قال متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي "نوري المالكي" اليوم -السبت- إن العراق ألغى صفقة أسلحة قيمتها 4.2 مليار دولار مع روسيا للاشتباه في فساد. وقال "علي الموسوي" المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء إن حاجة العراق للسلاح مازالت قائمة، ولذلك سيتم التفاوض على إبرام عقود جديدة. وصرح بأن العراق اتخذ هذا القرار كخطوة احترازية بسبب وجود شبهات فساد. وذكرت تقارير إعلامية أن المالكي بدأ تحقيقا في الصفقة التي يتردد أنها تشمل طائرات هيلكوبتر وصواريخ. وبدأت عملية تغيير كبرى في القيادت العسكرية الروسية يوم الثلاثاء (6 نوفمبر) عندما اقال الرئيس فلاديمير بوتين وزير الدفاع اناتولي سيرديوكوف بسبب مزاعم فساد وعين بدلا منه حليفه المقرب ووزير الطوارئ السابق سيرجي شويجو. وتشير وثيقة حكومية روسية صدرت في التاسع من أكتوبر/ تشرين الأول خلال اجتماع لرئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف والمالكي إلى أن العراق وقع عقودا لشراء أسلحة من روسيا بقيمة تزيد على 4.2 مليار دولار. وعارض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة للعراق في 2003 لكن موسكو تسعى لابرام صفقات في مجال الطاقة والسلاح مع بغداد. وقال ميدفيديف في الاجتماع مع المالكي في اكتوبر "نحن في روسيا نعتز بصداقتنا التقليدية مع الشعب العراقي رغم الاحداث الكبرى في السنوات الاخيرة. مستمرون في اتصالاتنا على مستوى عال وانا متأكد ان ذلك سيساعد في تطوير الصداقة والتعاون والتفاهم المشترك بين روسيا والعراق." واظهرت الوثيقة ان العقود وقعت خلال زيارات لروسيا قام بها القائم بأعمال وزير الدفاع العراقي في أبريل، نيسان ويوليو/ تموز وأغسطس/آب، ولم تعط الوثيقة المزيد من التفاصيل . وقالت صحيفة فيدوموستي الروسية في سبتمبر ايلول ان الصفقات التي يبلغ حجمها 4.3 مليار دولار جرى الاتفاق عليها قبيل زيارة المالكي. وقالت انها تشمل 30 طائرة هليكوبتر قتالية طراز ام.اي-28 ان.إي و42 قاذفة صواريخ متنقلة. ويقول معهد الابحاث العسكرية الروسي (كاست) ان روسيا سلمت اسلحة للعراق بنحو 12 مليار دولار ووقعت عقود اسلحة جديدة بقيمة تقارب 3.7 مليار دولار. وتجني روسيا ثاني اكبر مصدر للاسلحة في العالم مليارات الدولارات سنويا عن طريق الصناعة الدفاعية القوية. وتعهد بوتين بإنفاق 23 تريليون روبل (726.30 مليار دولار) على الجيش بنهاية العقد الحالي. وكانت هذه الصفقة التي تم الغاؤها ستجعل روسيا ثاني أكبر ممول للسلاح للعراق بعد الولاياتالمتحدة التي باعت لبغداد اسلحة قيمتها مليارات الدولارات منها طائرات مقاتلة اف 16 ودبابات منذ الغزو الامريكي للعراق عام 2003. ولا يملك العراق سلاحا جويا حقيقيا منذ سقوط الرئيس الراحل صدام حسين وهو بحاجة ماسة للطائرات للدفاع عن حدوده ومجاله الجوي.