خرج أعضاء رابطات حماية الثورة في تونس العاصمة اليوم في مسيرة مناوئة للاتحاد العام التونسي للشغل في خطوة تعكس حالة التوتر في تونس بين أنصار السلطة وأكبر منظمة نقابية في البلاد. وجاب المئات من المتظاهرين المنتسبين لرابطات حماية الثورة المقربة من حركة النهضة الاسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم ظهر اليوم انطلاقا من شارع الحبيب بورقيبة بقلب العاصمة لتتجه بعدها نحو شارع محمد الخامس بعد أن حالت قوات الأمن دون بقائها في شارع الحبيب بورقيبة. ونظمت المسيرة على الرغم من اعلان وزارة الداخلية مساء أمس الجمعة منع كل اشكال التظاهر في الشارع الذي بات رمزا للاحتجاجات منذ ثورة 14 يناير/كانون ثان 2011، وذلك بعد تلقيها لمعلومات عن أعمال تخريب وعنف محتملة في المسيرة، حسب ما جاء في بيان لها. ودعا المتظاهرون في مسيرة اليوم التي ضمت كذلك أنصار لحركة النهضة وأعضاء بالحزب، بتطهير الاتحاد العام التونسي للشغل وقطاع الإعلام. وتأتي المسيرة ردا على مسيرات نظمتها المكاتب الجهوية للاتحاد العام التونسي للشغل الاربعاء والخميس في عدد من محافظات البلاد بالتزامن مع إضرابات جزئية في صفاقس وسيدي بوزيد وقفصة والقصرين. وكان نقابيون تعرضوا امام المقر المركزي لاتحاد الشغل بالعاصمة الثلاثاء لاعتداءات من قبل مجموعات تنتسب لرابطات حماية الثورة أثناء إحياء ذكرى اغتيال الزعيم النقابي والمناضل فرحات حشاد. وخلفت الاعتداءات حالة احتقان وتوتر بين الاتحاد والحكومة المؤقتة أعلنت على إثره المنظمة الشغيلة إضرابات جزئية في عدد من المحافظات تمهيدا لإضراب عام الخميس المقبل 13 ديسمبر/كانون أول، وهو الأول من نوعه منذ عام 1978. ونظمت أحزاب وشخصيات وطنية في تونس وساطات بين حركة النهضة والاتحاد بهدف المصالحة والغاء الاضراب العام. وتتهم رابطات حماية الثورة الاتحاد العام التونسي للشغل بتأجيج الاحتجاجات المناهضة للحكومة المؤقتة في المحافظات الداخلية ومن بينها محافظة سليانة غرب العاصمة والتي أوقعت أكثر من 200 جريح في مصادمات بين محتجين وأعوان الأمن بدات منذ 21 نوفمبر/تشرين ثان وامتدت على مدى أسبوع.