أحمد السيوفى - بعد أن نشرت «الأهرام العربى» موضوعا حول منفذى مجزرة رفح متهمة عددا من قيادات المقاومة الإسلامية حماس، الأمر الذى أثار ضجة واسعة وردود أفعال على كل المستويات، اتجهت «الأهرام العربى» إلى الرجل الثانى فى حركة حماس الدكتور موسى أبو مرزوق، الذى طرحنا عليه كل الأسئلة المثارة حول هؤلاء الشباب وحقيقة الأمر، وكذلك حول زيارة السيد خالد مشعل، للقاهرة ومكتب الإرشاد، وغيرها من الأحداث والمعلومات التى طرحناها عليه فى هذا الحوار.. وجهت فى الفترة الأخيرة اتهامات إلى حركة حماس بتهديد الأمن القومى المصرى، وكان أبرزها التحقيق الذى نشر بمجلة «الأهرام العربى» وتم اتهام حركة حماس بأنها هى المنفذة للعملية فى رفح والتى راح ضحيتها 17 جندياً مصرياً؟ هذا كله كلام مرسل، ولا أساس له من الصحة، ولقد نفاه المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري، ونفته كذلك الرئاسة، ومصدر في المخابرات العامة المصرية استهجن هذا الكلام. الجميع يعلم أن “كتائب القسام" لم تستهدف أياً من أعدائها المحتلين الصهاينة خارج حدود فلسطين، وهي لم تستهدف من نال من قادتها ومن رموزها خارج فلسطين، على سبيل المثال محاولة اغتيال الأخ خالد مشعل، في عمان عام 1997، واستشهاد واغتيال كل من المبحوح، في دبي بالإمارات العربية المتحدة، وعز الدين الشيخ خليل، في دمشق، وفي سوريا، وكذلك عمليات خطف بعض كوادر الحركة من أوروبا الشرقية ونقلهم إلى إسرائيل. نحن حصرنا قتالنا وجهادنا ضد من يحتل أراضينا داخل بلادنا فلسطين وحين نكون فعلنا ذلك مع عدونا المغتصب لأراضينا ويقتلنا كل يوم ولم ننجر إلى مخططاته بنقل ساحة معركتنا معه خارج حدود فلسطين، فهل يعقل بعد ذلك أن نستهدف أشقاءنا في مصر، هل يعقل أن نستهدف من نعتقد أنهم السند والمدد والمعين بعد الله تعالى، وهل ممكن أن يكون هؤلاء القادة الذين ورد اسمهم في التقرير المفبرك وهم المطلوبون للإسرائيليين لأكثر من 15 سنة، وجرت عدة محاولات إسرائيلية فاشلة لاغتيالهم، هل يعقل أن يكونوا قد فكروا أصلاً بالقيام بمثل هذا الأمر؟. فى رأيك ما المصادر التى اعتمدت عليها الجهات التى سربت هذه الاتهامات إلى الإعلام؟ فى الحقيقة نحن تتبعنا مصادر ما نشر، وتبين أنها في مجملها تكرار لما سبق وأن تم نشره بعد جريمة مقتل الجنود المصريين مباشرة، سواء ما تم نشره في الصحافة الإسرائيلية وبعض المواقع الصهيونية كموقع “ديبكا" أو ما كان في جزء منها تسريبات من مصادر خليجية زودتها فيها مصادر فلسطينية، وأخرى من صحف غربية نقلت عن مصادر لم تحدد من هي، ثم تنقل عنها بعض الصحف والمجلات المصرية. أنا طلبت من الصحفي كاتب التقرير أن يزودنا بما قيل وادعى أنه مصدر للمعلومات وأنه من أحد قيادات “حماس" ولم أجد لديه أية إجابة إلا قوله: إنه لن يكشف عن مصادره، قلت له ما نشرته لم يكن إلا تجميعاً وتكراراً لما سبق وتم نشره ليس فيه أى جديد سوى الحديث المفترى بإلصاق التهمة بثلاثة أسماء من قيادات المقاومة المعروفة والمطلوبة للاحتلال الصهيوني وهي أسماء ليست سرية أو مجهولة وكان الغرض من الزج بهذه الأسماء إيهام القارئ بأن هناك اكتشافاً سرياً جديداً للعناصر المنفذة أو المخططة ولا يعلم كاتب التقرير أن هذه الأسماء من القيادات المعروفة لكل الأجهزة الأمنية السيادية في مصر وهذه الأجهزة على اتصال دائم مع هذه الأسماء، وبعضها كان له دور بارز في مفاوضات الجندى الأسير شاليط، وتحديداً المجاهد رائد العطار الذى ظهر في وسائل الإعلام وهو يسلم الجندى شاليط للجانب المصري بعد توقيع الصفقة بصحبة القائد الشهيد أحمد الجعبري. من هنا نحن نتمنى على جميع إخوتنا الإعلاميين والصحفيين وتحديداً في الصحف المصرية أن يتحروا ويدققوا جيداً في المعلومة ولا يقوموا بإدخال المقاومة وحماس والشعب الفلسطيني كطرف في التدافع السياسي الداخلي بين القوى والأحزاب السياسية، وبأن يكفوا عن استخدام اسم “حماس" كونها «إخوان مسلمين» في تصفية الحسابات مع مؤسسة الرئاسة أو الإخوان المسلمين. وأنا أدعو السيد رئيس تحرير مجلة «الأهرام العربي» الذى وافق على نشر هذه التسريبات أن يدقق في معلومات من كتب التقرير وأن يصحح من هذه المعلومات، منها ما ذكره، وأسماه السجين الهارب من سجن المرج والمطلوب في مصر “أيمن نوفل" وهو لا يعلم أو يعلم وتغاضي بأن هناك عدة أوامر قضائية مصرية قررت الإفراج عن هذا المعتقل الذى كان محبوساً دون أية تهمة في السجون. كاتب التقرير تحدث عن أيمن نوفل، وكأنه هارب من حكم مصري كان يقضيه في سجن المرج، وهذا غير صحيح، نحن أوضحنا أكثر من مرة لأكثر من وسيلة إعلامية أن أيمن نوفل، كان معتقلاً ظلما من النظام السابق ودون أية تهمة ولا حكم وعندما فتحت السجون أثناء ثورة 25 يناير، خرج نوفل شأنه شأن عشرات الآلاف من المصريين الذين خرجوا من السجون، والتى اعترف وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلى، فى آخر جلسات المحكمة أخيراً بأنها صدرت إليه أوامر عليا بفتح السجون لنشر الفوضى في الشارع المصري لترهيب الناس من الثورة. وأيمن نوفل، وصل لقطاع غزة واستقبله أهله وذووه بعد غياب قسري لأكثر من ثلاثة أعوام وليس صحيحاً أنه مطلوب لمصر ولم يتقدم الجانب المصري لا في أيام حكم المجلس العسكري ولا الآن بطلب لتسليمه، لأنه لا يوجد ضده أى اتهام والذى كان موجوداً قرارات براءة من القضاء المصري لكنها لم تنفذ في حينه. هل تأثرت العلاقة ما بين حماس والأجهزة الأمنية المصرية بعد حادث رفح؟ على العكس تماما فإن علاقاتنا بالأجهزة الأمنية المصرية على أحسن صورة خصوصاً مؤسسة الجيش، والمخابرات العسكرية، والمخابرت العامة، وهي الجهات السيادية المسئولة عن أمن سيناء وحدودها، لم تنقطع بها اتصالاتنا قبل وبعد حادثة رفح الأليمة واتصالاتنا بهذه الأطراف مستمرة وباختصار نقول: إن ما يخص أمن مصر والحفاظ عليه يعنينا في فلسطين، ومن المسلم به أن أمن مصر هو أمن لفلسطين. فى رأيكم ما الأسباب الحقيقية التى تقف خلف هجوم رفح؟ أسباب الهجوم معروفة ونعزوها إلى التدافع الداخلي في مصر بين الفرقاء السياسيين، أما فيما يختص بنا فإن وتيرة الاتهامات ضدنا تنخفض أحياناً وترتفع أحيانا أخرى ولا أريد أن أدخل في القضايا الداخلية، لكنى أستطيع أن أؤكد بعض السياسات في التعامل الداخلي مع كل الدول العربية كسياسة عامة، وبالتأكيد منها الوضع الداخلى في مصر وهي: إننا لا نتدخل بالشأن الداخلي المصري مثلما لم نتدخل في الشأن الداخلي لأية بلاد عربية أو غير عربية، ونحن نؤكد دوماً بأن معركتنا ضد من يحتل أرضنا، وحرصنا على سلامة ووحدة كل بلادنا العربية وفي القلب منها مصر، هو حرص كبير وهو كحرصنا على أمن فلسطين. كما نؤكد دوماً أننا بحاجة إلى كل الفئات وإلى كل التيارات في العالم الحر وفي العالم العربي وكل قوى الشعب المصري وأطيافه السياسية والاجتماعية والدينية لأننا شعب تحت الاحتلال، وعليه فنحن على مسافة واحدة من الجميع. هناك من يقول إن حركة فتح هى من تقف خلف هذه الحملة الإعلامية الشرسة ضد حماس؟ هناك عناصر من السلطة في رام الله تسرب معلومات غير صحيحة كجزء من الحرب ضد حماس، واستمراراً في محاولات تشويه المقاومة وهؤلاء لا يدركون أن الشعب الفلسطيني كله متضرر من هذه التسريبات ومن هذه الفبركات، خصوصاً أبناء شعبنا المقيمين في مصر، ومن هنا أناشد السفير الفلسطيني في مصر أن يتعامل كسفير لكل الشعب الفلسطيني، وليس كسفير لفئة دون أخرى وعليه أن يتصدى لحملات الكذب والافتراء التى تطال كل الفلسطينيين داخل وخارج مصر وتنعكس بالسلب عليهم. ما الخطوات التى ستتخذونها ضد تلك الممارسات؟ وهل سترفعون قضايا ضد وسائل الإعلام أو تلك الممارسات؟ ليس لنا خطوات من أى نوع سواء قضائية أو غير قضائية سوى أن لنا رجاء فحسب من أصحاب الأقلام وكتاب الصحف ومقدمي البرامج التليفزيوينة بأن يتحروا الصدق والحقيقة وأن لا يقومون بقصد أو بدون قصد بتشويه المقاومة وفلسطين في أعين الشعب المصري ونحن نعلم بأن صورة المقاومة وفلسطين عزيزة على قلب كل مصري وعلى قلب كل عربي وعلى قلب كل حر في هذا العالم. لأن الأسماء الثلاثة التى وردت كما سبق وأوضحنا هي أسماء لقيادات مجاهدة مقاومة مطلوبة للعدو الصهيونى منذ أكثر من 15 عاماً، وهم من قادة القسام الكبار والعدو الصهيونى يتهمهم بالوقوف خلف عدة عمليات قضت مضجعة، لكن ما يعنينا هنا بأنه لا يوجد أي اتهام مصري ضد هؤلاء الإخوة من أى جهة رسمية مصرية على الإطلاق. ماذا عن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس" الحالية إلى القاهرة وعما إذا كانت لها علاقة بالحملة الإعلامية ضد الحركة؟ لا علاقة لزيارة الأخ أبو الوليد بالحملة الإعلامية ضد الحركة في مصر والزيارة اعتيادية وتصادف حدوثها مع ارتفاع وتيرة الحملة الإعلامية ضدنا وهي مرتب لها قبل نشر تقرير «الأهرام العربي». ما صحة الخبر الذى تناولته وسائل الإعلام بأن وزير الدفاع المصري رفض طلباً من الرئيس مرسي للقاء مع قادة حماس؟ لا صحة مطلقاً لهذا الحديث ولا توجد أية ترتيبات ولا أية طلبات لعقد لقاء بين وفد الحركة، برئاسة خالد مشعل، رئيس المكتب السياسى، الذى يزور القاهرة حاليا، والفريق أول عبد الفتاح السيسى، وزير الدفاع. اللقاء بالفريق عبد الفتاح السيسي، شرف لحركة المقاومة الإسلامية “حماس" ولكل فلسطيني، لكن ليس من سياسة “حماس" أن تلتقى أى وزير دفاع عربي أو مصري، لا سابقاً ولا حاضراً، وحماس تلتقى بالمسئولين في مصر سواءً في الرئاسة أو الإخوة في جهاز المخابرات العامة أصحاب العلاقة والمسئولين عن الملف الفلسطيني في مصر. يأتى نشر مثل هذه الأخبار استمراراً للحملة الإعلامية ضد حركة “حماس" والتى تكون غالباً مصدرها الصحافة الإسرائيلية ومواقع الاستخبارات الصهيونية وتنقل عنها بعض الصحف ووسائل الإعلام العربية والمصرية. هناك من صور حادث رفح على أنه اختراق أمنى إسرائيلى وهناك من ردد بأن حماس تهاونت أو تعاونت مع هذا الأمر؟ لقد أصبت بالدهشة عندما سمعت بيانًا للمجلس العسكري الخاص بقذائف الهاون التي تم إطلاقها في كرم أبو سالم، مؤكدا أن العملية تمت بالقرب من منطقة الماسورة مما يثير التساؤل، خصوصاً أن المسافة بينهما عدة كيلومترات، لافتا النظر إلي أن القذائف التي انطلقت كانت مضادة للدبابات وليست قنابل هاون حسب شهود العيان. كما أنه في لحظة الهجوم في ذلك الوقت أغلقت حماس الأنفاق من جانبها تأمينا لسلامة الأراضي المصرية، وتعجب من السرعة التي تم بها إصدار التقرير قبل التيقن من كل الحقائق وقال: هناك احتمال أن يكون هناك من هرب نحو قطاع غزة وتم توجيه الاتهام إلى ما يسمى بالسلفية الجهادية. لم نتسلم أسماء من الجانب المصري والمعلومات التي قدمت إلينا كانت لأشخاص تم استهدافهم قبل العملية بيوم واحد من العدو الصهيوني، وأنا أؤكد بأن هناك فرقعة إعلامية من جانب الإعلام، لأن الأسماء المذكورة مُطاردة من العدو الصهيوني منذ أكثر من 13 سنة، كما أن هذه الاتهامات كان لابد أن يتم تسليم الدلائل الخاصة بها للأجهزة الأمنية. وفى رأيى أنه تم توجيه اتهامات إلى حركة حماس بسبب التدافع السياسي بمصر فتم الزج باسم “حماس" في قضية رفح، فالأنفاق المصرية الفلسطينية لها معبران والحدود بين الدولتين مسئولية مصرية فلسطينية مشتركة، فلا يمكن أن نلقي بأعباء قضايا حدودية على طرف واحد فقط". وأؤكد أن حركة حماس تتعاون مع الأجهزة الأمنية المصرية للوصول إلى حقيقة الأمور، كما أن كل المعلومات التي لدينا في كل القصص الأمنية نقدمها للجانب المصري دون إبطاء، وفوجئنا بحادث رفح كما فوجئ بها الجانب المصري، وإذا نظرنا إلى الأمر بعين مدققة نجد أن هناك تساؤلاً عن أسباب استخدام القوات الأمنية الإسرائيلية للقنابل الحارقة وسرعة قصف الطائرات الإسرائيلية للسيارة التي كانت تحمل الأفراد المسئولين عن حادثة رفح، واستخدام القنابل الحارقة حتى لا يتم التعرف على هوية هؤلاء المجرمين". كما أحب أن أوضح أمرا مهماً وهو أننا لم نستهدف أي مواطن إسرائيلي خارج فلسطين، فكيف نستهدف مصريين ونحول عداءنا لمصر ونحن أصحاب قضية؟!