أكدت الدكتورة نادية زخارى وزيرة البحث العلمى ان ميزانية الدولة من البحث العلمى زادت بمعدل ثلاثة أضعاف موضحة ان هناك موازنة اخرى يشارك فيها القطاع الخاص والمنظمات غير الحكومية . وقالت زخارى ان وزارة البحث العلمى " لا تلام " على عدم تطبيق الابحاث وهناك احتياج لجهة لتسويق الابحاث وقانون يشجع الجهات المستفيدة لتنفيذ الابحاث. واضافت ان مصر حاليا بصدد وضع استراتيجية جديدة للبحث العلمى بعد انتهاء الاستراتيجة الخمسية من 2007 الى 2012 موضحة انه يتم حاليا وضع قانون للبحث العلمى يتضمن تقديم اجراءات للجهات للاستفادة من الأبحاث مثل الإعفاء من بعض الضرائب او تدريب عمال لتحسين مستوى إنتاجهم وكذلك لابد من قيام الباحث بالتعرف على حقيقة الأوضاع عمليا على الارض قبل وضع نقاط البحث. واضافت ان هناك فى المقابل أبحاثا يتم تطبيقها فى مجال الطاقة المتجددة خاصة الشمسية والرياح ومن الطحالب والنفايات الحيوية ولكن البحث العلمى عموما يأخذ وقتا قبل ان تظهر نتائجه ويتطلب صبرا . جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى المشترك الذى عقدته نادية زخارى اليوم مع السفير جيمس موران سفير الاتحاد الاوروبى لدى مصر بمناسبة اختتام فعاليات العام المصرى الاوروبى للعلوم والابتكار 2012 . قالت نادية زخارى ان التعاون فى مجال البحث العلمى مع الاتحاد الاوروبى بدا منذ 2005 مع فرنسا وإيطاليا ثم المانيا التى تعد الان من اكثر الدول التى يتم التعاون معها فى هذا المجال .. واضافت ان برنامج البحوث والتنمية والابتكار يهتم بنشر الثقافة العلمية منذ سن الطفولة مشيرة الى ان الفعالية النهائية فى اطار البرنامج ستتم غداً حيث ينظم وفد الاتحاد الاوروبى ووزارة بحث العلمى احتفالية بمناسبة انتهاء العام المصرى الاوروبى 2012 وختام الموسم الرابع لمسابقة مختبر الشهرة التى تقدم اليها خمسمائة شاب مصرى وشارك فيها مائتة متسابق فى التصفيات المحلية التى نظمت بعدة جامعات .. وتأهل من بينهم ثمانية متسابقين للمسابقة النهائية حيث يتنافسون على لقب الفائز المحلى لمختبر الشهرة الذى يمثل مصر فى مسابقة الدولية بانجلترا يونيو المقبل . وأشارت الى ان رئيس الوزراء هشام قنديل سوف يلتقى بالفائزين فى المسابقة الذين يصلون للنهائيات يوم السبت المقبل لتشجيعهم . واضافت نادية زخارى ان التعاون المصرى الاوروبى شمل أيضاً العام الماضى محاضرات عن الاثار والتراث والدراسات الانسانية والدراسات فى مجال الفيزياء والجيولوجيا ودراسات لتحسين مستوى الطبقة المهمشة والتغييرات المناخية وتأثيرها على الدلتا كما شملت اقامة مهرجانات علمية فعاليات لتمويل أبحاث لدراسات الأورام ووضع اطلس للبحث العلمى فى العالم الاسلامى والحصول على اجهزة متطورة لمساعدة المعاقين . وحول ما اذا كان لدى مصر قاعدة معلومات تحدد عدد من يمكن وصفهم بالعلماء قالت نادية زخارى ان الامر يتوقف على تعريف كلمة عالم والفارق بينه وبين الباحث موضحة ان هناك عدة أبحاث ناجحة تمت فى مصر مؤخراً من بينها تطوير مصل لإنفلونزا الطيور فاعليته 90 فى المائة وكذلك تطوير دهانات بالنانو تكنولوجى تقاوم الرطوبة والصدأ وايضا ابتكارات فى البتروكيماويات لرصف الشوارع وغيرها .. وابتكار هام فى مجال الطاقة الشمسية لتقليل طبقات الشرائح . من جانبه أكد جيمس موران سفير الاتحاد الاوروبى لدى مصر ان هناك تنسيقا جيدا مع وزارة البحث العلمى موضحا ان المئات من المصريين استفادوا من المشروعات البحثية المشتركة وورش العمل والمؤتمرات والتعاون العلمى بين العلماء فى الجانبين مما يساهم فى بناء تفاهم طويل المدى فى المجال العلمى والتكنولوجى بين مصر والاتحاد الاوروبى . وقال موران ان هناك عدة برامج للتعاون المشترك فى مجال البحث العلمى مع مصر حيث تم فى مايو 2011 توقيع اتفاقية برنامج البحوث والتطوير والابتكار الثانى الذى يوفر عشرين مليون يورو فى فترة تتجاوز اربع سنوات كما يعمل الاتحاد الاوروبى على دفع التعاون فى مجال العلوم والتكنولوجيا من خلال البرنامج الادارة السابع للبحوث والتنمية التكنولوجية برأسمال أربعين مليار يورو .. وتشارك مصر بشكل مؤثر فى هذا البرنامج الاوروبى بأكثر من تسعين مشروعا فى مجالات الصحة والطاقة والأمن الغذائي .. كما يقوم الاتحاد الاوروبى حاليا بالأعداد لبرنامج ( اتش 2020 ) والمتوقع ان يكون رأسماله ثمانين مليار يورو ويعد من اكبر برامج البحوث التعاونية فى العالم مشيرا الى ان لدى الاتحاد الاوروبى 28 برنامج فى العام الحالى سيتم الاختيار من بينها لتمويلها مع مصر . واوضح ان مصر تواجه تحديات كبيرة .. والاتحاد أوروبى يريد مساندتها بكل ما يستطيع مشيرا الى ان البحث العلمى يعد احد اهم المجالات فى هذا الاطار وهو مجال يتطلب التزاما طويل الأمد اضاف ان هناك تعاونا مصريا أوروبيا طموحا فى مجال أبحاث محاربة الالتهاب الكبدى خاصة فيروس سى قائلا ان هناك تبادلا مهما للمعرفة بين الجانبين لمحاربته. اشار الى وجود تعاون فى مجال الطاقة المتجددة موضحا ان بنك التنمية الاوروبى لديه استثمارات فى مصر وهناك مشروع كبير لطاقة الرياح والطاقة الشمسية ستاتى بثمارها بعد سنوات وربما تقوم اوروبا باستيراد الطاقة من مصر بعد عدة سنوات . وحول ما اذا كان الاتحاد الاوروبى مستعدا لاستقبال اعداد ضخمة من الباحثين المصريين لاستكمال دراستهم أسوة بما حدث فى عصر النهضة إبان حكم محد على قال جيمس موران ان التعاون بين مصر وأوروبا مستمر منذ مئات السنوات .. وفى الماضى كانت اوروبا تستفيد من إنجازات علماء مصر والشرق وهناك برامج فى مجال التعاون العلمى من بينها اتش 2020 الذى يبدأ اكتوبر القادم كما قدمت المانيا 18 منحة لدراسة الدكتوراة بها . وعن امكانية تسويق الاختراعات والابتكارات المصرية بالخارج قالت نادية زخارى ان ما ينتج خلال هذه الابتكارات والاختراعات التى تتم فى مصر يكفى السوق المحلى.. وقد يتم التوسع فى بعض الابحاث المصرية لتشمل اسواق الدول القريبة كالسودان..مشيرة الى ان الانتاج المصرى فى هذه الابتكارات الجديدة مثل مواد رصف الطرق ورصف فواصل الكبارى والطلاءات المعدنية المقاومة للصداء غير كافية لتصديرها للاسواق الاجنبية. وبخصوص ما يمكن ان يقدمه الاتحاد الاوروبى لتقليل هجرة العلماء والعقول من مصر فى هذه المرحلة قال جيمس موران انه لابد من تجنب ذلك .. من خلال توفير فرص مواتية للعلماء للاستمرار فى بلادهم ..ويقوم الاتحاد الاوروبى بكثير من المشاريع والبرامج التى تساعد العلماء وتشجعهم على الاستمرار فى اوطانهم. ومن جانبه قال جيمس موران ان لمصر رصيدا كبيرا من العلماء منتشرين فى كثير من دول العالم والتحدى هو اقناعهم بالعودة الى ارض الوطن..وتقديم الفرص..مشيرا الى انه عندما يعود الاقتصاد الى مساره الصحيح سوف يعود كثير من العلماء. والتقطت وزيرة الدوله للبحث العلمى طرف الحديث قائلة انه يجب عليهم العودة للوطن لكى يباشروا اعمالاهم فى مصر..وتدريب الاجيال الجديدة على خبراتهم وما تعلموه