بدأ صباح اليوم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، جولة موسعة بمحافظة بورسعيد التي وصلها مساء أمس بعد زيارته لمحافظة الدقهلية، بهدف متابعة معدلات سير العمل بالمشروعات الخدمية والتنموية، والتعرف عن قرب على المشكلات التي تعُوق استكمال تنفيذ المشروعات والعمل على تذليلها، لتحقيق التنمية المستدامة، ورافق رئيس الوزراء في الجولة، وزراء التربية والتعليم، والتنمية المحلية، والصحة، ومحافظ بورسعيد. ويأتي ذلك استمراراً لسلسلة زياراته الميدانية في المحافظات المصرية المختلفة، والتي انطلقت من الصعيد،.
واستهل مدبولي زيارته للمحافظة بزيارة مدرسة القناة الإعدادية للبنات والتي تعد واحدة من المدارس التاريخية ببورسعيد، حيث قام بجولة داخل المدرسة تفقد خلالها أحد الفصول ومسرح المدرسة وكذلك معمل التطوير (الحاسب الألي).
واستمع رئيس الوزراء إلى شرح عن طبيعة الأنشطة المختلفة بالمدرسة حيث تتكون من 30 فصلا، ومعملي تطوير، وغرفتي اقتصاد منزلي، وغرفة تربية رياضية، وغرفة للإعلام، وغرفة تربية موسيقية، ومرسم، ومكتبة ومسرح.
وقالت مديرة المدرسة إن رؤية مدرسة القناة الإعدادية للبنات تتمثل في إتاحة فرص التعليم المتميز للطالبات من خلال إدارة مدرسية داعمة ومشاركة مجتمعية فعالة في ضوء المعايير القومية لجودة التعليم، مشيرة إلى أن المدرسة تتبنى عددا من المشروعات والمبادرات الهامة أبرزها، مشروع الطالب المعلم، ومشروع الإعلامي الصغير، ومشروع مصر أم الدنيا، ومشروع المخترع الصغير.
واستمع مدبولى إلى احدى الأغاني الوطنية، التى ألقاها طلبة المدرسة، وكذا شاهد طلابا يرسمون لوحات فنية، مشيدا بالأنشطة المتعددة بالمدرسة، وكفاءة العملية التعليمية بوجه عام.
وعقب خروجه من المدرسة، غير رئيس الوزراء مسار جولته بمدينة بورسعيد، وترجل على قدميه لمدرسة مجاورة، للمحددة بالبرنامج، هى مدرسة اشتوم الجميل الابتدائية المشتركة، التابعة لادارة شمال بورسعيد التعليمية، والتي تضم 31 فصلا في الفصول الابتدائية الستة، وبها نحو 1700 طالب وطالبة.
وتفقد رئيس الوزراء عددا من الفصول التي تضمها المدرسة لمتابعة سير العملية التعليمية، والتي تضم تجهيزات لمتحدي الاعاقة، وتبادل حوارات ودية مع الطلاب.
وأكد رئيس الوزراء أن الزيارة المفاجئة لهذه المدرسة أثبتت انتظام العملية التعليمية، وتواجد جميع المدرسين، وممارسة الانشطة المختلفة، موجها الشكر لجميع العاملين بالمدرسة.
كما التقى رئيس مجلس الوزراء أعضاء مجلس النواب والقيادات التنفيذية عن محافظة بورسعيد، يرافقه وزراء التربية والتعليم، والتنمية المحلية، والصحة، والمحافظ.
وفي بداية اللقاء، استعرض محافظ بورسعيد عدداً من المشروعات التنموية المهمة في قطاعات مختلفة، أبرزها قطاع الإسكان، والصرف الصحي ومياه الشرب، والقطاع الطبي، والتعليم، والصناعة، والتموين، والسياحة، مشيراً إلى أن محافظة بورسعيد تقوم بتنفيذ 46366 وحدة سكنية متنوعة ما بين إسكان إجتماعي، وإسكان تعاوني، وإسكان استثماري، واسكان بديل إزالات، وإسكان بديل عشوائيات.
وأشار المحافظ إلى وجود 8 مشروعات صرف صحى تحت التنفيذ تتجاوز قيمتها مليار جنيه، فضلاً عن 3 مشروعات مياه شرب، جار تنفيذها أيضا، بتكلفة 1.150 مليار جنيه. كما أعرب المحافظ عن امتنانه لاختيار بورسعيد نواة لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، حيث يتم حالياً تطوير ورفع كفاءة كافة المنشآت الصحية بالمحافظة، كما أن المحافظة تعمل على الانتهاء من إنشاء المبنى الإدارى للتأمين الصحى بتكلفة تصل إلى 70 مليون جنيه.
وبشأن القطاع الصناعي، استعرض محافظ بورسعيد المناطق الصناعية بالمحافظة، حيث تمتلك المحافظة عدد 3 مناطق صناعية كبرى، هي المنطقة الصناعية جنوب بورسعيد وتضم عدد 284 مصنعا متنوعا بين الصناعات المتوسطة والصغيرة، والمنطقة الحرة العامة، فضلاً عن منطقة صناعية كبرى غرب بورسعيد وهى المتخصصة فى مشروعات الغاز الطبيعى والبتروكيماويات.
وخلال اللقاء استعرض الفريق مهاب مميش، رئيس الهيئة الاقتصادية لتنمية محور قناة السويس، آخر تطورات محور تنمية القناة، لافتاً إلى أهمية استغلال المنطقة الاقتصادية الاستغلال الأمثل لأن هذه المساحة من الأرض تمتلك مقومات تُمكن الدولة المصرية من بلوغ مستويات متقدمة من النمو والرخاء، وأشار مميش إلى أهمية الموانئ الستة الواقعة ضمن محور تنمية القناة، مشدداً على أن ميناء شرق بورسعيد يعد ميناء محورياً، يصل عمقه إلي ما يقرب من 18.5 متر وهو ما يؤهله لسهولة مرور السفن ذات الغاطس المنخفض.
واستمع رئيس الوزراء إلى مطالب نواب البرلمان عن محافظة بورسعيد، والتي جاء أبرزها فى توفير اعتمادات مالية بغرض الانتهاء من الأعمال الانشائية للمستشفى الجامعي، وإنشاء محطة صرف صحي بالضواحي، فضلاً عن مطالب بإنشاء مجموعة فنادق جديدة لاستيعاب عمليات التنمية التي تجري في محور قناة السويس، والاهتمام بمشروعات الغاز الطبيعي بالمحافظة، كما طالب أحد النواب بتخصيص 100 فدان تابعة لهيئة التنمية الزراعية كبديل لمشروع الاسكان في مدينة بالوظة البعيدة نسبياً عن مدينة بورسعيد، كما نوه إلى أن المحافظة لم تحصل على نصيب موفور من دعم الاسكان الاجتماعى.
ولكن رئيس مجلس الوزراء أكد ان المحافظة تحتل المرتبة الأولى من بين المحافظات المصرية المختلفة، فيما يتعلق بقيمة الدعم المقدم للإسكان الاجتماعي، لافتاً إلى أن معدلات تطوير العشوائيات تعتبر هي الأكبر بالمحافظة، حيث حققنا طفرة فى القضاء على المناطق العشوائية غير الآمنة ببورسعيد واصفاً هذه العشوائيات بأنها كانت سُبة في جبين الدولة.
ووجه حديثه إلى أحد أعضاء مجلس النواب قائلا: نعلم أن هناك تحديات تعترض مسار التنمية منذ عشرات السنين، ولكن الحكومة تعمل على مجابهتها بكافة الطرق.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن آخر مؤشرات الفقر في مصر تشير إلى أن دخل الفرد في محافظة بورسعيد يأتي في مقدمة دخول الأفراد على مستوى الجمهورية، لافتاً إلى أن السبب الحقيقي وراء عدم ظهور تأثير واضح وملموس من المشروعات الكبرى على مستوى معيشة الأفراد، هو الزيادة السكانية التي تلتهم أي إنجاز، حيث يبلغ المعدل السنوي للزيادة السكانية في مصر 2.5 مليون نسمة.
وأضاف “أنا وزملائي الوزراء لا ننام من أجل تحسين هذه الظروف الحالية، مطالبا المواطنين بعدم التعجل والرغبة السريعة في ارتفاع مستوى المعيشة خلال وقت قصير، فالدول التى نطمح أن نكون مثلها حققت هذه الطفرة فى سنوات كثيرة”.
وذكر أن الهدف من هذه الزيارات هي الاستماع الى المشكلات ومحاولة حلها، لافتاً إلى أن حل مشكلة أو اثنتين من هذه المشكلات يعتبر مكسبا فى كل زيارة.