*الحداد التقى قائد فيلق القدس داخل مصر سرًا.. والأمن رصد زيارة ضابط إيرانى لمكتب الإرشاد بعد قرابة العامين على توقيعها، كشف القيادى السابق بالتنظيم الدولى ل«الإخوان»، الدكتور إبراهيم عبدالبارى، عن تفاصيل مذكرة تفاهم سرية، بين وزير الشباب والرياضة «الإخوانى»، أسامة ياسين، وقيادات إيرانية، بتدريب عدد من شباب الجماعة والتنظيمات الإسلامية الأخرى فى معسكرات الحرس الثورى الإيرانى، تحت اسم منتدى الشباب الإسلامى، على أن تكون القاهرة مقرًا له، وطهران مقرًا للأمانة العامة. وأشار عبدالبارى فى تصريحات ل«الصباح» إلى أن المذكرة جرى التكتم على تفاصيلها، خوفًا من ردود الفعل السلبية تجاه التقارب السنى-الشيعى، ورفض القوى السياسية ومشيخة الأزهر لها، موضحًا أن مهمة المنتدى هى تدريب وتأهيل عدد من شباب التيارات والأحزاب الإسلامية، وأضاف أن «المذكرة جرى توقيعها سرًا، ودون العرض على مجلس الوزراء وقتها». ورغم أن الهدف المعلن من المنتدى سلمى تمامًا، بجانب الضغط على الإدارة الأمريكية وقت الأزمات، إلا أن الوفود الإخوانية التى سافرت إلى طهران بالفعل، تمت استضافتها فى معسكرات للحرس الثورى الإيرانى، بحسب عبدالبارى، الذى أوضح أن «تلك الخطوة كشفت النية الحقيقية للإخوان، التى ظهرت فى تبنى مكتب الإرشاد لسياسة تكوين حرس ثورى مصرى، كبديل للتنظيم الخاص، وفرق الجوالة». وأضاف أن «الجماعة كانت فى أشد الحاجة إلى مزيد من التقارب مع إيران، نكاية فى دولة الإمارات، التى رفضت تقديم مساعدات إلى مصر تحت حكم الإخوان، بالإضافة إلى رفضها الدخول فى شراكة اقتصادية مع نائب المرشد خيرت الشاطر، ومحاكمتها لعدد من أعضاء الجماعة بتهمة تكوين خلية لقلب نظام الحكم، ما دفعها إلى إرسال وفود رفيعة المستوى لطهران، على رأسها عصام الحداد، مساعد الرئيس المعزول، والسفير محمد رفاعة الطهطاوى، رئيس ديوان رئاسة الجمهورية الأسبق، وذلك تحت غطاء العمل الدبلوماسى». وأشار إلى أن الغرض الحقيقى من الزيارة هو الاتفاق على تفاصيل تأسيس ما يسمى بمنتدى الشباب الإسلامى، موضحًا «تردد وقتها أن نحو 90 شابًا إخوانيًا تلقوا التدريبات على يد عناصر من الحرس الثورى الإيرانى، قبل أشهر قليلة من سقوط حكم الإخوان، على خلفية تلقى تقارير ميدانية تطالبها بضرورة التحرك السريع لإيقاف حملة تمرد، التى نجحت فى حشد ملايين المصريين لإسقاط حكم الجماعة». وقبل سقوط مرسى، ذكرت صحيفة تايمز الأمريكية، أن مساعد الرئيس المعزول للعلاقات الخارجية، عصام الحداد، التقى قائد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى، الجنرال قاسم سليمانى، داخل مصر، وهو ما نفاه الحداد فيما بعد، إلا أن الدوائر المحيطة بمكتب الإرشاد أكدت صحة الخبر، بحسب عبدالبارى، الذى أوضح أن «سليمانى دخل البلاد سرًا عن طريق البحر، خوفًا من تتبع أجهزة المخابرات له، لأنها لم تكن ستترك مثل هذا الاجتماع دون رصده، وكان الهدف من الاجتماع هو التخطيط لتسفير الشباب إلى طهران، بشكل لا يلفت الانتباه إليهم». ومن جهتها، أكدت مصادر مقربة من «الإخوان» أن ضابطًا تابعًا للحرس الثورى الإيرانى، يدعى أحمدى فارس خان، أشرف على أعمال منتدى الشباب الإسلامى، موضحة أنه سبق له زيارة مصر ضمن الوفد السياحى الإيرانى، وخلال تلك الزيارة شوهد فى محيط مكتب الإرشاد فى المقطم، بصحبة القيادى الإخوانى حازم فاروق، عضو مجلس الشعب الأسبق. ورغم إصدار جماعة الإخوان بيانًا رسميًا، تنفى فيه تبنيها لأى محاولات خاصة بتأسيس ميليشيات موازية للقوات المسلحة، إلا أن استمرار تدفق الوفود الشبابية الإخوانية على طهران، بحجة التبادل الثقافى والمعرفى، كذب تلك التأكيدات الإخوانية، وبحسب المصادر، فإن «الوفود الشبابية الإخوانية كانت فى حقيقتها النواة الأولى لمخطط تأسيس الحرس الثورى المصرى، الذى أجهضته ثورة 30 يونيو، وعزل مرسى، لكن بعدما أصبح لدى التنظيم نحو 200 شاب تلقوا تدريبات عسكرية بالفعل على يد الحرس الثورى الإيرانى، بينهم أعضاء من جنسيات يمنية وسعودية وأردنية وسودانية». وأوضحت المصادر أن الشباب غير المصريين لم يعرف دورهم حتى الآن، لأنهم لم يظهروا على الساحة فعليًا، مرجحة أن يكونوا انتقلوا إلى سيناء للقتال فى صفوف التنظيمات الإرهابية هناك، أو سافروا إلى الخارج، أو ما زالوا موجودين داخل البلاد، فى انتظار صدور تكليفات لهم لتنفيذها، مضيفة أن «التدريبات التى تلقتها العناصر الإخوانية انقسمت إلى شقين نفسى وعملى، حيث تم إعداد محاضرات تأهيل نفسى للشباب فى جامعة طهران الدولية، حول التقريب بين المذاهب، أما العملى فهو خاص بالتدريبات التى خضع لها الشباب على مدار 90 يومًا». وقال الخبير العسكرى، اللواء تامر الشهاوى، إن «فشل الرئيس المعزول محمد مرسى فى السيطرة على الأجهزة الأمنية، وإخضاعها لسيطرة الجماعة، دفعه إلى الاعتماد على فكرة تأسيس حرس ثورى مشابه للحرس الثورى الإيرانى، وبالفعل زارت عناصر إيرانية مصر وقتها، لتدريب العناصر الإخوانية على إنشاء أجهزة أمن موازية، حتى تكون بديلة للأجهزة الحكومية». وأضاف «البداية كانت مع فتح الباب أمام السياحة الإيرانية، التى كانت غطاء لتأسيس الحرس الثورى المصرى، حيث طلب مرسى من أجهزة الدولة وقتها تسهيل دخول 200 ألف سائح إيرانى، بزعم تنشيط السياحة، وتوفير موارد مالية للدولة، ما رفضته أجهزة المخابرات بشدة، وتم إعداد تقارير تحذر من خطورة التقارب المصرى-الإيرانى، نظرًا لوجود نوايا سيئة لدى طهران، إلا أن مرسى أصر على موقفه، وكان ضمن الوفد السياحى عناصر من الحرس الثورى الإيرانى وصلت لدراسة إمكانية تطبيق الفكرة على أرض الواقع، وآليات تنفيذ المخطط، ومرة أخرى تدخلت أجهزة الأمن لإحباط المخطط». وأشار إلى أن المخابرات رصدت تحركات مريبة للقائم بالأعمال الإيرانى فى القاهرة، مجتبى أمانى، عقب ثورة 25 يناير، مستغلًا فيها حالة الانفلات الأمنى التى عانت منها البلاد، إلا أن أجهزة الأمن طالبته وقتها بأن يلتزم بدوره الدبلوماسى، خاصة أنه اعتقد وقتها أن الوقت حان لانطلاق التمدد الإيرانى داخل مصر. ومن جانبه، أكد الباحث فى الشئون الإيرانية، إبراهيم الوكيل، أن «إيران نجحت فى التواجد داخل البلدان العربية الرافضة لوجودها، وذلك عبر مراكز بحثية، ومنتديات شبابية، ومشروعات استثمارية، فالتمدد الإيرانى له أشكال عديدة، وطهران تتواصل مع كل الأطراف، كما أنها استخدمت جماعة الإخوان نفسها فى السابق كوسيلة للتواصل مع السلفيين، وتقليل نقاط الخلاف بين الجانبين». وأضاف فى تصريحات ل«الصباح» أن «العلاقة بين الإخوان وطهران كانت ممتازة فيما مضى، حتى قيام الحرب اليمنية، وتدخل إيران لمساندة الحوثيين، مقابل تدخل الإخوان لمناصرة عاصفة الحزم، فيما يرى فريق من الإخوان ضرورة التزام الحياد، حتى لا تخسر الجماعة دعم وتأييد كلا الفريقين، أما بالنسبة لمنتدى الشباب الإسلامى فهو ابتكار إيرانى-إخوانى، تم استخدامه كورقة ضغط على الحكومات العربية، ومن المحتمل نقل الفكرة قريبًا إلى البحرين، ثم إلى السعودية والأردن».