أدلى زعيم الثورة الكوبية فيدل كاسترو بصوته في هافانا في الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد، معبرا عن ثقته في الثورة على الرغم من الحظر الاميركي المفروض منذ عقود. وشكل ظهور كاسترو المفاجىء في مركز للاقتراع في ضاحية ال فيدادو الحدث الابرز في انتخابات الاحد التي صوت خلالها الكوبيون لاختيار اعضاء المجلس الوطني البالغ عددهم 612 الى جانب اعضاء المجالس المحلية. وقال فيدل كاسترو (86 عاما) للصحافيين الذين احاطوا به في مركز الاقتراع "انا مقتنع بان الكوبيين شعب ثوري فعلا". واضاف "لا احتاج الى اثبات ذلك. التاريخ اثبته اصلا وخمسون عاما من الحصار الاميركي لم ولن تتمكن من هزمنا". وفرضت الولاياتالمتحدة حظرا تجاريا واقتصاديا وماليا على كوبا في تشرين الاول/اكتوبر 1960 بعدما اممت حكومة كاسترو الثورية ممتلكات الافراد والشركات الاميركية. ووسع الحظر ليصبح حصارا شبه كامل في 1962 بعدما تكشفت ملامح تحالف بين كوبا والاتحاد السوفياتي. وبدا فيدل كاسترو في لقطات بثها التلفزيون الكوبي وصور نشرتها صحيفة خوفنتود ريبيلدي، متكئا على عصا ويتحدث بحيوية مع ناخبين في مركز الاقتراع. واشاد الزعيم الكوبي في تصريحاته بانشاء مجموعة دول اميركا اللاتينية والكاريبي التي تولت كوبا رئاستها رسميا الاسبوع الماضي في قمة في العاصمة التشيلية سانتياغو. وكانت هذه المنظمة تأسست في كانون الاول/ديسمبر في كراكاس بمبادرة من الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز وتضم كل دول الاميركيتين باستثناء كنداوالولاياتالمتحدة. وشكلت رئاسة كوبا لهذه المجموعة الخطوة الاخيرة للتكامل الاقليمي بين هذه البلدان واعتبرت انجازا دبلوماسيا مهما لكوبا. وقال فيدل كاسترو للصحافيين والناخبين "كانت خطوة الى الامام جاءت نتيجة جهود بذلها كثيرون بينهم الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز". وتشافيز الذي اعيد انتخابه في السابع من تشرين الاول/اكتوبر الماضي، لم يظهر او يتحدث منذ العملية الجراحية التي خضع لها في كانون الاول/ديسمبر. ولم يتمكن من اداء اليمين الدستورية في 10 كانون الثاني/يناير لوجوده في هافانا حيث يعالج من مرض السرطان. وقد اعلن رئيس البرلمان الفنزويلي ديوسدادو كابيلو الاحد انه "يتعافى تدريجيا بشكل واضح". وكان كاسترو الذي تولى السلطة بعد ثورة في 1959، تخلى عن رئاسة كوبا لشقيقه الاصغر راوول كاسترو (81 عاما) في تموز/يوليو 2006 لاسباب صحية. ولم يظهر فيدل كاسترو علنا منذ 21 تشرين الاول/اكتوبر عندما رافق الياس خاوا وزير الخارجية الفنزويلي الحالي في هافانا. وقد اثار غيابه لفترات طويلة شائعات عن تدهور صحته حتى ان بعضها تحدث عن وفاته او وفاته سريريا بما انه لم يعد ينشر منذ 19 حزيران/يونيو اي مقالات دأب على كتابتها في وسائل الاعلام الرسمية. وقد كتب حوالى 400 افتتاحية خلال السنوات الخمس الاخيرة بعد خضوعه لعملية جراحية لاصابته بالتهاب معوي خطير تناول فيها قضايا دولية كبرى والدفاع عن البيئة ومخاطر اندلاع حرب نووية. وذكرت وسائل الاعلام الكوبية الرسمية انه استقبل الخميس الماضي الرئيس البرازيلي السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا. ودعي اكثر من ثمانية ملايين كوبي للتصويت الاحد لانتخاب 612 عضوا في الجمعية الوطنية في اقتراع يخلو من اي معارضة ويتوقع ان تفضي في نهاية شباط/فبراير الى اعادة انتخاب الرئيس راوول كاسترو. ولا يشارك اي مرشح معارض في هذه الانتخابات التي تشمل ايضا اختيار 1269 مندوبا في المجالس الاقليمية الخمسة عشر. وبعد اختيار اعضائها، ستعمد الجمعية الوطنية الى انتخاب مجلس الدولة، الهيئة التنفيذية العليا، على ان ينتخب اعضاؤه الثلاثون رئيسهم في 24 شباط/فبراير، اي راوول كاسترو، لولاية ثانية. وتنفيذا لتدابير جديدة، ينص القانون الانتخابي للمرة الاولى منذ نصف قرن على الا يستمر المسؤولون الكبار في الحكم الا لولايتين تمتد كل منهما خمسة اعوام، ما يعني ان الجيل "التاريخي" الذي يحكم كوبا منذ ثورة العام 1959 سيفسح المجال جزئيا لجيل جديد من القادة ينتخبون اعضاء في مجلس الدولة. وبناء على ذلك، سيغادر راوول كاسترو منصبه العام 2018. اما المعارضون الكوبيون الذين حرموا من الترشح للانتخابات وتعتبرهم السلطات "مرتزقة" لحساب الولاياتالمتحدة، فدعوا الى الامتناع عن التصويت.