بدأت انطلاقات العلاقة بين الإخوان وطهران بعد ثورات الربيع العربي وصعود الإخوان للمشهد السياسي في المنطقة العربية، بتحريك الثورات في الشارع العربي داخل اليمن وليبيا وسوريا بالإضافة إلي مصر التي اعتبرها التنظيم الدولي ومرشدهم استثناء من منظومة الخراب التي ضربت المنطقة العربية علي أساس أن مكتب الإرشاد وقتها اتخذ قرار، بتحويل مصر مقر لمشروع الخلافة كما هو مخطط بجانب تحويل المنطقة العربية إلي مجموعة من الدويلات التكفيرية المسلحة . ولكن تجسدت هذه العلاقة وتوحدت الأهداف بين الإخوان وطهران، عندما توفي مسؤول الاخوان في لبنان في يوليو 2011 وقتها قرر مرشد الإخوان بديع اصطحاب عصام العريان وسعد الكتاتني لتقديم واجب العزاء ، وبالفعل تم تقديم واجب العزاء في وجود مسؤولي المكاتب العربية وعلي رأسهم مسؤول الإخوان في سوريا ، الذي أبلغ المرشد بديع بأن اللواء محمد بكر القادر رئيس الحرس الثوري الإيراني يريد أن يلتقي في لقاء خاص وسري جداً يجمعه بالثلاثي مرشد الإخوان بديع والكتاتني وعصام العريان ، وبعد تشاور بين المرشد وإبراهيم منير من لندن وافق بديع علي عقد هذا اللقاء في مدينة بعلبك تحت حراسة مشددة من قاسم سليماني قائد فيلق القدس. وفِي هذا اللقاء عقد اللواء محمد بكر القادر مع مرشد جماعة الإخوان صفقة وهي أن يأمر بديع مسؤول الإخوان في سوريا بسحب عناصر الإخوان من الشارع السوري في مقابل دعم الجماعة إعلامياً ولوجستياً من قبل الحرس الثوري، وخاصة أن دول الخليج تحركت وقتها بشكل احترافي لوقف أي انطلاقات لعناصر الاخوان في الشارع الخليجي وهو ما سبب قلق وتوتر لقيادات الإخوان ومرشدهم مع انطلاقات الربيع العربي المزعوم . فقد رأي كل من مرشد الإخوان ورئيس الحرس الثوري ظهيراً قوياً في إطار توسع إيراني شيعي وانطلاق مشروع الخلافة ، واختتمت هذه الصفقة بأن إعطاء رئيس الحرس الثوري الإيراني مرشد الإخوان محمد بديع شيك بنحو 30 مليون دولار مسحوب علي أحد البنوك الإسبانية كتبرع للجماعة في المرحلة الجديدة وقتها. في نفس الوقت سعت طهران لتأسيس ما يعرف بالجيش الشيعي الحر، اعتمدت علي العلاقة التي صنعها الربيع العربي مع الإخوان فكان هناك أكثر من اجتماع بين إبراهيم منير أمين عام الننظيم الدولي ورئيس الحرس الثوري الإيراني في مدينة أمستردام بهولندا قبل نهاية 2011 بهدف وجود تهديد دائم لمنطقة الخليج العربي ، وبالفعل تم تأسيس أول مليشية شيعية مسلحة في سوريا ( مليشية الإنچاب الشيعية المسلحة ) وانطلقت بعدها أكثر من خمس مليشيات شيعية مسلحة، أبرزهم الحشد الشعبي الذي قتل عشائر الأنبار السنية أثناء سيطرت داعش علي الموصل والفالوجة بل شارك داعش في نهب بترول الموصل في مقابل إمداد أبو بكر البغدادي سراً بالسلاح داخل الاراضي العراقية . وتوجت العلاقة بين طهران والإخوان بعدما وصلت لمراحل ومستويات في التعاون فيما بينهم ، عندما دعا مكتب الإرشاد في القاهرة الرئيس أحمدي نجاد لزيارة القاهرة أثناء حكم المعزول مرسي الذي كان ينفذ توصيات مكتب الإرشاد من خلال مكاتبات يومية يمليها نائب المرشد خيرت الشاطر للمعزول من خلال رجل خيرت الشاطر في الاتحادية أحمد عبدالعاطي مدير مكتب مرسي وقتها، والذي كان متهماً في قضية مليشيات الأزهر. وعلي الرغم من هذا أصر الشاطر أن يضع رجله الأول مديرا لمكتب المعزول، وكانت هذه الزيارة بهدف مباركة وتدشين الدولة الشيعية الكبري ومشروع الخلافة أي دولة الفقيه ودولة المرشد بعد تفتيت المنطقة العربية لدويلات صغيرة تتقاسمها إيران والإخوان في فيما بينهما .