غذى الخلاف بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ايهود باراك بشأن العلاقات مع الولاياتالمتحدة الحديث اليوم الاربعاء بشأن انتخابات اسرائيلية مبكرة. وقال وزراء ان الخلاف بالاضافة الى مقاومة باراك للتخفيضات الدفاعية في محادثات الحكومة الائتلافية بشأن الميزانية وتصريحاته اللينة بشأن جهود السلام مع الفلسطينيين تمثل علامات على ضعف التحالف مع نتنياهو وعلى اجراء انتخابات عامة مبكرة في فبراير شباط المقبل على أقرب تقدير. وقال نائب رئيس الوزراء موشي يعلون لردايو الجيش الاسرائيلي "الخلاف ينذر بانتخابات على ما يبدو." وشكل نتنياهو وباراك اللذان كانا زميلين في القوات الخاصة في الجيش قبل عقود جبهة موحدة الى حد بعيد فيما يتعلق بالتعامل مع ما يعتبرانه جهودا ايرانية للحصول على قنبلة نووية. لكن الصراع بدأ بشكل جدي بين نتنياهو زعيم حزب ليكود اليميني وباراك زعيم حزب الاستقلال الوسطي الصغير بعد ان لمح نتنياهو في خطاب بالامم المتحدة الاسبوع الماضي الى ان ضربة اسرائيلية ضد ايران ليست وشيكة. ونقلت القناةالثانية بالتلفزيون الاسرائيلي في تقرير أمس عن نتنياهو قوله لوزير المالية "هل تعرف ماذا فعل باراك بشأن الامور الدبلوماسية؟ لقد ذهب الى الولاياتالمتحدة لاثارة جدل بيننا وبين (الرئيس باراك) اوباما وترك انطباع باعتباره المنقذ المعتدل." ويأتي في قلب الخلاف زيارة قام بها باراك الشهر الماضي للولايات المتحدة التي زارها كثيرا للقاء مسؤولين دفاعيين مع تصاعد الازمة مع ايران. وفي هذه المرة قام باراك بزيارة نادرة لشيكاجو والتقى سرا يوم 20 سبتمبر ايلول برئيس البلدية رام ايمانويل وهو معاون وثيق سابق لاوباما. وسربت انباء اللقاء لوسائل اعلام اسرائيلية. واثارت محادثاتهما تكهنات في اسرائيل بأن باراك يحاول تهدئة التوتر بين رئيس الوزراء والرئيس الديمقراطي وطمأنة اوباما بأن نتنياهو لن يفعل اي شيء يمكن تفسيره على أنه دعم لمنافسه الجمهوري ميت رومني. واتهم اسرائيل كاتس الوزير بالحكومة عن حزب ليكود باراك بإضعاف نتنياهو بالتعبير خلال اجتماعاته في الولاياتالمتحدة عن مواقفه الخاصة وهي اكثر لينا بشأن السلام الفلسطيني الاسرائيلي من مواقف رئيس الوزراء. ورفض مكتب رئيس الوزراء التعليق بشأن انتقاداته المزعومة لباراك. ودعا باراك الشهر الماضي الى انسحاب احادي من معظم الضفة الغربية اذا استمر تعثر جهود السلام مع الفلسطينيين وهو ما سلط الضوء على الخلافات مع نتنياهو. واعتبر اقتراح باراك على نطاق واسع محاولة لتحقيق مكاسب سياسية قبل انتخابات محتملة قد يختار نتنياهو الدعوة اليها في مسعى لبناء تحالفات جديدة بدلا من الدخول في معركة مع شركاء ائتلافه الحاليين بشأن الميزانية. ويقاوم باراك نداءات وزارة الخزانة بخفض الانفاق الدفاعي وفرض اجراءات تقشفية جديدة. كما رفضت احزاب اخرى في الائتلاف التخفيضات في الانفاق التي قد تؤثر على المؤيدين لها. وتوقع كاتس انه اذا كان التوصل لاتفاق بشأن الميزانية امرا بعيد المنال فإن "الانتخابات ستجرى في مطلع العام" قائلا ان منتصف فبراير شباط سيكون موعدا منطقيا. وينص القانون على وجوب اجراء انتخابات في موعد لا يتجاوز نحو عام من الآن. ويتوقع وزير الداخلية إيلي يشاي العضو بحزب شاس المتشدد اجراء انتخابات في يناير كانون الثاني او فبراير شباط وأرجع السبب إلى الخلافات بشأن الميزانية. وتوقع استطلاع للرأي اجرته صحيفة هاأرتس الاسبوع الماضي ان يفوز حزب ليكود بزعامة نتنياهو باغلب الاصوات في انتخابات جديدة ويحصل على 27 مقعدا وهو نفس عدد المقاعد التي يشغلها حاليا في البرلمان المكون من 120 مقعدا وسيكون في وضع مريح يمكنه من تشكيل ائتلاف حاكم. وردا على انتقادات ليكود قال مكتب باراك في بيان انه تصرف في زيارته للولايات المتخدة بما يتماشى مع سياسة الحكومة وانه كان يهدف الى "خفض التوتر وتعزيز الدعم الامريكي لأمن ومواقف اسرائيل". وفي انتقاد واضح لنتنياهو الذي استقبل رومني استقبالا حارا خلال زيارة لاسرائيل في يوليو تموز قال مصدر مقرب من باراك ان الدعم الامريكي يجب الا تقوضه "افعال تصور اسرائيل على انها تميل إلى جانب معين في السياسة الامريكية". وينفي نتنياهو تفضيل طرف على آخر في السباق الرئاسي الأمريكي. وكان نتنياهو قد صعد الضغط بصورة كبيرة في وقت سابق من الشهر الماضي على أوباما عندما قال ان الولاياتالمتحدة ليس لها "حق اخلاقي" في منع اسرائيل من التحرك ضد ايران لأن واشنطن لم تضع حدودا خاصة بها بشأن طهران. وغضب معاونو اوباما من محاولة نتنياهو الضغط على الرئيس في خضم حملة الانتخابات الامريكية برغم الخطر الذي يواجهه اوباما من إغضاب الناخبين الموالين لاسرائيل في ولايات مرجحة مثل فلوريدا واوهايو.