تعرفت على خالد يوسف فى أيام قرطاج السينمائى واكتشف موهبتى أهتم بتأثير الدور وليس بالمساحة على الشاشة
شاركت الوجه الجديد سارة التونسى فى بطولة فيلم "كارما"، تأليف وإخراج خالد يوسف، وبطولة عمرو سعد وخالد الصاوى وزينة وغادة عبدالرازق وماجد المصرى، سارة فازت العام الماضى بلقب ملكة جمال العرب، وهو ما رشحها لدخول عالم الفن، عقب العرض الخاص حددت «الأهرام العربى» موعداً للحوار معها ووجدناها فى انتظارنا لتجيب عن جميع أسئلتنا بصدر رحب.
فى البداية الجمهور يريد التعرف عليك عن قرب؟ اسمى سارة التونسى، تخرجت فى كلية الصحافة والإعلام التونسية، وكان ترتيبى الأول على الدفعة، وهو ما رشحنى لاستكمال دراستى عن طريق منحة فى إسبانيا، وهناك شاركت فى أحد الأعمال الدرامية ثم عدت إلى تونس، وتصادف أن وجدت إعلانا عن مسابقة ملكة جمال العرب، فتقدمت لها واجتزت التصفيات الأولى بنجاح، وتوجت ملكة جمال تونس، ثم كانت التصفيات النهائية فى القاهرة، وكنت سعيدة الحظ أن أفوز بلقب ملكة جمال العرب عام 2017.
كيف جاء التعارف بينك وبين المخرج خالد يوسف؟ منذ عامين عندما عدت إلى تونس، وأثناء اشتراكى فى مسابقة ملكة جمال تونس، تصادف فى نفس الفترة افتتاح مهرجان أيام قرطاج السينمائى، وكان خالد يوسف ضيف المهرجان، ومن هنا تم التعارف بيننا وتبادلنا الأحاديث، فوجدته يقول لى إنت فنانة ولديك موهبة جيدة فى التمثيل، وأنا فى مرحلة التحضير لفيلم جديد، فما رأيك فى أن تشتركى معى بالفيلم، وبالفعل كنا على اتصال، وعندما جئت إلى القاهرة فى التصفيات النهائية تقابلنا، ورشحنى بالفعل لدور "جيلان".
كيف كان شعورك بعد الترشح للفيلم والاستعداد للتصوير؟ لا أخفيك سراً أننى كنت خائفة بدرجة غير طبيعية، خصوصا أننى أبدأ مشوارى السينمائى مع مخرج كبير، وفى فيلم مهم به من الأبطال والأسماء الكبرى فى عالم الفن الكثير والكثير، لذلك حاولت أن أطرد الخوف، وأن أفكر فى كيفية استغلال الفرصة والظهور بمظهر جيد أمام الجمهور، خصوصا أن الجمهور المصرى لديه من الوعى ما يكفى فى أن يكتشف الفنانة التى أمامه موهوبة أم لا، لذلك كنت أجلس ساعات طويلة مع الأستاذ خالد نتبادل الحديث عن الشخصية ونناقشها من كل جوانبها، حتى أكون مستعدة تماماً للتصوير.
كيف استطعت حل رموز شخصية جيلان؟ شخصية جيلان من الشخصيات المحورية فى الأحداث، لكنها شخصية مركبة جداً، وقد تلقت صدمة عاطفية عنيفة من زوجها الذى أحست أنه يبيعها أمام الأموال فقررت البعد عنه، وفى نفس الوقت أصبحت هدفا لرجل أعمال يلعب دوره "ماجد المصري"يريد أن يخضعها لسيطرته للتجسس على "أدهم" وفى المقابل شعرت بحالة من الحب تجاه أدهم الذى وجد نفسه معها، هذه الأحداث المركبة جعلت كل منطقة داخل الدور وكأنها شخصية مختلفة عن الأخرى فى تصرفاتها، لذلك كان على أن أتيقظ فى التعامل مع كل منطقة على حدة، وأن أسأل نفسى كيف أتصرف لو وقعت فى هذا المأزق ومتى يمكننى التصرف بلطف، ومتى أتصرف بالشدة لكى ألبى احتياجات الشخصية, ولا أنكر أن المخرج خالد يوسف ساعدنى كثيراً فى ذلك، خصوصا أنها المرة الأولى فى الأفلام الروائية الطويلة، ومن الجميل أنه إذا كانت لى ملاحظة على أحد المواقف كان يتقبل منى طالما إستطعت عرض وجهة نظرى باقتناع.
هل هناك مشاهد معينة كان لها حسابات خاصة لديك؟ بعد أن قرأت السيناريو توقفت أمام مشهدين كانا بالنسبة لى غاية فى الصعوبة، المشهد الأول هو فى المطعم عندما جاء ماجد المصرى يضع أمامى شيكا بعشرة ملايين جنيه، كى أنقل له أخبار "أدهم"، هذا المشهد تكمن صعوبته فى أن أى إنسانة تتعرض لإغراء هذا المبلغ الضخم، لا بد أن توافق أو على الأقل تفكر فى الأمر، لكنها كانت واقعة تحت تأثير الحب من أدهم بعد أن صدمت فى زوجها، لذلك مزقت الشيك دون تفكير، وهو ما جعل علامات التعجب ترتسم على وجه "ماجد المصرى"، الذى يرى أن العالم عبارة عن مجموعة أرقام، فكيف لأى إنسان على وجه الأرض أن يرفض مبلغا كهذا، أما المشهد الثانى فكان فى البانيو، وهنا لم تتوقع الغدر بهذا الشكل، فقد أحبت أدهم ووجدت نفسها معه، لذلك كانت فى قمة السعادة عندما دعاها لبيته، وأثناء عناقها له يقوم بقتلها وهى فى قمة السعادة، مما يجعلها تنظر له بذهول، ولم تكن تصدق أنه سيفعل معها ذلك، هذا المشهد كان صعباً جداً بالنسبة لى، لأننى أريد أن يصل إحساسى به للجمهور، لذلك تدربت عليه كثيراً، والحمد لله ظهر وكأنه مشهد طبيعى وتقبله الجمهور وتفاعل معه، لدرجة أن بعض الحاضرين فى صالة العرض الخاص علت أصواتهم أثناء تعليقهم على هذا المشهد، وقتها شعرت بأننى قد نجحت فى أداء الشخصية بشكل جيد.
• هل وجدت صعوبة فى التمثيل باللهجة المصرية؟ على العكس تماماً، فمنذ أن كنت طفلة صغيرة وأنا أعشق الدراما المصرية والسينما والأغانى، لدرجة أننى كنت أحفظ الإفيهات والمشاهد الكوميدية بنفس اللهجة التى يتحدث بها الممثل داخل الفيلم، وكانت والدتى تعشق جميع الأغانى سواء لأم كلثوم أم عبدالحليم، لذلك لم تكن اللهجة بالنسبة لى صعبة بالعكس كانت سهلة سواء على أذنى أم فى لسانى، وأذكر أننى عندما قابلت المخرج خالد يوسف لأول مرة تحدثت معه باللهجة المصرية، فسألنى مبتسماً هل عشت فى مصر لفترة طويلة فقلت لا، قال أنت تتقنين اللهجة المصرية بشكل ممتاز ولن تجدى صعوبة فى دخول عالم الفن فى القاهرة.
• بدأت خطواتك الفنية بدور البطولة فماذا ستفعلين فى الفترة المقبلة؟ هذه النقطة تشغلنى بشكل كبير، لأن هناك مدرستين فى هذا المجال، المدرسة الأولى تقول إنه من الأفضل أن تبدأ بأدوار صغيرة ثم تتدرج حتى تصل إلى البطولة، والمدرسة الأخرى تقول إنه من يبدأ بالبطولة عليه أن يعمل جاهداً للحفاظ عليها، وأنا أنتمى للمدرسة الأخيرة، بمعنى أننى بدأت بفرصة ذهبية مع مخرج كبير وأبطال لهم باع طويل فى عالم الفن وإنتاج ضخم، لذلك عليّ أن أدقق جيداً فى اختياراتى حتى تكون على نفس المستوى الذى ظهرت به فى فيلم "كارما"، هنا علينا أن نفرق بين كلمة نفس المستوى وبين مساحة الدور، فبالنسبة لى أبحث عن الدور المؤثر فى الأحداث ولا أهتم بالمساحة على الشاشة.
• ما مشروعاتك فى الفترة المقبلة؟ حتى الآن أنا أعيش فرحة نجاح فيلم "كارما" وسوف نذهب فى رحلة لبعض الدول العربية التى سيتم فيها عرض الفيلم، لنرى بأعيننا استقبال الجمهور العربى للعمل الذى بذلنا فيه مجهودا كبيرا، وبعد العودة أبدأ فى قراءة الأعمال الجديدة التى بدأت تعرض على لكن لم أخذ أى قرار.