إن ما تتعرض له اليوم مصر استهداف مقصود ومحاولة لزرع الفتنة ودعوة غير مباشرة للاقتتال بين ابناءها، ولذا فاما تقف الأمة العربية يدا واحدة لتحمي الإرادة الشعبية لهذا البلد وتساهم في المصالحة الوطنية لكي لانجعل عمودنا الفقري ينخره التنافر والكراهية وتسيل دماء اشقاءنا على أرض الكنانة على يد بعضهم البعض كما حصل في معظم البلدان العربية التي هبت فيها ريح الثورات، وإما ستعلن وفاة العرب قريبا ولن تكون لهم قائمة فيما بعد. فكما جاء في قوله تعالى (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم وأصبروا ان الله مع الصابرين) ،وان الاختلاف والتنازع والفرقة لقادرة على ان تحقق بأس امة باكملها،وان لروح الوحدة والشعور بالانتماء للعروبة التي تجمعنا لقادر ان يشد اواصرنا واستنادا للحديث الشريف ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). مايجري اليوم في مصر أصبح واضحا وضوح الشمس حتى للانسان الأمي لايحتاج لمحلل سياسي ولا لدراسة عميقة لان ما تمثله مصر ومكانتها الكبيرة في سياسة تشكيل القرار العربي الدولي،وشهادةالتاريخ لها بالرقي والقدوة والشجاعة في اتخاد المبادرة الاولى بالانحياز دائما وبشكل ملحوظ الى الدول العربية، وتاريخها الطويل ،موقعها الجغرافي الاستراتيجي،احتضانها للمعالم التاريخية وتشكيلها لمهد حضارة الالاف السنين وفخر العرب بالانتماء إليها جعلها اليوم مستهذفة استهذافا ملحوظا بهدف ضرب الهوية العربية وتفتت الوطن العربي، بل اكتر من ذلك ضرب اكبر حائط صد واجه به العرب الآعيب الكائدين ومؤامرات الخونة. لذا علينا اليوم وقبل أن تستفحل الأوضاع وتسوء وتجنبا لاراقة الدم المصري ان تتظافر جهودنا عن طريق الدعوة الى مصالحة وطنية عاجلة ،ارجو ان يلعب فيها الإعلام النزيه دورا بناءا في التوعية بخطورة التعصب والتشدد والمواجهات الدامية التي سترتكب في حق اي طرف سواءا كان معارضا او مؤيدا،ساندوا الإرادة الشعبية المصرية التي تحققت وادعوا الى مصالحة وطنية شاملة بين المؤيدين والمعارضين ولاداعي للدعوة الى إقصاء أي طرف فكلاهما مصريون،فلا عداوة ولا بغضاء من اجل وحدة عربية تحتضن الجميع، لا حرب ولا انتصار ولا هزيمة بين الأشقاء وليكن كل واحدامنا سفيرا للسلام (اتّقوا النّار ولو بِشِقِّ تمرة، فمَن لم يجد فبكلمة طيِّبة. كما ارجو ان يساهم الازهر الشريف بشكل متواصل ومكتف في نشر الدعوة الى الوحدة بين كامل صفوف ابناءه،وان لايكف عن القاء الخطب بالمساجد والدور الاسلامية ونقل اكبر قدر من المعلومات عن التسامح والوحدة بشكل فعال ومؤتر لإمتصاص الغضب ونشر السلم والسلام بين كافة ابناء الشعب المصري الذين لايمكن له وكما عهدناه ان يقصي فئة من ابناء وطنه،دون ان نغفل طبعا الدور التكميلي والاساسي والذي هو جزء مهم من المجتمع المصري الذي يتشكل في المساهمة المهمة التي سيساندنا بها الاخوة المسيحيين بالكنائس تحت تاطير هيئة الاوقاف القبطية وتوجيه البابا تواضاروس الثاني. أما الرسالة الاخرى التي احب ان اوجهها من هذا المنبر فهي لوسائل الاعلام سواء السمعية البصرية او المكتوبة التي اجدها اليوم تتربص كعادتها لمحاولة الاقتناص والبحث جاهدة على كيفية فبركة اي مشهد يمكن له ان يروع النفوس ويشكك المتلقي في ارادة شعب حقيقية،او ينتقون مفردات سامة مقصودة عن عمد لتنافر وعداء الشعب،فانا اقول لها اليوم سقطت مصداقيتكم للابد ولتتخبطون في مستنقعاتكم وبرك الوحل التي صنعتم ولا فائدة من التظليل لان الملايين التي خرجت يوم 30 يونيو سبقتكم ودخلت كل البيوت واقتحمت كل شاشات العالم وتربعت على قلوب الناس. ولا تنسوا أن الأفاعي تموت بسمها وان كانت بيوتكم من زجاج فلا تقدفون الناس بالحجارة وان ما تساهمون به اليوم لهو جريمة في حق الانسانية العار والخزي سيلاحقكم اينما ارتحلتم وحللتم، واخر رجاء وامنية سأ توجه بها إلى حركة تمرد،الشباب الذي اقنع تلاتين مليون مصري للخروج والانتفاض والتعبير عن ارادته الشعبية في ابهى وارقى صورها فابهر العالم باسره قادر على ان يفتح يديه وصدره ويحتضن اشقاءه وابناء وطنه بمبادرة للمصالحة مع فئة المعارضين، فرغم كل شيء ان الخير في اي انسان اصيل اما الشر فهو يبقى دائما ليس الا دخيل،فكم املنا كبير فيكم بعد الله وانا لتقتنا في هذا الشعب لكبيرة وانكم لقادرون على توحيد صفوفكم دون اقصاء، فلتلقنوا الاعداء مرة اخرى ما مفهموم مصر مدرسة الشعوب.