسلة ندوات الابتكار الأوروبية المصرية هى مبادرة تهدف لتقديم خبرات الاتحاد الأوروبي لتنمية وتعزيز البحث والابتكار، مشيرا إلى أن هذه الندوة تلقى الضوء على دور الابتكار ومؤسسات البحث وعلاقاتها بالشركات والمنظمات الصناعية. ومن ناحية أخرى، وردا على أسئلة الصحفيين ، قال موران إن مصر تواجه الكثير من التحديات أهمها التحدي الاقتصادي الذي يعد التحدي الأكبر الذي سيواجه مصر خلال السنوات القادمة، ويجب أن يحظى باهتمام الجميع، وفى إطار معالجته لابد من أساس قوى في برامج البحث العلمي والابتكار للتغلب عليه. وأضاف "لدينا قائمة بالتحديات التي تواجه مصر بعضها متعلق بالماضي ، والآخر يتعلق بتداعيات أحداث الثورة والإصلاح الاقتصادي، وإعادة الهيكلة التي نجحت بعض إجراءاتها بالفعل غير أن البعض الآخر ما زال يحتاج لمزيد من العمل حتى نرى اقتصادا أفضل في مصر، مشيرا إلى أن من ضمن هذه التحديات هو أنه يتم الإنفاق على الدعم بشكل أكبر من الإنفاق على التعليم"، مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي مستعد لدعم مصر بكل قدراته. وحول إمكانية استفادة قطاع الصناعة المصري من هذا التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مجال الابتكار، قال السفير موران إن برامج الاتحاد الأوروبي تهدف للربط بين الصناعة ومجال الابتكار والبحث العلمي غير أن هذا الأمر صعب للغاية، لكن هناك خبرات ومعاهد علمية تعمل في مصر ودول أخرى في هذا الصدد..وتوجد محاولات لعبور هذه الفجوة، حيث إن هناك برامجا ناجحة في هذا الصدد، خاصة برنامج التنمية والبحوث وحرية الابتكار الذي استفادت شركات كثيرة من عمله.