جاءت انتخابات الرئاسة وتصارعت أحزاب وصعدت شخصيات على الساحة السياسية، وما إن أصبح الدكتور محمد مرسى رئيسًا واختار فريقًا للرئاسة، فخفتت الأضواء عن البعض وفى مقدمتهم مرشحو الرئاسة السابقين. بداية غادر د. محمد سليم العوا، القاهرة متوجهًا إلى لندن، فور إعلان نتائج الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية وخروجه من السباق، وابتعد عن المشاركة السياسية لفترة حتى اختير ضمن الفريق الرئاسى. وعقب إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية تجمع الثلاثى حمدين صباحى ود.عبد المنعم أبو الفتوح وخالد على فى ميدان التحرير، ثم اختفوا تدريجيا من الساحة السياسية، إلى أن أعلن معظم الخارجين من سباق انتخابات الرئاسة عن تكوين أحزاب سياسية، وفى مقدمتهم محمد البرادعى وعمرو موسى، وعبد المنعم أبو الفتوح، وأحمد شفيق، وجاءت ردود فعل واسعة فى الأوساط السياسية، ما بين مرحب بهذه الخطوة واعتبروها إثراء للحياة السياسية، والبعض الآخر وصفها بأنها تشتيت للقوى السياسية الموجودة. حمدين صباحى أعلن عن «تحالف الأمة المصرية» الذى يجمع الأحزاب الناصرية معًا، وكذلك أبو الفتوح أسس حزب «مصر القوية» ومحمد البرادعى حزب «الدستور» ، أما عمرو موسى، فقد تأرجح صعوده السياسى إلى أن انضم للجنة التأسيسية للدستور فجاءت آراؤه مؤيدة للرئيس الجديد، ووصف خطوات الرئيس محمد مرسى الخارجية ب»المهمة» فى ملف الخارجية والدبلوماسية المصرية. د. عمرو هاشم ربيع -الخبير بمركز الدراسات الإستراتيجية بالأهرام- يرجع أسباب الصعود والهبوط للشخصيات السياسية إلى ظروف كثيرة، أحدها الانتخابات الرئاسية، لأنها أبعدت البعض بخروجهم من السباق الرئاسى مثل الفريق أحمد شفيق، وقربت آخرين مثل عمرو موسى بدخوله اللجنة التأسيسية. وكان دور تلك الشخصيات بارزا أكثر من الآن، بحكم أن الأضواء كانت حولهم، وبمجرد انتهاء الانتخابات خفتت حدة تلك الأضواء. وإذا بحثنا عن الصاعدين فى الساحة السياسية، فسنجد معظمهم من الفريق السياسى، فهل الصعود نتيجة للإعلام أم المنصب الذى وصلت إليه تلك الشخصيات الصاعدة؟ ومنهم من لم يكن له وجود سياسى- كما يرى د.هاشم- مثل «باكينام الشرقاوى» لم يسمع عنها أحد من قبل، فيما كان الكاتب «أيمن الصياد» موجودًا إعلاميًا من قبل، ثم زادت شهرته حتى إنه عندما سُرقت فيلته نشرت الصحف عنها، وهذا لم يكن يحدث قبل اختياره ضمن مستشار رئيس الجمهورية. د.صفوت العالم -أستاذ الإعلام السياسى فى جامعة القاهرة- ينفى أن يكون الإعلام هو سبب صعود الشخصيات السياسية، دون مبرر لهذا الظهور، فطبيعة الأحداث والشخصيات هى التى تحدد صعودها، بل يرجعه إلى متغيرات العمل، ومدى وجودها على الساحة السياسية، ودورها الفاعل فى النشاط السياسى. لاشك أن الإعلام عندما يجد فاعلية الشخص أقل فيصبح ظهوره إعلاميًا أقل، وبدلاً ما تتصدر تلك الشخصية الصفحات الأولى –لاسيما مرشحى الرئاسة السابقين- تتحول إلى صفحات داخلية ويصبح الخبر السابع.