قتلت إسرائيل القائد العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) أحمد الجعبري في ضربة صاروخية على قطاع غزة يوم الأربعاء (14 نوفمبر) وشنت غارات جوية في انحاء القطاع الأمر الذي يدفع الجانبين إلى شفا حرب جديدة. وتمثل الهجمات أكبر تصعيد بين اسرائيل ونشطاء غزة منذ حرب 2008 و2009 وجاءت رغم علامات على نجاح مصر في التوسط في هدنة في القطاع بعد اندلاع العنف على مدى خمسة ايام. وقالت حماس إن الجعبري قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري للحركة قتل مع راكب آخر بعدما أصيبت سيارتهما بصاروخ إسرائيلي. وقال فلسطينيون ان تسعة اشخاص قتلوا بينهم فتاة في السابعة من عمرها. واظهر تسجيل مصور من غزة الحطام المتفحم للسيارة التي كانت تشتعل فيها النيران بينما انتشلت اطقم الطوارئ ما بدا انها اشلاء. واكدت اسرائيل شنها للهجوم على الجعبري وحذرت من المزيد من الغارات. ذكر شهود من رويترز وقوع عدة انفجارات في انحاء غزة وان مقار حماس الامنية ومراكز الشرطة كانت ضمن الاهداف. وقالت افيتال ليبوفيتش المتحدثة العسكرية الاسرائيلية "هدف العملية هو حماية الشعب الاسرائيلي ويستهدف كذلك شل هذه المنظمات الارهابية المسؤولة عن اطلاق الصواريخ المستمر لا سيما حماس والجهاد الاسلامي ومنظمات اخرى. الهدف الاول كان احمد الجعبري ويدا احمد الجعبري ملطخة بالكثير من دماء الاسرائيليين." وبثت دعوات فورية للثأر عبر إذاعة حماس وهددت جماعات اصغر بالانتقام أيضا. وقال الجناح العسكري لحماس ان الاحتلال الاسرائيلي فتح ابواب الجحيم على نفسه. كما تعهدت جماعات اصغر بالرد. وقالت جماعة الجهاد الاسلامي ان اسرائيل اعلنت الحرب على غزة وانها ستتحمل المسؤولية عن عواقب ذلك. وجاء التصعيد في غزة في اسبوع قصفت فيه اسرائيل مواقع مدفعية سورية قالت أنها أطلقت النار على مرتفعات الجولان التي ضمتها اسرائيل. وتلقى حماس دعما من سوريا وايران التي تعتبرها اسرائيل خطرا متزايدا على وجودها بسبب برنامجها النووي. وقال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) ان الجعبري كان مسؤولا عن سيطرة حماس على قطاع غزة في عام 2007. وأضاف ان الجعبري حرض على الهجوم الذي أدى الى اسر الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط في عملية اختطاف عبر الحدود من غزة في عام 2006 . وكان الجعبري أيضا الرجل الذي سلم شاليط الى اسرائيل في مبادلة سجناء بعد خمس سنوات من اسره. وتجري اسرائيل انتخابات عامة يوم 22 يناير كانون الثاني وتعرض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لضغوط للرد بحزم على حماس حيث شكا سكان جنوب اسرائيل من هجمات الصواريخ المتكررة. واكتسبت حماس قوة مع صعود جماعة الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر والتي ترى انها ستقدم "شبكة أمان" تمنع وقوع هجوم اسرائيلي شامل. وقتل نحو 1400 فلسطيني و13 اسرائيليا في الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة أواخر عام 2008 وأوائل عام 2009 . وحدثت تهدئة في القتال بعد ذلك لكن العنف اندلع مرة اخرى في الاشهر الاخيرة وحذرت اسرائيل مرارا من عواقب وخيمة اذا لم تتوقف حماس وناشطيها عن هجمات الصواريخ. وقتل ثلاثة مسلحين واربعة مدنيين فلسطينيين بنيران اسرائيل منذ يوم السبت وأصيب 40 آخرون. وأصيب ثمانية مدنيين اسرائيليين نتيحة اطلاق 115 صاروخا من غزة كما اصيب أربعة جنود اسرائيليين بصاروخ مضاد للدبابات أصاب سيارتهم الجيب.