كان القاسم المشترك بين الشخصيات الدولية البارزة المشاركة في إجتماع "منتدي لشبونة" هو أن الثورات العربية في منطقة البحر الأبيض المتوسط لا تزال بعيدة عن الاكتمال، ومن ثم قرروا تغيير مصطلح "الربيع العربي" إلي مصطلح "الموسم العربي". وقد انعقد هذا المؤتمر في العاصمة البرتغالية علي مدي يومين بمبادرة مشتركة من مركز الشمال والجنوب التابع لمجلس أوروبا وتحالف الحضارات، بمشاركة مندوبين عن حكومات ومؤسسات 40 دولة، إضافة إلي المنظمات الدولية برعاية الأممالمتحدة، وقد قرر تسمية اجتماعه "الموسم العربي: تغييرات علي التحديات". وصرح الرئيس البرتغالي السابق جورجي سامبايو، الذي يشغل حاليا منصب الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أن "الحضور هذه المرة يكتسب بعدا هاما فقد شاركت فيه كافة الدول المعنية". و قد شرح أن التواجد الأوروبي الكبير في إجتماع المنتدي يبرهن علي الاهتمام الأوروبي بدفع عملية التحول الديمقراطي في جنوب وشرق منطقة البحر الأبيض المتوسط. وشدد علي أنه "لا ينبغي لنا -بل ولا نريد- أن نفرض نماذج بعينها". "منتدي لشبونة يتيح لنا جمعيا مساحة للنقاش الديمقراطي وليس لفرض النظم"، وفقا لسامبايو، الذي يرأس تحالف الحضارات منذ إنشائه في عام 2005، بقرار من الأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي عنان، وبرعاية رئيس الوزراء الاسباني السابق خوسيه لويس رودريغيث ثاباتيرو ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان. وقال أن التحدي الذي يواجه أوروبا هو "فهم كيفية دعم الدول التي تسعى إلى تحديد هويتها ودور الدين في المجتمع"، مذكرا بان أصل الإنتفاضات العربية "لم يكن إسلاميا، وإنما إقتصاديا وإجتماعيا ومناهضا للقمع ومدافعا الحرية .. هذا هو الجانب الموضوعي في هذا الربيع المتوسط". و فيما يتعلق بسوريا قال، "من دواعي الخجل لمنطقتنا هذا الفشل في وضع حد للحرب الأهلية الدامية والمدمرة الجارية، وهذا الصراع الذي يتصاعد بشكل خطير وسط العنف والأعمال الانتقامية والقتلى والأصولية الطائفية المتزايدة في المجتمع السوري". وأوضح الممثل السامي للأمين العام للأمم المتحدة لتحالف الحضارات أن "التحالف ليس لديه أي صلاحيات للتدخل في الصراع، ورغم ضرورة الإشارة إلى خطورة هذه القضية وأهميتها، فيجب علينا أن نأخذ في الاعتبار أن ليس لدينا أي حل". وعن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، قال لوكالة إنتر بريس سيرفس أن "حل الدولتين في خطر شديد في وقت تهدد فيه المستوطنات الجديدة المعلنة بفصل القدسالشرقية عن الضفة الغربية". وشدد المندوب الأممي علي ضرورة عودة الجانبين العودة إلى طاولة المفاوضات في "جهد جماعي" بعد "القرار التاريخي" للجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يدعم "الحق المشروع للفلسطينيين في دولة ديمقراطية مستقلة وذات سيادة و قابلة للحياة".