استهل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الخميس جولته الأفريقية التي تستغرق أسبوعا وستحمله إلى السنغال وتنزانيا وجنوب أفريقيا، بزيارة إلى جزيرة غوري لتكريم الأفارقة الذين تم ترحيلهم عبيدا إلى أمريكا. يبدأ باراك اوباما اول رئيس اسود للولايات المتحدة جولته الافريقية الخميس بتكريم العبيد والاشادة بالسنغال التي تتمسك بالديموقراطية رغم انعدام الاستقرار في المنطقة. ونزل اوباما من الطائرة الرئاسية ليل الاربعاء الخميس في مطار دكار المحطة الاولى من جولة تشمل ثلاث دول في قارة تربط اجداده بها علاقة قوية. الا ان الوضع الصحي المتدهور لرئيس جنوب افريقيا السابق نيلسون مانديلا والذي بات بين الحياة والموت في احد مستشفيات بريتوريا يمكن ان يسرق من اضواء جولة اوباما. وفي حال توفي مانديلا قبل وصول اوباما الى جنوب افريقيا الجمعة، قد يتعين على مساعديه الغاء زيارات مقررة الى جوهانسبورغ وكاب تاون. ويبدا اوباما الخميس بمحادثات ومؤتمر صحافي مع نظيره السنغالي ماكي سال قبل ان يتحدث عن اهمية حكم القانون امام المحكمة العليا في السنغال. وبعدها يقوم اوباما المتحدر من اب كيني وزوجته ميشال وكلاهما من احفاد عبيد سابقين بزيارة جزيرة غوري لتكريم الافارقة الذين تم ترحيلهم عبيدا الى القارة الجديدة. وسيتوجه اوباما الى هذه الجزيرة على متن عبارة ليزور متحف بيت العبيد قبالة سواحل السنغال والتي ترمز الى الحقبة المظلمة في تاريخ الولاياتالمتحدة وافريقيا. وقال المشرف على المتحف ايلوي كولي "هناك رابط بين اوباما الاميركي المتحدر من افريقيا من خلال والده وزوجته الافريقية الاميركية التي يتحدر اجدادها من افريقيا". واضاف كولي "اعتقد ان زيارة اوباما وبفضل تضافر كل هذه العوامل ترتدي اهمية كبرى". وعلق المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني بالقول ان هذه الزيارة تعتبر محطة مهمة بالنسبة الى اوباما. وقال كارني امام صحافيين ان "زيارة كهذه يقوم بها اي رئيس اميركي لها اهمية كبيرة". واضاف "اعتقد ان الامر سيكون كذلك خلال زيارة اوباما خصوصا لجهة اصوله الافريقية الاميركية". ويشدد المسؤولون الاميركيون على الديموقراطية في السنغال البلد ذي الغالبية المسلمة في المحطة الاولى من جولة اوباما التي ستركز على غرب افريقيا. ومن المرجح ان يتناول اوباما الوضع في مالي المجاورة قبل بدء انتشار قوات تابعة للامم المتحدة. وتاتي زيارة اوباما الى افريقيا في وقت حساس يستعد فيه العالم لوداع مانديلا. وصرح نابليسي مانديلا احد اعيان القبيلة التي يتحدر منها مانديلا ان الرئيس الافريقي السابق بات يتنفس بواسطة الاجهزة، وان الرئيس الحالي جاكوب زوما الغى زيارة مقررة الى موزمبيق. والتقى مانديلا اوباما خلال قيامه بزيارة الى الولاياتالمتحدة في 2005 وكان اوباما انذاك سناتورا حديث العهد. وقد تحادث المسؤولان عبر الهاتف مرات عدة منذ ذلك الحين. الا ان الظهور العلني المرتقب بين اول رئيسين اسودين لجنوب افريقيا والولاياتالمتحدة بات مستحيلا اليوم. واشار اوباما مرارا الى الرابط الذي يجمعه بافريقيا. الا ان سلسلة من الازمات الدولية خلال ولايته الرئاسية الاولى حالت دون قيامه بزيارات على نطاق واسع الى هذه القارة. واكتفى برحلة قصيرة الى غانا في 2009. وتهدف جولة اوباما الى التركيز على الامكانات الاقتصادية الصاعدة لافريقيا والطبقة الوسطى المتزايدة فيها وايضا على البرامج الصحية والمخصصة للشباب، والتركيز على التزام الولاياتالمتحدة في المنطقة التي تستفيد من استثمارات كبيرة تقوم بها الصين. وقال كارني "لم نصل متاخرين"، في اشارة الى انه وعلى الرغم من عدم قدوم اوباما فان نائبه جو بايدن زار افريقيا خلال الولاية الرئاسية الاولى بالاضافة جهود دبلوماسية حثيثة للادارة الاميركية على مستوى القارة. الا ان الفرح العامر الذي صاحب انتخاب اوباما في 2008 تلته خيبة امل اذ كان سكان القارة ياملون في ان يدرجهم بين اولوياتهم. والملفت غياب محطة مهمة عن جدول جولة اوباما هي كينيا. واعلن مسؤولون ان ادانة الرئيس الكيني اوهورو كينياتا امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي جعل من المستحيل ان يقوم اوباما بزيارة اليها. أ ف ب